بقلم ريم صالح، قسم الاعلام الجديد، مؤسسة الدوحة للأفلام

الفيلم: دنانير
إخراج: أحمد بدرخان
بطولة: أم كلثوم، عباس فارس، سليمان نجيب وفردوس حسن
مدة العرض: 90 دقيقة

كوكب الشرق أم كلثوم هي المطربة العربية الأكثر شهرةً حتى تاريخنا هذا. بعد عقود من وفاتها، لا يزال أرشيفها الغنائي يبيع نحو مليون ألبوم سنوياً.

فيلم “دنانير” الذي تدور أحداثه في العراق، خلال العصر العباسي، هو الثالث من بطولة أم كلثوم. هذا الفيلم الذي تم إنتاجه عام 1940، هو مقتبس عن قصة حقيقية لفتاة بدوية فقيرة اسمها دنانير، وهي مغنية مذهلة، تتمكن من الوصول إلى بلاط هارون الرشيد بفضل صوتها الرائع وموهبتها الفذة. إنها خليلة الوزير يحي، لكن الفيلم يظهرها على أنها على علاقة بابنه جعفر أيضاً.

بعيْد اكتشافها، تلقى دنانير التشجيع على تطوير التذوق الفني والموسيقي لديها. وتتلقى التدريب على يد إسحاق الموصلي الذي كان فناناً بارزاً في ذلك الزمان. وأثناء كل ذلك، ينقلب الخليفة على مستشاره جعفر ويعدمه، ليضع حداً لتلك العائلة القوية. ووفقاً لما جاء في الفيلم، إحدى أهم الأسباب التي دفعت الخليفة إلى الانقلاب على جعفر هي تنامي سلطة المستشار في حكم البلاد.

تحزن دنانير حزناً شديداً على الرجل الذي نمّى موهبتها وغيّر حياتها. وحين يطلب منها الغناء للخليفة بعد إعدام جعفر، ترفض ذلك بشدة وفاءً لسيدها المقتول. وبفضل هذا الاخلاص، تكسب احترام الحاكم وحريتها. ومنذ ذلك الحين، تتحول إلى رمزٍ يتغنى به الشعراء، ويقدّر الفنانون جمالها وقوة صوتها.

في فيلم دنانير، تؤدي كلثوم ثماني أغنيات كتبها أحمد رامي. هو الذي قدم لها أكثر من 140 أغنية على مدى مشوارها الفني من تلحين محمد القصبجي، زكريا أحمد ورياض السنباطي. تقدم لنا كلثوم في هذا الفيلم جزءاً من هذا الأرشيف. وقد ألهم جمال وقوة صوتها في فيلم “دنانير” جزءاً من رواية نجيب محفوظ التي فازت بجائزة نوبل “خان الخليلي“، حيث يصف صوتها بالـ“الصوت الالهي”.

وفي هذا الفيلم الكلاسيكي، نتعرف على بداية الحياة الفنية لكوكب الشرق. يروي الفيلم أيضاً الحياة الثقافية المزدهرة في بغداد، بصوت أم كلثوم ذي الطبقة العالية: “دامت لك النعمة وهنّاك الزمان… يا جنة الدنيا ويا ظل الأمان”.