المدوّنة

العودة الى القائمة

نتذكر أحمد رمزي

08 أكتوبر 2012

بقلم ريم صالح

فصل آخر يضاف إلى سيرة حياة الممثل المصري الأسطوري ودنجوان السينما العربية أحمد رمزي

في 28 سبتمبر، ارتحل عن هذا العالم عن عمر يناهز 83 سنة، في مصر. ولد رمزي في 23 مارس 1930 من دكتور عظام مصري وأم اسكوتلندية. ولا بد من أن هذا الخليط الثقافي هو الذي أضاف كل السحر الذي كانت تتمتع به شخصيته، وجنن الملايين. لقد كان مثالاً للعاشق الأنيق والراقي، مما ألهم الكثير من القصص في عالم السينما المصرية.

ساهمت وسامته وأداؤه الطبيعي وخفة دمه بالاضافة إلى سحره. ساهم بنشر مظهر الفتى اللعوب، حيث حاول معجبوه تقليد مظهره من حيث قصة الشعر وفتحة القميص، كما جالوا في الشوارع بطابع الشباب الأشقياء، تماماً مثله. أما أفيشات أفلامه فكانت تلجأ لاستخدام هذا الصيت الذي يتمتع به من أجل جذب الانتباه: الفتى الشقي، ساحر النساء.

كان من المفترض أن يسير رمزي على خطى والده ويصبح طبيباً، لكنه ترك كلية الطب بعد رسوبه ثلاث مرات، ليتوجه إلى السينما.

حصل على فرصة التمثيل بالصدفة، في العام 1954، في أحد لقاءاته مع صديقه الحميم عمر الشريف في أشهر مقهى في القاهرة “جروبي”. وفي ذلك الوقت كان اسمها نادي السنوكر. وفي إحدى المرات جلس المخرج المصري يوسف شاهين (1926-2008) على الطاولة ذاتها. وعرض دور بطولة على رمزي في فيلم “صراع في الوادي“، لكن الدور ذهب لعمر الشريف في النهاية.

Scene from film 'Ibn Hamido'

لكن قدره كان أن يصبح ممثلاً. انجذب إليه المخرج حلمي حليم ، وعرض على الشاب الذي كان يبلغ الـ 25 من عمره ليعرض عليه دوراً في فيلم أيامنا الحلوة عام 1955 والذي يلعب فيه دور البطولة أيضاً عمر الشريف و عبدالحليم حافظ و فاتن حمامة . كانت هذه بداية صداقة بين الشابين دامت طوال حياتهما. حين توفي رمزي، حرص كل من حول عمر الشريف ألا يعرف بالخبر، خوفاً من التأثير السلبي الذي قد يسببه على صحته.
ومن الجدير القول إن حقبة الخمسينات كانت ملكاً لرمزي، فقد توالى لعبه لأدوار البطولة، مما عزز صورة البطل الرومانسي.

وحين نستعيد كل أفلام الأبيض والأسود المصرية التي نشأت أجيال على مشاهدتها، من الصعب ألا نجده في كل مكان منها. منذ البداية، عادةً ما يمثل إلى جانب فريق لامع من الممثلين. مثّل إلى جانب فاتن حمامة في خمسة أفلام على الأقل منذ ظهوره الأول، وكثيراً ما مثّل إلى جانب هند رستم و سعاد حسني و شادية كان ذلك عصر السينما الذهبية بكل معنى الكلمة.

وفي الستينات، حين أممت مصر الصناعة السينمائية، بقيادة جمال عبدالناصر، شعر رمزي بالانزعاج وقال “راحت للكلاب”.
المصدر: الأهرام

خلال هذه الفترة المضطربة، بدأ رمزي يمثّل خارج مصر. فمثّل في إيطاليا في فيلم “ابن سبارتاكوس“، وفي لبنان في فيلم “فندق السعادة” وفي سوريا في فيلم “بنات الحب”.

وطوال مسيرته الفنية، مثل في أكثر من 250 فيلماً مما جعله معلماً في عالم السينما. سيبقى رمزي في ذاكرة أجيال عديدة، تاركاً كنوزاً من الأفلام التي لن تمحوها الذاكرة.

blog comments powered by Disqus