نقد سينمائي: معركة لوس أنجلوس
10 مارس 2011 — حديث الأفلام

بقلم جايمس روسن، قسم الاعلام الجديد بمؤسسة الدوحة للأفلام
حين صدر فيلم “المتحولون 2” عام 2009، قيل عنه إنه أكبر عملية عسكرية مشتركة صُورت في فيلم في تاريخ السينما. وقد قام الجيش الأميركي، من أجل الاشراف على إنتاجه، بتوفير العتاد العسكري للمخرج مايكل باي، منها طائرتين مقاتلتين أ-10 ثاندربولت 2 “ورثدوغ” المضادة للدبابات ، ست مقاتلات أف 16 فالكون ، عشر سيارات عسكرية مدرّعة ، وكان هذه البداية فحسب. وما الذي قدمه الانتاج في المقابل؟ سمحوا للجيش الأميركي بإعادة كتابة السيناريو. لا شيء يحرز.
يبدأ عرض “معركة لوس أنجلوس” في الدوحة هذا الأسبوع، وبينما يبدو مستوى الاشتراك مع الجيش الأميركي في إنتاج الفيلم أقل من فيلم “المتحولون 2“، فهناك أكثر من نفحة تبادل خفي في هذا الانتاج الدعائي. فقد عمد فريق من قوات المارينز من معسكر بندلتون بالاشراف على اختيار الممثلين الذين أدّوا أدواراً عن طريقة عيش المارينز، حتى أن بعض هؤلاء المراقبين ظهروا في الفيلم ككومبارس. وتعبيراً عن الامتنان، تم العرض الأول للفيلم في القاعدة العسكرية، لإعطائهم لمحة عن النسخة النهائية عنه قبل أي أحد آخر في العالم.
هل سمح المنتجون للجيش الأميركي بإعادة كتابة سيناريو “معركة لوس أنجلوس“أيضاً؟ لا أعرف، لكني آمل ذلك. أنا فعلاً آمل ذلك. لأنه إذا لم تكن هذه الحال، فلن يكون هناك أي تبرير آخر لهذا الفيلم الذي يشبه رسالة الحب الطنّانة والمتملّقة والتي تدوم ساعتين، والموجهة للمارينز وكل ما يتعلق بالجيش الأميركي.
إن القصة الخفية وراء سيناريو الفيلم، مثيرة للاهتمام، وهو ما يدعو للعجب – عام 1942، بعد فترة وجيزة من إعلان أميركا الحرب على اليابان، أمر الجيش بقطع الكهرباء كلياً عن لوس أنجلوس. وقد أصاب الرعب المواطنون من حادثة بيرل هاربر ثانية، بينما كانت طائرات مشبوهة تطير في سماء كاليفورنيا. ثم اختفت الطائرات بطريقة مريبة تماماً كما ظهرت، ولكن ليس قبل أن يفرغ الجيش الأميركي أكثر من 1400 قذيفة مضادة للطائرات، لم تصب أياً منها هدفها. وبقي ما عُرف عنه أنه معركة لوس أنجلوس أحد أكبر ألغاز الحرب العالمية الثانية، وقد أصبح كالعلف لكل المهووسين بالصحون الطائرة ونظرية المؤامرة، في كل مكان.
لكن هذه الدسائس لا تظهر في الفيلم. كل ما نعرفه هو أنه العام 2011، وهناك مخلوقات فضائية عدوانية، تهاجم كوكب الأرض (أميركا إذا قرأتم بين السطور)، ويا للهول، هناك فريق مقدام من المارينز، يقودهم ذقن آرون إيكهارت الكبير، لإنقاذ العالم. وهناك مكسيكي، وإيطالي، وأحد من فقدوا أخاهم في حرب العراق، وحتى جندية مشاكسة تلعب دورها ميشال رودريغز. وعبر هذه السلسلة من الكليشهات وكاميرا جوناثان ليبزمان المحمولة باليد والمنرفزة، نراهم يفجّرون الأشياء، ما بين الخطب الرنانة حول قوات المارينز التي تمثل كل ما هو إنساني. وهذا هو كل شيء يدور حوله الفيلم. لا نعرف الكثير عن المخلوقات الفضائية أو أهدافها (قيل أنهم كانوا يسعون وراء مخزون الأرض من المياه): إنهم ضخام، أشرار قتلة يجب قتلهم قبل أن يقتلونا. وهلم جرة عن هذه العقلية.
في المقابل، أتت هذا الأسبوع نتيجة استطلاع رأي حيث صوّت الجمهور “لأكثر اللحظات السينمائية قوةً”. من فاز؟ بنسبة 30%، المشهد الأخير لفيلم “إي.تي“، حين يركب صديق إليوت الصغير والغريب في صحنه الفضائي، ليعود إلى موطنه. “إي.تي” هو فيلم حول التفهم، والحوار، والتواضع، والصداقة، وهو برأيي أفضل فيلم تم إنتاجه حول المخلوقات الفضائية. إنه كل شيء لا يتمتع به فيلم “معركة لوس أنجلوس”.