المدوّنة

العودة الى القائمة

أهل السينما: هشام عيوش

19 يوليو 2011

هشام عيوش هو صانع أفلام مغربي ولد في باريس عام 1976. هو صحافي سابق، عمل في العديد من القنوات الفرنسية، قبل أن يصبح كاتباً/مخرجاً. أول ما أنتجه كان فيلمان وثائقيان ‘ملكة الملك‘، حول وضع المرأة في المغرب، و‘غبار الملائكة’ حول المراهقين المتوحدين. كما أخرج فيلميْن قصيريْن: ‘بومبليوود‘، و‘كما يقولون’. أما فيلمه الروائي الأول ‘هارت أدجز‘، فيدور حول بلدة صيد ميتة، ثم تبعه فيلم ‘كراكس’ وهو قصة مثلّث عشقي غير متجانس. وهو يخوض الآن مرحلة تطوير فيلميْن روائييْن: ‘سامبا دو معزوز‘، وهي قصة ساخرة تدور أحداثها في المغرب، و‘فيفرز’.

مؤسسة الدوحة للأفلام: تهانينا على التمويل الذي حصلت عليه من مؤسسة الدوحة للأفلام. أخبرنا المزيد عن مشروعك.
هشام: شكراً! إن العنوان المؤقت للفيلم هو ‘فيفرز‘؛ إنه فيلم تدور أحداثه في ضواحي فرنسا، حول طفل عنيف يعيش في دار رعاية بعد أن تخلّت عنه والدته. وهناك يكتشف أن لديه والد!

مؤسسة الدوحة للأفلام: أنت الآن في إطار تطوير فيلم روائي آخر بعنوان ‘سامبا دو معزوز’. ما معنى هذا العنوان، وما هي قصة الفيلم؟
هشام: معزوز هو اسم الشخصية الرئيسية، لذا فترجمة الفيلم هي ‘سامبا معزوز’. وتدور القصة حول شاب مغربي يعيش في مدينة فقيرة وقد أصابه الضجر من حياته. عزاؤه الوحيد هو الحلم بالسفر إلى البرازيل، لذا فهو يعلم رقصة السامبا في الحي، وهو مغرم ببطلة مسلسل برازيلي يشاهده على التلفزيون.

مؤسسة الدوحة للأفلام: عملت كصحافي قبل أن تصبح كاتباً ومخرجاً. ما الذي قادك لهذا التحوّل؟
هشام: كي أكون صريحاً، تعبت من كوني جزء من هذا السيرك الكبير الذي يُدعى أخبار سياسية، لذا قررت أن أبتكر سيركي الخاص، وأن أكون المهرّج الذي يديره. أنا مهرّج يبتكر مناوراته الخاصة، بدلاً من أن يكون العكس صحيحاً. وهذا أجمل بكثير، صراحةً.

مؤسسة الدوحة للأفلام: ما هي أبرز الصعوبات التي واجهتك في عملك؟
هشام: كل عمل هو تحدّ بالنسبة لي، لأني لا أعرف كيف ستكون نتيجته النهائية- ما إذا كان سيكون عملاً فنياً جيداً أم لا. إني أقوم بذلك وأقبل المخاطرة. لكن ليس هناك أية صعوبة محددة على حد علمي.

مؤسسة الدوحة للأفلام: ما هي المواضيعك التي تشدك أكثر من غيرها؟ لقد أخرجت أفلاماً وثائقية حول النساء في المغرب والأطفال المتوحدين، هل تشعر بالانجذاب نحو مواضيع معينة؟
هشام: لا أرى أصنف نفسي ناشطاً في المجال الانساني على الاطلاق، إذا كان ذلك ما ترمين إليه. إني أعمل على الأفكار التي تعجبني حول الأقل حظاً من بين الناس. أعمل على قصص الفاشلين والحالمين لأني أعتبر نفسي مخيباً للآمال وحالماً كبيراً. ربما أعمل على قصص حول أشخاص يشبهونني في نقاط ضعفهم.

مؤسسة الدوحة للأفلام: فيلمك ‘كراكس‘، حصل على العديد من ردود الفعل المتناقضة. حتى أن بعضهم قال إنه فيلم متمرّد. فهو لا يحتوي على نص، وميزانية صغيرة والحوار غائب. ما رأيك بهذا الكلام، وهل بإمكانك إخبارنا المزيد عنه؟
هشام: لقد جاوبت بنفسك، وهذا صحيح. على الرغم من أنني قد لا أدعوه فيلماً متمرداً، بل هو مجرد فيلم. إذا أراد الناس أن يصنفوه في هذه الخانة فلا بأس بذلك، لكنه كان مشروعاً مثيراً للاهتمام بالنسبة إلي، ونوعاً من الاختبار السينمائي. أو الأصح أن أقول، اختبار مجنون في أكثر لحظات إبداعي في حياتي! لا أعرف إن كانت سيتاح لي هذا الكم الكبير من الحرية لتجريب أمور جديدة، لاحقاً في حياتي الفنية.

إني أعتبر هذا الفيلم وكأنه طفل ضعيف فيه إعاقة ما. لكني أحبه كما هو. لقد صورنا الفيلم بأكمله خلال 12 يوماً، ولقد كان تجربة إنسانية لأن كل واحد منا وضع قطعة منه فيه. لقد كان من الصعب على الممثلين الارتجاب في غياب سيناريو محدد، وإذا نظرت إلى الوراء، لن أغيّر أي شيء في طريقة عملنا عليه. لكن في المشاريع المستقبلية المختلفة، سأحدد بشكل أدق ملامح شخصياتي في مرحلة ما قبل الانتاج، لكي أسهل الأمور على الممثلين. لا يمكنك الطلب من كل الممثلين الارتجال طوال الوقت حين لا يكونون يعلمون ما الذي تمثله الشخصيات التي يلعبونها.

مؤسسة الدوحة للأفلام: هل لديك أسلوب خاص في روايتك للقصص غالباَ ما تعتمدها في أفلامك؟
هشام: إني لا أتبع أي أسلوب محدد. كل فيلم يختلف عن سابقه. أحاول أن أكتشف وأتعلم الأشياء الجديدة مع كل مشروع. فأنا لم أدرس السينما، لذا فإن العمل على فيلم يشبه الذهاب إلى المعهد السينمائي بالنسبة لي. في فيلم ‘كراكس’ لم أطبق أي نوع – الشيء الوحيد الذي تشترك به كل أفلامي هو محاولتي أن أظهر الكثير من الأحاسيس فيا.

مؤسسة الدوحة للأفلام: ما هو فيلمك المفضل ولماذا؟
هشام: ليس لدي فيلم مفضل، لدي أفلام كثيرة أحبها! أذكر منها ‘ذي أرينجمنت’ للمخرج إيليا كازان، و‘الليلة الافتتاحية’ للمخرج جون كاسافيتس، و‘الرحيل من لاس فيغاس’ للمخرج مايك فيغيس.

مؤسسة الدوحة للأفلام: ما هي رسالتك لصناع الأفلام الشباب؟
هشام: كلوا الفوشار بالكاراميل على أعالي الجبال!

blog comments powered by Disqus