يعرض الآن في الدوحة: النسيان
11 أبريل 2013

بقلم: ألكسندر وود
إلى عشاق أفلام ما بعد الصدمة الذين لا يتوقعون أن تبدو الأرض نظيفة وجميلة كما في فيلم “النسيان” لجوزيف كوزينسكي. يشكل الرجل وراء دوائر الضوء والمناظر الطبيعية المتوهجة والصوت الشرير السخيف لـ “إرث تورن “ إضافة مميزة في رسم معالم العالم الجديد، حيث تمتزج مناظر المدينة المحطمة مع مكنونات الطبيعة لتستعيد الحضارات البشرية المفقودة.
نتعرف على هذا العالم بعد حرب كبيرة بين البشر وغزاة مجهولين من الفضاء الخارجي، يعملون على سطح الأرض ببطء وبطريقة ممنهجة لتعطيل الطائرات بدون طيار لصمان السلامة البشرية. جاك (توم كروز) وفكتوريا (أندريا ريزبورو) هما طاقم الإجتثاث المكلف بقتل ما تبقى من أنماط المخلوقات الغريبة بينما يسترخي باقي السكان البشريين في محطة فضائية صنعها البشر أو على تيتان أكبر أقمار زحل. سرعان ما يعفى جاك وفكتوريا من وظيفتهما لإعادة السفينة الأم في منزل فرانك لويد رايت إسكي في الغيوم، والتي لأي من محبي “حرب النجوم” سيكون حافل بالذكريات عن “مدينة الغيوم“، حيث سينضمون إلى البشر الآخرين الذين يعيشون بنمط حياة رجال فضاء. لقد اكتشفتم الأمر: إن احتمال السلامة الوشيكة لحوادث لا تحمد عقباها على وشك أن تظهر.
تنتهي واجبات إصلاح الطائرات بدون طيار بسبب أحداث عديدة في الجانب الآخر، حيث تتغير سلوكيات جاك ونظرته إلى العالم من حوله. لا تزال تظهر المشاهد المرتجعة بالأبيض والأسود لجاك على مبنى الولاية الإمبراطورية وامرأة غامضة، بالرغم من القيام بمسح الذاكرة الإلزامية لضمان أمن العدو. هذه التداخلات والتحكم بالمهمة والشكل المثلث للمحطة الفضائية التي تحيط بالأرض كلها تدعم فكرة بأن هناك ما يدور في الخفاء أكبر بكثير من مجرد ما نلاحظه في الظاهر.
“النسيان” مستوحى من كتاب كوميك كون يحمل الإسم نفسه، يتميز بأسلوب بصري غني يعيد إلى الذاطرة أعمال أدبية أخرى منها “أسس روما القديمة” لماكولاي و “قصة مدينتين” لديكنز – كلها تدعو المشاهدين للغوص في الأعماق وعدم الإكتفاء بما يجري على السطح. يخفي جاك دائماً مجموعة كتبه التي يمكن أن تدمر بسبب “التلوث”. “فهرنهايت 451” لراي برادبوري يتوقع مستقبل حيث تحرق الكتب وفيلم “1984” لجورج أورويل الذي يهدد عين الأخ الأكبر التي تراقب دائماً، تظهر في العديد من المشاهد في الفيلم والتي تنعكس بالمراقبة الثابتة للطائرات بدون طيار وتدمير القطع الفنية الثقافية.
التأثير المتنوع للفيلم يظهر في روايته المعقدة التي تتيح للمشاهدين اكتشاف أكثر مما يظهر على الشاشة. ‘أوديسة الفضاء 2001’ لستانلي كوبريك واحد من أكثر الأفلام تأثيراً وبصمته البصرية تظهر في اللحظات الأخيرة للفيلم. .
تأسر التصاميم الجميلة والمشاهد المستقبلية المشاهد لينغمس في عالم الخيال المستقبلي الذي ابتكره كوزينسكي في الكوميك كون، ثم قدمه على الشاشة. أما الأصوات النقية والآسرة التي تذكرنا بـ “إرث ترون“، فيمكن الإطلاع عليها على الإنترنت مجاناً، لتضيف مستوى آخر من الجمالية للفيلم الكبير.
Oblivion - Trailer
إعلان فيلم "النسيان"