نايف المطوع هو الكويتي الذي ابتكر سلسلة أبطال الـ99، بدءاً من المجلة المصورة، والمسلسل التلفزيوني والفيلم. الأبطال الـ 99 وقصصهم مستوحاة من الدين الاسلامي (لكنها ليست إسلامية الطابع)، كما تتضمن إشارات واضحة إلى الأساطير العربية. وفي هذه المقابلة، يخبرنا نايف- الذي كان يعمل معالجاً نفسياً- عن أهمية تصدير المواهب من منطقتنا، وعن سبب عشقه لباتمان أو الرجل الوطواط، ولماذا يعتبر الصداقة مع الرئيس أوباما نعمةً ولعنة في الوقت ذاته.

مؤسسة الدوحة للأفلام: من هو بطلك الخارق المفضل؟
نايف: باتمان (الرجل الوطواط). فلقد ولد في عائلة ثرية، لكنه كان يحب أن يستفيد من هذه الثروة في عمل الخير، وعدم الاعتماد عليها فحسب. وفي ذلك الكثير من الدروس الجيدة التي يمكن أن يستخلصها المواطنون الخليجيون. أنا مسؤول عن أقوالي!

مؤسسة الدوحة للأفلام: متى خطرت لك فكرة الـ99 ومن أين؟
نايف: في أوائل شهر يوليو 2003، في سيارة أجرى بلندن. كنت في رحلة الحج السنوية التي يقوم بها كل كويتي من طريق أدجوير إلى هارودز. عندها خطرت الفكرة في رأسي. كنت أتحدث إلى أختي. وبعدها كتبت ملخصاً سريعاً للقصة.

(لاحقاً) اجتمعت بمجموعة من الأشخاص المحوريين من شركات مارفل ودي كوميكس. وقد شرح نيل أدامز, الذي عمل على مشروع باتمان في السبعينات، العلاقة ما بين الدين والمجلات الهزلية – وهو أمر لم أكن على دراية به البتة. قال: “أتعلم ماذا تعني كلمة شازام؟…إنها كلمة مؤلفة من الحروف الأولى لستة آلهة يونانية (سليمان، هرقل، أطلس، زيوس، أخيل وعطارد)”. وقلت في نفسي: “ماذا لو طبقت هذا النوع من التفكير انطلاقاً من ديني، وبهذا أستطيع ابتكار عالمي الخاص؟”.

مؤسسة الدوحة للأفلام: إلى أي مدى نستطيع أن نرى الأساطير العربية في “الـ99“؟
نايف: إلى درجة لا بأس بها. إنها من نوع القصص الذي استوحيتها من قصص القرآن.

أبو رغال، مثلاً، كان الشخص الذي قاد جيش أبرهة في عام الفيل، أو العام الذي ولد فيه الرسول محمد (ص). وكما ذُكر في القرآن، أوقف الله جيش أبرهة عبر إرساله طيوراً أبابيل رمتهم بحجارة من سجّيل، فماتوا في أمكنتهم. لذلك، من هو الشرير في سلسلة الـ99؟ إنه رغال . من يوقفه عند حدّه في سلسلة الـ99؟ كلا، ليست الطيور، بل الأبطال الخارقون، وبعضهم قادر على الطيران. ماذا يستعملون لتحقيق هذا الهدف؟ إنهم يستخدمون أحجار النور. إن العملية تشبه إضافة طبقة أخرى على أساطير منطقتنا.

Image#4

إنهم الأبطال الـ99 نسبةً إلى أسماء الله الـ99 الحسنى في القرآن، وهذا أمر آخر أقتبسته من كتاب الله.

Baeth the Sender

Aleem the All Knowing

وبما أني أردت لفت نظر مؤسسة قطر، فقد ابتكرت فرداً قطرياً أسميته عليم لأن العلم هو جوهر مؤسسة قطر.

مؤسسة الدوحة للأفلام: هل تم منع عرض الـ99؟
نايف: كلا، لكن بعض المتعصبين الأميركيين زرعوا الخوف في المحطة من ترتبات عرض السلسلة. على الرغم من أن أميركا كانت السوق الأولى التي اشترت منا المسلسل التلفزيوني منذ عامين، غير أنه لم يعرض بعد… (فقد كانت هناك مخاوف) بأن يسحب بعض المعلنين أموالهم من المسلسل.

مؤسسة الدوحة للأفلام: هل كان اللحظة الكبرى لك وللمسلسل حين قام الرئيس باراك أوباما بالاشارة إليكما ؟
نايف: لقد كان هائلاً؛ لا أستبدل هذه اللحظة بأي لحظة أخرى من حياتي. لكن بعد ذلك، برز اليمين الأميركي ليقول لنا: “أوباما مسلم وتصريحه هذا يثبت ذلك! إنه يحاول أن يغسل أدمغة أولادكم بأبطال الشريعة الخارقين! كل من سيشاهد السلسلة سيصبح راديكالياً! لا يمكننا أن نسمح للمسلمين بأن يغسلوا أدمغة أولادنا كما فعل المكسيكيون بواسطة دورا!”… هناك جمهور أرعن من المناصرين في كل مجتمع – وهذا ليس بشائع في أميركا. لا آخذ الأمور على محمل شخصي – لكن ذلك أثر بنا.

مؤسسة الدوحة للأفلام: إذا أراد رسامو المجلات المصورة في هذه المنطقة أن يحولوا أعمالهم إلى مسلسلات تلفزيونية، أين يجب أن يذهبوا؟
نايف: يجب أن يذهبوا للصلاة! فهذا مجال صعب لأن 80% من عائداتكم سوف تأتي من العالم الناطق باللغة الانكليزية… هناك سوق للأعمال العالمية التي تخرج من منطقتنا… أما أن نقوم بعمل ما مخصص للمنطقة؟ فهذا أمر صعب جداً.

مؤسسة الدوحة للأفلام: كنت طبيباً، وقد نصحك أهلك ذات مرة أن تستمر بالكتابة كهواية. ما هي النصيحة التي توجهها لمن يرغبون بالتحرر من العمل في المجالات التقليدية؟
نايف: في منطقتنا يجب ألا نسأل عن الاذن.يمكننا أن نطلب المغفرة، لكن يجب ألا نطلب الاذن، لأنك ستسمع مئة سبب يضع عثرات في طريقك.

مؤسسة الدوحة للأفلام: ما هي خططك المستقبلية للـ99؟
نايف: نحن نعمل في إنتاج الموسم الثاني. فقد وقعنا عقداً مع بنك كويتي سوف يفتتح حساباً للـ99. لقد افتتحنا قرية الـ99 في الكويت منذ أربع سنوات – ونحن نبحث في
إمكانيات التوسّع.

مؤسسة الدوحة للأفلام: هل سمعت عن قرية مارفل المقررة في دبي ؟
نايف: سمعت. لكن حلمي هو أن نبدأ بتصدير الثقافة بدلاً من استيرادها.

يعرض مسلسل الـ99 في تركيا، أفريقيا الجنوبية، أميركا الجنوبية، إيرلنده، باكستان وماليزيا. وسيعرض المسلسل في قطر هذا الصيف.