بقلم كليم أفتاب

الفيلم: ذا ريفيجينيريز
إخراج: سكوت ثورمان
مدة العرض: 83 دقيقة

يركز هذا الفيلم الوثائقي المؤثر الذي أخرجه سكوت ثورمان على تفسير اللغة واجتماعات مجلس تكساس التعليمي لمناقشة المنهج الدراسي. عام 2009 كان الموضوع الساخن هو تدريس نظرية التطور البشري في مادة العلوم.

وقد كان رئيس المجلس حينها طبيب الأسنان دون ماك ليروي الذي يتبع عقيدة نظرية الخلق، ويؤمن بأن الأرض خُلقت قبل 6000 سنة. وكان صرّح في الماضي بأن “التعليم هو موضوع ضخم لا يمكن إلا أن تدخل فيه السياسة”. ما يريده فعلياً هو أن يرى كل كتب العلوم تشكك في نظرية التطور الآدمي. ولا بد أن تصريحاته تبدو بحت علمية غير أن الأمر لا يتطلب التدقيق فعلاً لاكتشاف أبعاده السياسية. وعلى الرغم من وضوح تعاطف المخرج مع العلماء الذين يشكون من محاولة متبعي عقيدة نظرية الخلق اختطاف المنهج التعليمي، لكن الملاحظ التعاطف أيضاً مع ماك ليروي الذي تم تصويره على أنه رجل ذو مبادئ قوية يريد إطلاع الآخرين عليها.

لا ينتج عن ذلك نقاشاً دينياً فحسب، لكن أيضاً إضاءة على الحكومة المحلية وكيف يتم اتخاذ قرارات هامة ومصيرية بقدر ضعيف جداً من الديموقراطية. فلقد صوّت أقل من 20% في انتخابات المجلس الأخيرة. ويبدو أن معظم القرارات تتخذ في اللحظة الأخيرة. أما الحجج المذهلة حول مادة العلوم فليست لها علاقة بالنقاشات التي دارت عام 2010 حول الدراسات الاجتماعية، حيث تم اقتراح استبدال موسيقى الهيب هوب بموسيقى الكانتري أو التقليدية الأميركية، وحيث أصر أحد أعضاء المجلس على استخدام اسم حسين لدى ذكر اسم الرئيس الأميركي باراك أوباما. وبدون موافقة المجلس، لا يمكن لمدارس تكساس شراء الكتب ودور النشر لن تقوم بطباعة كتب غير موافق عليها. إنه فيلم وثائقي يتبع الأسلوب الرائع لـ إيرول موريس الذي يضيء على تسييس التعليم والثقافة وكيف تعرقل العقيدة الايديولوجية تطوير أساليب اكتساب المعرفة.

إعلان فيلم المنقّحون