المدوّنة

العودة الى القائمة

"جرعة باتمانية"

12 أغسطس 2012

تجميع أنيلا صفدار، قسم الويب، مؤسسة الدوحة للأفلام

قاربت فترة الانتظار على النهاية.

لا زال أمامنا أكثر من أسبوع بقليل، ليبدأ عرض فيلم “ذا دارك نايت رايزس” في منطقتنا – بعد ثلاثين يوماً من صدوره العالمي.

Warner Bros Middle East spokespeople have been inundated with tweets about “The Dark Knight Rises”

ولأسباب لا تزال مجهولة، تأخر صدور الجزء الأخير من السلسلة التي أخرجها كريستوفر نولان، شهراً كاملاً في الشرق الأوسط.

وفي الأسابيع القليلة الماضية، بدأت ظاهرة جديدة، فقد عمد البعض للسفر إلى الدول المجاورة، لمشاهدة الفيلم.

عادت باتريسيا دونوهيو (موظفة في مؤسسة الدوحة للأفلام) حديثاً من نيودلهي في الهند – وهو المكان الذي اختارت أن تزوره من أجل جرعة باتمانية، هي بحاجة إليها،

ننقل لكم كلماتها…

“وأخيراً شاهدت فيلم ذا دارك نايت رايزس!
قفزت إلى طائرة أخذتني إلى نيودلهي، كي أشاهد باتمان، لأني لم أرغب بانتظار صدوره في الدوحة. ربما يبدو ذلك جنوناً، لكن يجب أن أقرّ بأن الفيلم…

“The Dark Knight Rises” poster obscures a poster for Bollywood film “Cocktail” in the New Delhi cinema

يستحق كل ذلك وأكثر
ذهبت مع بعض الأصدقاء، وحجزت في قسم رجال الأعمال على متن الطائرة، ونزلت في فندق فخم…

لأني أتصرّف كبروس واين
أعلم أن السفر إلى بلد آخر بهدف مشاهدة شخصية خيالية تحارب المجرمين، هو أمر سخيف. والأسخف من ذلك ما اضطررت لعمله من أجل الوصول إلى هناك…

أولاً كان عليّ تقديم طلب الفيزا
يخجلني الاعتراف أن الاستمارات ترعبني. ساعدني أصدقائي… واستغرقت العملية يوماً كاملاً.

ثم بدأ الرعب من الأمراض يتملكني…
فأنا لم أذهب في حياتي إلى الهند. والدي لم يتوقف عن المزاح بشأن الأمراض المنتشرة في نيودلهي، كما أن أصدقائي لم يكفوا عن إخباري بقصص مرعبة عاشوها هناك، وبدأت أكوّن لائحة بالمأكولات التي لا يجب عليّ الاقتراب منها.

حاولنا مشاهدة الفيلم ثلاث مرات قبل أن ننجح في ذلك…
في المرة الأولى، أضاع سائق التوك توك الطريق، وأخذنا في الاتجاه المعاكس. صاح فيه صديقي باللغة الهندية؛ حاولت أن أصوّر هذا الموقف لكني لم أنجح لأن الطرقات لم تكن مضاءة بشكل لائق. كانت ليلة حالكة! في المرة الثانية التي ذهبنا فيها إلى السينما، اكتشفنا أن الصحيفة نشرت ساعات عرض وهمية، ولم يكن الفيلم يعرض. أما في المرة الثالثة، اشترينا فيها التذاكر قبل ساعتين من بدء العرض الذي أوشك أن يفوتنا لأننا علقنا في زحمة الناس والسيارات.

Patricia with her “The Dark Knight Rises” movie tickets.

لكننا وصلنا قبل دقيقتين من بدء العرض…
وأخيراً تمكنت من رؤية الفيلم الذي دفعت ثروة صغيرة لمشاهدته.

سمعت أن الناس لا يكفون عن التحدث إلى بعضهم البعض أثناء عروض الأفلام في الهند…
لا أحب هذا أبداً، لكني كنت مستعدة أن أتحمل كل شيء لأجل باتمان. ظلّ صديقي يضرب برجله المقعد الذي أمامه كي يسكت الناس. الغريب أن الفيلم كان يتضمن ترجمة إنكليزية، على الرغم من أنه ناطق بالانكليزية، لكن ذلك كان أقل تشتيتاً للانتباه من المحادثات التي استمر المشاهدون بإجرائها بين بعضهم البعض داخل المسرح. لكني لم أتوقع…

أن يأخذوا فترة استراحة خلال عرض فيلم باتمان…
فبعد أن مضت 90 دقيقة من مدة الفيلم، وأثناء أحد المشاهد، وأثناء إحدى اللقطات، حين كانت إحدى شخصيات الفيلم تمشي. في مرحلة كانت تتسارع فيها الأحداث لتصل إلى الذروة. تجمدت الصورة وأُشعلت الأضواء. والأسوأ من ذلك كله، إعلانات الجواهر التي ملأت الشاشة.

حين استكمل عرض الفيلم، لم تعد لدي أي فكرة عما يحصل.

لكني نجحت بأن أشاهد الجزء الأخير الرائع لثلاثية المخرج كريستوفر نولان.
حتى وسط هذه الأجواء المليئة بالازعاج داخل السينما، بدا الفيلم مذهلاً.

لن أقول المزيد عن الفيلم.
الآن وقد رجعت إلى الدوحة، لا أستطيع الحديث عن الفيلم لأن أحداً لم يره بعد. لو كنت ممن لم يشاهدوا الفيلم بعد، لم أكن لأود أن أسمع شيئاً عنه حتى تاريخ 16 أغسطس. ليس أمامي سوى أن ألاحق أصدقائي في الخارج (الذين شاهدوا الفيلم)، وأستجدي منهم إثارة بعض المحادثات الهوسية حول الفيلم.

الأيام الأخيرة التي قضيناها في دلهي كانت مميزة.
فقد تسنّى لي أن أتعرف على ثقافة جديدة، وأجول في المدينة وأشاهد أسواقها، وأتذوق طعامها.

المشكلة الوحيدة الآن، هي أنني سأضطر لانتظار مشاهدة الفيلم مرة أخرى.”

blog comments powered by Disqus