المدوّنة

العودة الى القائمة

مهرجان لندن السينمائي

07 أكتوبر 2013

بقلم بن فوك

قد لا يملك مهرجان لندن السينمائي هالة مهرجان كان، وقد لا يتمتّع أيضاً بصيت مهرجان تورونتو بأنّه عرّاب الأفلام المقدّر لها الفوز بالأوسكارات. لكن مهرجان لندن لديه القدرة على توحيد العاصمة البريطانية على حب السينما.

تأسّس هذا المهرجان من قبل مجموعة من النقّاد السينمائيين في عام 1956، بعد إدراكهم أن لندن مهملة من الناحية السينمائية. وبعد 57 عاماً، يستمرّ المهرجان مع إصراره على إشراك الجمهور في التنظيم والمسؤولية.

خلال هذا المهرجان، تعجّ صالات لندن بالاصدارات العالمية المتنوّعة والضخمة من أفلام مصرية وإيطالية وغيرها. في هذا الوقت من العام، يتجلّى التنوّع العرقي التي يميّز العاصمة البريطانية، بامتياز على الشاشة الكبيرة.

هذا العام، يتضمّن برنامج المهرجان 234 فيلماً روائياً و135 فيلماً قصيراً من 74 دولةً، منها قطر والأردن والامارات العربية المتحدة، تقرّر عرضها في 15 صالة سينما مختلفة في أنحاء العاصمة. وقد صُنفت هذه الأفلام ضمن فئات مثل: “حب“، “جدل“، “ديانات”. ويشمل برنامج المهرجان العديد من العروض الخاصة والأولى وأفلام المخرجين الصاعدين الجدد، من بينها فيلم “فيلومينا” للمخرج ستيفن فريرز، وفيلم “داخل لوين ديفس” للأخويْن كووين.

أما المسابقة الرسمية، فتشمل 13 فيلماً تقع في خانة الأساليب الاخراجية الابداعية والاستثنائية. نذكر منها الفيلميْن البريطانييْن “العملاق الأناني” للمخرج كلييو بارنارد، و“ذا دابل” للمخرج ريتشارد أيودي، بالاضافة إلى فيلم “عن تقرير جيّد” للمخرج جميل أكس تي كوبيكا من جنوب أفريقيا، و“فرش وغطا” للمخرج أحمد عبدالله من مصر، وجميعها تتنافس على الجائزة الأولى.

هذا لا يعني أن حضور نجوم هوليوود لن يكون قوياً. فساندرا بولوك مثلاً، ستحضر لدعم فيلم “الجاذبية” ذو الأبعاد الثلاثية للمخرج ألفونسو كوارون. كما أن الممثل جوزيف غوردنلوفيت يعرض “دون جون” كأول تجربة إخراجية له، بينما يظهر طوم هانكس في الفيلم الأول لـ بول غرين غراس “القبطان فيليبس”. سيفتتح المهرجان بهذا الفيلم، ويختتم أيضاً بفيلم آخر من بطولة طوم هانكس بعنوان “إنقاذ السيد بانكس” للمخرج جون لي هانكوك. يلعب هانكس في هذا الفيلم دور صانع الأفلام والت ديزني الذي يحاول إقناع الكاتبة باميلا ليندون ترافرز(إيما طومسون) بإعطائه حقوق عمل فيلم عن رواياتها الشهيرة “ماري بوبينز”.

ومنذ الخمسينات، قُدِّر لهذا الحدث أن يكون مهرجان المهرجانات السينمائية. وكونه يقام عادةً في شهر اكتوبر، فهذا يعني أنه يزخم بالأفلام التي شوهدت على مدى العام. سيتسنّى مثلاً للجمهور البريطاني مشاهدة فيلم مواطنه المخرج ستيف ماكوين “12 عاماً من العبودية” على أرضه. وسيعرض رالف فينيس قصة الحب التاريخية “المرأة الخفيّة”. سيتمكن الجمهور البريطاني أيضاً من مشاهدة الفيلم الذي أثار جدلاً وفاز بسعفة ذهبية “حياة أديل” للمخرج التونسي عبداللطيف كشيش، بالاضافة إلى فيلم “تحت الجلد” لبريت جوناثن غليزر، من بطولة سكارليت جوهانسون.

ومع أن المهرجان يحتفظ بنكهة عالمية، إلا أن المنظمين حريصون على إيلاء اهتمام خاص بالمواهب المحلية. فهناك جائزة مخصّصة للمخرجين البريطانيين الصاعدين، كما أن ورشة “فكّر-صوّر- وزّع” المعتادة للمهرجان، تذكرنا بالورشات التي ينظمها مهرجان صندانس السنيمائي، وتسعى إلى تمكين 25 مخرجاً من النجاح في مسيرتهم المهنية السينمائية. وبالاضافة إلى حلقات دراسية بقيادة كواريون وأخرى نقاشية حول الأفلام مع الكاتب الياباني هيروكازو-كوريدا، تتضمن البرامج التعليمية فعاليات خاصة بالطلاّب والأطفال.

أما الأفلام التي يجب أن تترقّبوها، وهي تعرض في هذا المهرجان، فعددها خمسة:

*“فرش وغطا”*، إخراج أحمد عبدالله
يشارك هذا الفيلم في المسابقة الرسمية، وتدور أحداثه في أعقاب الثورة المصرية، من خلال عيون سجين هارب. وقد كان عبدالله أظهر التزامه الشديد بإلقاء الضوء على القضايا الاجتماعية في فيلم “مايكروفون” عام 2010.

“ذا دابل” من إخراج ريتشارد أيودي
يعرف المخرج البريطاني أيودي في موطنه أكثر بأنه ممثل مسلسلات كوميدية (سيتكوم). لكن وبعد نجاح فيلمه الأول “الغواصة” عام 2010، لجأ إلى تصوير إحدى روايات الكاتب الروسي فيودور دوستويفيسكي، في تجربته السينمائية الثانية. أضاف أيودي لمسته الكوميدية إلى الرواية الروسية الكلاسيكية، مما أظهر أسلوبه الاخراجي الغريب والمتميّز.

“القبطان فيليبس” من إخراج بول غرين غراس
دراما مثيرة مقتبسة عن قصة حقيقية، عن قبطان سفينة خطفه القراصنة الصوماليون. تتناقل أخبار عن ترشّح طوم هانكس لجوائز أوسكار عن دوره في هذا الفيلم، كذلك عن إمكانية فوز الممثل الصاعد بارخاد عبدي بأوسكار عن دور الشرير في الفيلم ذاته.

*“سلم إلى دمشق”*، من إخراج محمد ملص
قصة امرأة سورية تسكنها روح فتاة ميتة. قصة ثورة. وقصة حب. مزيج سينمائي مثير للكاتب والمخرج السوري محمد ملص.

*“الابن سر أبيه”*، من إخراج هيروكازو كوريدا
قرّر المخرج ستيفن سبيلبيرغ إعادة صنع هذه الدراما العائلية اليابانية التي فازت بجائزة لجنة التحكيم الكبرى بمهرجان كان السينمائي هذا العام، حول أهل نزقين، وطفل تم استبداله عند الولادة. أثير الكثير من الجدل بعد أن تم تجاهل إدخاله في فئة أفضل فيلم ناطق بلغة أجنبية في حفل جوائز الأوسكار.

blog comments powered by Disqus