المدوّنة

العودة الى القائمة

قوة الأفلام الوثائقية

27 مارس 2013

video#6

بالرغم من أن السينما في بعض الأحيان محرك ودافع للهروب من الواقع، وهو ما يتيح لنا وضع قناع بطلنا الخارق المفضل أو الغوص في عالم أسطوري خرافي على عكس واقعنا تماماً، إلا أنها أظهرت قوتها الكبيرة على الإقناع والإلهام وتغيير مفاهيم الملايين من الناس. ويمكن للمطلعين على حركة تطور الفيلم، أو الذين عملوا في التلفزيون في الأعوام العشرين الماضية، لمس هذا التحول للأفلام من كونها تصنع لمجرد الترفيه لتصبح مصدر إلهام للمشاركة والتفاعل، فنكون عندها أكثر من مجرد متفرجين أو شهوداً صامتين نجلس ونشاهد بدون حراك.

بدأت الأفلام الوثائقية تظهر للمشاهدين سيناريوهات الحياة الواقعية، تلك التي يمكن أن نراها في عمل الأخوين لومير “العمال يغادرون مصنع لومير” (1895)، معركة كوربت فيتزومنز(1897) للمخرج إينوتس ركتور، “نانوك من الشمال” (1922) للمخرج روبرت فلاهرتي، و “الرجل مع كاميرا أفلام” للمخرج دزيغا فيرتوف (1929). بالرغم من أن هذه الأفلام القديمة لا تحفز الناس للجري في الشوارع للمظاهرات والإعتراض، لكنها ألهمتهم على فهم جديد لعالمنا وصورت تأثير جماليات صناعة الأفلام على العقل، حيث تعتبر مشاهدة فيلم “رجل مع كاميرا أفلام” تجربة تغيير حياة حقيقية لكل من شاهده. وعلى الرغم من أن قرناً من الزمن يفصل معظم الأفلام المذكورة عن نظرائها المعاصرة حالياً، لكنها تشاركها القدرة على تغيير فهم المشاهدين لأنفسهم ولمجتمعهم.

ينظر عدد كبير من صانعي الأفلام الوثائقية إلى المهنة أكثر من مجرد كونها مقابلة أشخاص ومونتاج للقطات الأخبار، فهم برأيهم يخلقون أفلاماً مساوية لأنواع الأفلام الأخرى في الترفيه والحركة. Films for Action موقع مكرس لتقديم الأفلام الوثائقية التي تلتزم بإلهام التغيير من خلال الفيلم. وهنا بإمكانك مشاهدة مئات الأفلام عبر الإنترنت، والتواصل مع الناشطين من ذوي التوجهات نفسها ودعم أي قضية تهمك مباشرة. ويمكنك أيضاً اختيار ومشاهدة أفلام وثائقية حول حركة الهاكر، الإحتباس الحراري، تغيير وجه ثقافة البوب وغيرها من المواضيع التي يمكنك أن تفكر فيها، وإذا لم تكن هناك، يمكنك أن تحمل الكاميرا وتبدأ التصوير بنفسك لتصنع فيلم عن الموضوع الذي تريد.

تقدم هذه الشبكة الأفلام الوثائقية التي تحاول تغيير العالم مجاناً، ولكنها تطلب من الجمهور المشاركة والتفاعل أكثر مع القضية المطروحة. ومع شعار “شاهد، شارك، إعمل“، يوفر الموقع الإلكتروني منصة مثالية للناشطين وعشاق الأفلام في الوقت نفسه. فإذا كنت تبحث عن قضية، يمكنك البحث في قسم Take Action وابحث عن أي قضية تود دعمها.

مع هذه المواقع، أصبح لدينا الآن القدرة على التبرع ودعم الأفلام والمشاركة فيها، وبالتالي باتت قدرة الوصول إلى الفيلم الوثائقي المفضل الذي يدعم التغيير الإجتماعي أفضل من قبل. تتوجه فكرة التغيير الإجتماعي مع التواصل مع جمهور جديد، ومع اكتساب المزيد من القلوب والعقول التي تأسرها، سيكون لك المزيد من التأثير. صممت جائزة “بوما للتأثير الإبداعي” لتقدير صانعي الأفلام الذين يسعون لتغيير العالم في من عدة نواح في الفيلم الواحد، وتمنح هذه الجائزة الفريدة للفيلم الوثائقي الذي يتمتع بتأثير اجتماعي كبير، ويصاحب الجائزة تمويلاً مادياً للمساعدة في تعزيز الوصول العالمي للفيلم وقدرته على إلهام جمهور جديد.

حتى عندما يكون الفيلم في علبته (أو في الذاكرة الصلبة) – فوجوده يبقى مؤثراً، إنه منتج متحرك ينمو مع انضمام المزيد من الناس إلى القضية. في العديد من القضايا، أصبح صانعو الأفلام الوثائقية الجسر الذي يربطنا بالعالم الجديد، والجسر الذي يتيح لنا المشاركة في التغيير الإجتماعي واختيار لافتة الإعتراض الخاصة بنا أو السير مع آلاف الناس الذين يشاركوننا رؤية التأثير على العالم.

لقد ألهمت عدد من الأفلام الوثائقية المعروفة تغيير النظرة لمكادونالدز وكي- مارت، لكننا قررنا أن نعرض أسماء أفلام معروفة بدرجة أقل لتشاهدونها وتتعرفوا إليها. تجدون أدناه بعض الأمثلة عن الأفلام الوثائقية التي ألهمت التغيير على الصعيد الشخصي والعالمي، ومنها ما يمكن مشاهدته مجاناً على الإنترنت.

التغير المناخي

“مطاردة الجليد” (2012) ، جيف أورلوسكي
video#1

“فقط افعلها: قصة خارجين عن القانون في عصرنا الحديث” (2012)، إميلي جيمس
video#2

الأمم القديمة:
“داكوتا 38” (2012)، سيلاس هاغرتي
video#3

قضايا إنسانية:
“عزيزي زكريا” (2008)، كيرت كيوني
video#4

الزراعة:
“مدينة صالحة للأكل: تنمو الثورة” (2012)، اندرو هاس وكارل غريذر
video#5

blog comments powered by Disqus