الصحافة

العودة الى القائمة

صنّاع الأفلام الواعدون يبحثون عن صوت جديد على شاشة السينما من خلال مؤسسة الدوحة للأفلام برغم الجائحة

16 مارس 2021

Download PDF

402 kB

تحميل البي دي أف


  • مخرجو الأفلام القصيرة والمسلسلات التلفزيونية ومسلسلات الويب- المُشارِكة في قمرة للحصول على التوجيه والإرشاد – يشاركون شغفهم بسرد القصص ويشيدون بدعم مؤسسة الدوحة للأفلام
  • الدوحة، قطر – 16 مارس 2021: في ظل ظروف جائحة كورونا التي أدّت إلى تعطيل صناعة السينما حول العالم، فقد حصل صناع الأفلام الواعدين في قطر والمنطقة على فرصة نادرة لمواصلة إنجاز مشاريعهم بدعم من قمرةـ، الملتقى السنوي الذي تعقده مؤسسة الدوحة للأفلام لاحتضان المواهب السينمائية العربية. وفي إطار مشاركتهم في قمرة 2021، فقد تحدّثوا عن استفادتهم من جلسات الإرشاد والتوجيه الافتراضية التي حصلوا عليها في دورة العام الماضي من قمرة وإسهامها في تطوير مشاريعهم وبلورتها.

    تشمل مشاريع الأفلام القصيرة ومسلسلات تلفزيونية ومسلسلات ويب تعبّر عن رؤى صنّأعها الشباب للسينما كوسيلة لا غنى عنها لسرد القصص، وتنسج هذه الأعمال تشكيلة متنوعة من الحكايات، بعضها مستوى من ظروف الجائحة والبعض الآخر تطوّرت ملامحه على مدار عدة سنوات.

    وعن عمله “سباق الملل” (قطر\باللغة العربية) والذي يتناول قصة ولديّ عمّ لبنانيان يقومان باختطاف طائرة واستخدامها كورقة ضغط لإطلاق سراح سجناء سياسيين، قال المخرج محمد بيرو أنه استلهم أحداث هذا المسلسل الذي ينتمي لنوعية الكوميديا السوداء من حوادث اختطاف الطائرات التي دائماً ما تحمل بعض تفاصيل الكوميديا السوداء. وأشار بيرو إلى أن المشروع لم يكن مسلسلاً في البداية، بل مشروع لفيلم وثائقي، وتطوّر خلال مرحلة بحثه عن اللحظات الغريبة التي شملتها هذه الحوادث وغيرها من الأحداث السياسية التي حبست الأنفاس، مؤكداً أنه لاحظ تنامي الاهتمام بمسلسلات الويب في المنطقة، وتزايدها كماً وكيفاً.

    أما مشعل العبد الله وإبراهيم العبد الله، وهما رائدا أعمال قطريان، فقد سعيا إلى توسيع إطار مسلسل الويب “صعود القط المجنون” (قطر\باللغة الإنجليزية) ليشمل أكثر من موسم والوصول إلى عدة قنوات ووسائط إعلامية ومحاولة اختراق شباك التذاكر الأمريكي من خلال فيلم سينمائي مأخوذ من المسلسل. وعن هذا العمل، الذي ينتمي لنوعية أعمال الرسوم المتحركة ثلاثية الأبعاد، قال إبراهيم: “منذ طفولتنا، كان لدينا شغف بصناعتيّ الألعاب والرسوم المتحرّكة، ومن هذا المنطلق فإن هذا العمل مستمد من لعبة عكفنا على تطويرها ونتمنى أن يتم إصدارها قريباً”.

    وأضاف مشعل: “حاولنا تقديم الكوميديا بصورة مختلفة، تشجّع المشاهد على تصوّر الكوميديا بشكل مختلف، فالبعض قد يرى الأحداث على أنها كوميديا مجرّدة أو تافهة، والبعض الآخر قد يرى ما وراءها، ويُدرك مغزاها الأعمق وتناولها لقصة شخصيات ولدت في المكان الخاطئ وفي الزمن الخاطئ، وهناك من قد يشعر أن العمل يتناول الكثير من الأحداث التي قد نمر بها وتغير مجرى حياتنا”.

    ومن مشاريع المسلسلات التلفزيونية المشاركة في قمرة ووصلت إلى مرحلة التطوير: “حكايات غريبة من أرض غريبة” (الأردن، قطر\باللغة العربية) للمخرج المستقل أحمد سمارة، وهو يقدم حكاية بطلتها فتاة تُدعى آيّة تمرّ بأحداث تُكسبها خبرة ونضجاً، ونكتشف من خلالها مجموعة من القصص التي تعكس القصص التاريخيّة والأساطير المتنوّعة التي يزخر بها العالم العربي، مبرهناً على المواهب الشبابية العربية الواعدة التي يزخر بها العالم العربي.

    أما المخرج القطري عبد الله الجناحي، والذي شارك في إخراج “الانتقام لا يعرف شيئاً” (قطر\باللغة الإنجليزية\2021) مع المهندس والمخرج القطري عبد العزيز الخشابي، فقد دمج قصتين متوازيتين بصورة إبداعي تكشف الآثار المرعبة التي يخلفها ظلم الناس وأنانيتهم على ضحاياهم سواء كانوا من البشر أو غير ذلك. وعن صناعة الفيلم بأسلوب يقترب من أعمال ديزني ثلاثية الأبعاد، أشار عبد الله: “أردنا أن نقدم تجربة جديدة تعيد أفلام ديزني الكلاسيكية إلى أذهان الجمهور وسرد قصة جذابة وحيوية تتناول العواقب الوخيمة للتصرّفات الظالمة التي يمارسها البشر على غيرهم وعلى الحيوانات والبيئة أيضاً. وعلى الرغم من أننا لا ندعم فكرة الانتقام، إلا أننا نؤمن بأن تناول هذا الموضوع الحساس كان أمراً بالغ الأهمية”.

    وعن مشروع فيلمه الروائي القصير “التجربة” (قطر\باللغة العربية)، أكد المخرج القطري عبد الله الحر – والذي يتناول من خلاله قصة باحث يبلغ من العمر 30 عاماً ويتعرض للتنمر ويتوجب عليه أن يثبت نجاح تجربته لإعادة تأهيل المساجين وإلا سيواجه مصير الفصل وفقدان ماء وجهه أمام غريمه – بأنه كان قد عمل في تصوير مجموعة من الأعمال السابقة، ويُعد هذا العمل الأول له كمخرج، ويعتبره عملاً كوميدياً بشكل أو بآخر، تدور أحداثه في عالم مُتخيّل، ويطرح من خلاله قضايا تهم المجتمع والعالم أجمع بصورة مضحكة ترسم البسمة. وقد ثمّن الحُر تجربته في قمرة وحصوله على آراء وتوجيه مدرّبيه من خبراء الصناعة والتي أشعلت حماسه لتطوير واستكمال مشروعه الإخراجي الأول وعززت ثقته بنفسه.

    وعن فيلمها الوثائقي القصير “لا تأخذ راحتك” (اليمن، الولايات المتحدة، هولندا، قطر، الإمارات\باللغة العربية والإنجليزية والسواحيلية\2022) والذي تقدم من خلال رسالة مؤثرة بالوسائط المتعددة لجدها من جهة أبيها عن رحلة أسرتها مع الهجرة والغربة، قالت الراوية البصرية اليمنية الكينية شيماء التميمي أن المشروع يحمل قيمة شخصية عميقة بالنسبة لها، حيث يجسد كافة مشاعرها تجاه جدها، مشيرةً إلى أنها تعتبر جائحة الكورونا فترة مفيدة بالنسبة لها، إذ أتاحت لها التركيز على مشروعها، حيث أجرت مجموعة من المقابلات والأبحاث لتتّبع من خلالها حياة أجدادها.

    تشهد قمرة أيضاً مشاركة الفيلم الروائي القصير “القرابة” (قطر\باللغة العربية واللهجة البدوية القطرية) للمخرج القطري علي الهاجري، وتبدأ أحداثه عندما تحوم غيمة داكنة حول حياة خالد مع مولد ابنه، وهنا يتحتم عليه أن يواجه ماضيه إذا أراد أن يعيش مستقبله. وعن العمل، أشار الهاجري أنه يتناول فكرة الأبوة بشكل عام، إلا أنه يتعمق أيضاً في الآلام التي يحملها الناس في عقولهم والوسائل التي قد يلجأون إليها لتخليص أنفسهم من المشاعر الجياشة التي بداخلهم.

    وقد استعرضت المخرجة القطرية عائشة المهندي – والتي تستوحي أعمالها من التجارب الثقافية المختلفة التي تمر بها – فيلمها القصير “الفنار” (قطر\باللغة العربية) والذي تدور أحداثه حول شابة تجد نفسها وحيدة في الحي الذي تقطن فيه بعد أن ينطلق والدها في رحلة بحرية وسرعان ما تأخذ حياتها منحى مؤسفاً. وعن العمل، أكدّت المهندي بأنه “يتناول قضية جريئة ومُحرّمة في مجتمعاتنا وهي الاعتداء الذي تقاسيه المرأة، وأهدي هذا العمل لضحايا الاعتداءات الذين يعانون ذهنياً بسبب أخطاء وجرائم الآخرين في حقهم”.

    أما المخرجة القطرية مها الجفيري، فقد استعرضت فيلمها “قصت ظفايرها” (قطر\باللغة العربية) والذي يروي قصة فتاة صغيرة تفعل كل ما بوسعها لإخفاء قصة شعرها الجديدة من أمها المتسلّطة، مؤكداً على أن حياة الإنسان، سواء في مرحلة الشباب أو ما بعد ذلك، ليست تلك الأسطورة الخيالية التي قد يتخيلها البعض. وتضم قائمة مشاريع الأفلام القصيرة المشاركة في قمرة: “نلعب عسكرة يلا” (قطر\باللغة العربية\2021) لمريم الذبحاني ويروي قصة جندي يبلغ من العمر 16 عاماً ويسعى للسير في نفس الطريق الذي سلكه أخوه الأكبر.

    وقد لخّص علي الهاجري الدور الذي تلعبه مؤسسة الدوحة للأفلام بقوله: “قد قدّمت لي مؤسسة الدوحة للأفلام دعماً غير محدود، وأتاحت لي الفرصة لكتابة فيلمي أثناء فترة الجائحة ووفرت لي كاتب سيناريو يرشدني حول كيفية تجهيز نص فيلمي. والآن، وبعد أن شاركت به في قمرة، وجدت مَن هم متحمسون لإنتاجه، وهذا إن دل على شيء فهو أن قمرة منصة تعاونية مثمرة تمكّنك كصانع أفلام من الالتقاء بأشخاص مستعدين لمنحك الوقت الكافي لتحدّثهم عن مشروعك”.

    يمكن للجمهور المشاركة في فعاليات قمرة عبر الإنترنت من خلال شراء بطاقة قمرة التي تتيح لهم فرصة حضور عروض أفلام قمرة وجلساته الحوارية. ويمكن للمواطنين والمقيمين في قطر ومنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وتمنح أولوية قبول الطلبات لمن قدّمها أولاً. يصل سعر بطاقة قمرة إلى 500 ريال قطري، بينما يمكن للطلاب وحاملي بطاقتك إلى الثقافة من هيئة متاحف قطر شراء بطاقة قمرة بسعر مخفض يبلغ 350 ريال قطري.