أهل السينما: شرمين عبيد جنائي
17 يوليو 2012

فاز فيلم سايفينغ فايس لشرمين عبيد جنائي بجائزة أوسكار لأفضل فيلم وثائقي هذا العام.
يروي هذا الفيلم قصص ضحايا التشويه بالأسيد، وأصبح أول فيلم باكستاني يفوز بجائزة أوسكار.
ولدت شرمين ونشأت في كراتشي. درست في أميركا وأنتجت 16 فيلماً في أكثر من 10 دول. وفي شهر أبريل، كتبت أنجلينا جولي في صحيفة التايمز، عن كونها من إحدى الشخصيات المائة الأكثر تأثيراً.
وقد وصفت لنا شرمين شعورها حيال فوزها بهذه الجائزة المرموقة في عالم السينما، كما أخبرتنا عن الأسباب التي تجعل من التصوير في باكستان ليس بخطير كما نعتقد.
Saving Face - Trailer
إعلان فيلم سايفينغ فايس
مؤسسة الدوحة للأفلام: ما الذي شعرتِ به حين نادوا اسمكِ في حفل الأوسكار؟
شرمين: لا أعتبر الصدمة شعوراً، لكن ذلك كان أول ما أحسست به. توقف قلبي عن الخفقان ولم أتمكن من الحراك حتى رأيت دانييل جانج (المشارك في إخراج “سايفينغ فايس”) يسرع على السلالم متوجهاً إلى المسرح.
مؤسسة الدوحة للأفلام: هل كان لفوزك علاقة بتحفيزك؟
شرمين: الفوز بالأوسكار هو تأكيد على إيماني بأن العمل المضني والشاق والنزوع نحو التميّز والاتقان، سيدفع العالم لتقدير أعمالنا. أما الاهتمام العالمي بموضوع الفيلم فهو أكبر مكافأة لي، فقد قوّى عزيمتي.


Behing the scenes of 'Saving Face'
مؤسسة الدوحة للأفلام: من هي أكثر شخصيات الفيلم إلهاماً لكِ؟
شرمين: التقيت بشخصيات فيلمي في جمعية الناجين من مواد حمضية في باكستان . وقد كانت أكثر من لفت انتباهي، زكية، وهي الشخصية الرئيسية في فيلمي. فبعد أن اعتدى عليها زوجها، كافحت كي تتمكن من إدخاله إلى السجن وابتعدت عنه مع أطفالها. إنها امرأة شجاعة ورصينة، تمكنت من المحافظة على صلابتها وقوتها في ظل ظروف بالغة الصعوبة. إنها مثال الشخصية التي تزيد من عزمي.
مؤسسة الدوحة للأفلام: ما هي مخططاتك ومشاريعك منذ فوزك بالأوسكار؟
شرمين: أعمل على فيلم آخر، ومشاريع أخرى مع فريق عملي. نحن في صدد إنتاج سلسلة أفلام وثائقية حول قواد التغيير في باكستان، الذين يعملون لتحقيق حياة أفضل لمجتمعاتهم. هو يقين (أي تحلّى بالايمان) عرض على التلفزيون الباكستاني. كما نعمل على مسلسل كارتوني اجتماعي، موجه للأطفال الباكستانيين.
مؤسسة الدوحة للأفلام: لقد أنتجتِ فيلماً وثائقياً حول الأولاد الذين تجتذبهم طالبان في باكستان. لماذا تحتاج باكستان لأشخاص يخبرون قصصها؟
شرمين: كي يعلم العالم أكثر عن ظروف المجتمعات المهمشة والبيئة التي يعيش فيها أفرادها من وجهة نظرهم. إن فيلم “جيل طالبان في باكستان” يرغم العالم على النظر إلى هذه الظاهرة السيئة من وجهة نظر إنسانية. ويسمح للمشاهد بأن يفهم الطريقة التي يرغم بها الأطفال على التجنّد، في المناطق التي تسيطر عليها طالبان. إن متابعة وجهة نظر الأطفال مهمة جداً، لأنها غير مذكورة في العناوين الكبرى في الاعلام.
مؤسسة الدوحة للأفلام: هل تواجهين صعوبة في باكستان كمخرجة أنثى؟
شرمين: عقلية الناس هناك هي الصعوبة الكبرى التي تواجه عملية صناعة الفيلم. حين كنت أعمل في إحدى المناطق التي ترتفع فيها نسبة العاطلين عن العمل والأميين، كان الناس شديدي الحذر من فريق العمل ومني. لكن بعد قضائنا وقتاً طويلاً ونحن نعمل على الأرض ونتواصل معهم وننشىء العلاقات، حزنا على ثقة بعض العناصر الشجعان، الذين رغبوا بالحديث لزيادة التوعية.
في الحقيقة، لأني امرأة، أستطيع بسهولة أكبر أن أعمل مع النساء. فهن يرحبن بي في بيوتهن ويسمحن لي بمراقبة حياتهن – وهو أمر أساسي قبل أن نبدأ أي فيلم. بينما كنا نعمل في مناطق تقع ضمن نفوذ طالبان، اكتشفت أن الرجال لجؤوا لمعاملتي معاملة الرجال، لأنهم لم يعتادوا على رؤية امرأة في هذا الاطار من العمل.
مؤسسة الدوحة للأفلام: بنظرك، يجب أن يكون صناع الأفلام الوثائقية…
شرمين: موضوعيون، أصحاب رؤيا وأخلاق عالية.
مؤسسة الدوحة للأفلام: إلى جانب موضوع الفيلم، ما هو العنصر الهام في الأفلام الوثائقية؟
شرمين: يجب أن يكون المخرج قادراً على رؤية الجمال في كل شيء، وأن يعرف كيف يظهره على الشاشة. الموسيقى والجماليات عناصر هامة جداً ومكمّلة لموضوع الفيلم، فهي قادرة على إضفاء عنصر الاثارة.
مؤسسة الدوحة للأفلام: ما هو أقوى الأفلام الوثائقية بنظرك؟
شرمين: فيلم العراق المشتّت. إنه يصوّر آثار الحرب بشكل فعّال.
مؤسسة الدوحة للأفلام: عدا الأفلام الوثائقية، ما هو النوع السينمائي الذي تحبين مشاهدته؟
شرمين: أحب الأفلام الكلاسيكية وأستمتع بها، كفيلم “ذهب مع الريح”.
مؤسسة الدوحة للأفلام: أين نستطيع مشاهدة فيلمك الوثائقي؟
شرمين: قد يعرض في منطقة الشرق الأوسط في المستقبل القريب. آمل ذلك!