نقد سينمائي: قرآن باي هارت (القرآن عن ظهر قلب)
01 أغسطس 2012

بقلم إميلي ريوبوش، قسم الويب، مؤسسة الدوحة للأفلام
الفيلم: قرآن باي هارت “القرآن عن ظهر قلب”
إخراج: غريغ باركر
النوع: وثائقي
مدة العرض: 77 دقيقة
ناطق باللغات: العربية، الانكليزية، ديفيهي، والطاجكستانية (الترجمة العربية والانكليزية متوفرة في سياق الفيلم)
في رمضان 2009، سافر المراسل الحربي السابق وصانع الأفلام الوثائقية غريغ باركر إلى القاهرة كي ينقل أحداث مسابقة القرآن الكريم العالمية.
ويقوم مئات الصبيان والبنات الذين تتراوح أعمارهم بين السابعة وأوائل العشرينات بالمشاركة في هذه المسابقة التي يتنافسون فيها حول حفظ القرآن الكريم، كل عام.
أما هذا الوثائقي فهو يتابع ثلاثة من المتسابقين الأصغر سناً، وهم جميعاً في العاشرة.
نبي الله من ريف طاجكستان. ركّزت مدرسته على تحفيظه القرآن كله بصفحاته الـ600، كما أنه بطبيعته يملك قدرة هائلة وصوت رائع يساعده على الترتيل. هناك أيضاً رفضة، التي تغرق أحياناً في عبايتها وحجابها. إنها من المالديف، تضع دوماً نظارات زهرية اللون، وابتسامتها أخاذة. تبتعد رفضة عن أمها في خطوة فيها الكثير من التردّد، كي تركب الطائرة الصغيرة التي تأخذها إلى مصر. أما الثالث فهو جميل من السينغال. نرى معلمه يخاطبه مطمئناً: “لا تخف. الجميع مهما كان المكان الذي ينتمون إليه، يحفظون القرآن نفسه”. ويقوم جميل، وهو ابن إمام سينغالي، بالسفر وحده عبر أفريقيا الشمالية للوصول إلى مصر.

Left: Djamil, Top Right: Nabiollah, Bottom Right: Rifdha
هذه المسابقة هي الأقدم والأعرق في العالم، فيما يخص حفظ القرآن، وهي لا تشبه لا من قريب ولا من بعيد المشهد الذي اعتدنا عليه، من أطفال مجموعين، يرددون النصوص جملةً بجملة. فهم فعلياً يجلسون أمام لجنة تحكيم ويختارون رقماً على شاشة تعمل باللمس. عندها يظهر سؤال عشوائي، يخبرهم بالجملة التي عليهم أن يبدؤوا بها حتى موقع الانتهاء. وما يزيد الأمر صعوبةً، المتنافسين الثلاثة الذين يتابعهم باركر في فيلمه، لا يتحدثون أو يقرؤون العربية.
يملك الثلاثة مواهب مذهلة فعلاً، لكن التحديات التي أمامهم هائلة؛ وبالاضافة إلى إلقاء الفيلم الضوء على ما تمكنوا من تحقيقه وهو لا زالوا في العاشرة من أعمارهم، فهو يبيّن لنا أيضاً الصعوبات التي تنتظرهم في المستقبل.
هذا الفيلم يركّز فعلياً على الأطفال، لكن الاسلام وكل الأسئلة المحيطة بالديانة الاسلامية، تظهر في خلفية المشاهد. فمثلاً نشهد نقاشاً يدور حول المقاربات “الصحيحة” وما الذي يجعلك مسلماً “جيداً”. كما يُظهر الفيلم وجهات نظر معتدلة وأخرى متحفظة. (والد رفضة يقول في أحد المشاهد “يجب تعليمها لكنها ستكون ربة منزل”). في النهاية، نرى أن باركر يميل ناحية رواية ونقل الأحداث، بدلاً من إطلاق الأحكام، كي يمكّن المشاهد من التعمق أكثر في عملية البحث عن الأجوبة للأسئلة التي لديه.
عرض فيلم “قرآن باي هارت” للمرة الأولى في مهرجان ترايبكا السينمائي عام 2011. نذكر بعض المقتطفات من التغطية الصحافية التي حصل عليها:
filmmajermagazine.com، العدد الصادر في 1 أغسطس 2011
يقول المخرج غريغ باركر: “أردت حقاً أن أخوض في أعماق المسابقة وقصص الأطفال. لم أعرف كيف ستؤول الأمور، إلا أنني كنت أعرف أن تحقيق ذلك سيكون عبر قصص عملية التعليم التي خضعوا لها. أعتقد أن خلفيتي الصحفية ساعدتني في تحديد إطار للقضايا الكبرى التي أردت ملامستها في الفيلم”.
Indiewire.com ، الأول من أغسطس 2011
كريستوفر كامبل: الصدق في هذا الفيلم جليّ للعيان… إذا كان بإمكاننا أن نشهد المزيد من الأفلام الوثائقية التي تغطي المسابقات، بهذه الطريقة التي تعالج المواضيع من مختلف جوانبها، فأنا أتطلع بشوق لأن يستمر هذا النوع السينمائي”.
New York Times في 29 يوليو 2011
سامويل فريدمان: “تمكن المخرج باركر من التقاط روحية المسابقة… وقدرة الأطفال على ارتجال اللحن أثناء التلاوة – والتركيز على الشخصيات التي ستقودنا في النهاية إلى التعمق في القضايا التي يطرحها الفيلم”.
Hollywood Reporter
“فيلم قرآن باي هارت مؤثر جداً، يروي مراحل التجارب التي يعيشها أطفال المسلمين في العالم”. ستعرض مؤسسة الدوحة للأفلام الفيلم يوم الأحد 8 أغسطس الساعة 9:30 مساءً في مسرح الدراما بكتارا، مبنى رقم 16.
للحصول على التذاكر، زوروا مركز بيع التذاكر في مبنى رقم 26 بالحي الثقافي بكتارا، ما بين الساعة 6:30 و10:00 ليلاً، أو احجزوا الكترونيا.
ريع هذا العرض سيذهب إلى منظمة الدعوة الاسلامية وأحد المراكز الشبابية القطرية.