المدوّنة

العودة الى القائمة

أهل السينما: ياسين عزوز

02 أبريل 2012

ياسين عزوز هو ممثل وكاتب فرنسي، اشتهر عبر مسلسل “جهاد” الذي عرض على تلفزيون كنال بلوس.

مؤسسة الدوحة للأفلام: أنت كاتب وممثل بدأ حياته الفنية في المسرح قبل الانتقال إلى التمثيل في مسلسل “جهاد” الذي عرض على تلفزيون كنال بلوس. كيف بدأ كل شيء؟

عزوز: لطالما أردت أن أكون ممثلاً. منذ نعومة أظافري كنت أهوى جمع صور البرامج التلفزيونية لأصنع منها غلافات لكاسيتات الفيديو التي أملكها. نشأت وأنا أشاهد التلفزيونات الأميركية، وكنت منغمساً كلياً في هذه الثقافة السينمائية.
حين بدأت دراستي في معهد التمثيل، تعرفت على عالمٍ جديد من الكتّاب الذين أجّجوا حبي للقراءة، أمثال هارولد بينتر وشكسبير وكاتبي المفضل دايفيد ماميه.
بعد عامين ونصف على دراسة مكثفة للمسرح في المعهد، الذي كان يلتحق به قسم خاص بالكاستينغ للطلاب، سمعت بمسلسل جديد ضخم سيعرض على شاشة كنال بلوس اسمه “جهاد”. قدمت وقبلوني، وكان ذلك الدور الأول لي. بدأت التصوير والتقيت بوكيلي بعد أشهر، وكانت تلك بداية المغامرة.

مؤسسة الدوحة للأفلام: ما الذي أضافه لك الوقت الذي قضيته بالعمل في المسرح؟
عزوز: الجانب الايجابي في المسرح هو حين تكتشف الكتّاب، فتتضاءل نسبة جهلك. الفرصة الرائعة التي سنحت لي إلى جانب التعرّف على كتّاب جدد، كانت طريقة مايزنر التي كانت تدرسنا إياها الممثلة لزلي تشاترلاي في ذلك الوقت. وكانت هذه الطريقة تنص على التكرار أمام شريك كل ما نشعر به ونعيشه في تلك اللحظة. هذا ما أضافه المسرح لي وساعدني في التقدم وإني أعتقد بصدق أن تطبيق هذه الطريقة تقربني من تقديم أداء صادق.

مؤسسة الدوحة للأفلام: هل سنحت لك المزيد من الفرص في الغرب، كونك من أصول مغربية؟
عزوز: كوني فرنسي من أصول جزائرية/ تونسية، وأثناء إقامة قصيرة لي في أميركا (لوس أنجلوس)، تمكنت من إدراك أن تنوّع الأدوار هو الأقوى هناك، لأن الأميركيين تمكنوا منذ زمن من تخطي مشكلة المهاجرين واستعملوها كنقطة قوة لا ضعف.

مؤسسة الدوحة للأفلام: ما هي الصعوبات التي واجهتك كممثل؟
عزوز: هي نفسها دائماً، وهي أن أتمكن من إثبات نفسي في المجال الذي أحبه، كي أتمكن من التأثير في الجمهور عن طريق مؤهلاتي كممثل وكاتب. للأسف، لا يزالون يستخدمون الممثلين والمخرجين والكتّاب ذاتهم. ومن الصعب فرض نفسك لأن الجميع يبحث عن الفُتات. في فرنسا، حين تظهر موهبتك وتقترح فكرة خلاقة، يشعرون بالخوف. في اميركا، إذا وصلت وفي حوزتك ما هو جديد، سيتلقفك الناس ويرحبون بك ويتهافتون على العمل معك.

مؤسسة الدوحة للأفلام: بالعودة إلى فيلمك “التفكّك”: أنت تلعب فيه دوراً معقّداً وشخصيةً صعبة تتلاعب بالناس. كيف حصلت على هذا الدور؟
عزوز: أرسل وكيلي صورتي إلى مدير الكاستينغ. وافق على لقائي. علمت بوجود النص حينما كان عنوانه في البداية “كاميكاز”. حين تعثر على هذا النوع من الأدوار، تجد نفسك في منافسة صعبة مع كل الممثلين في باريس. التقيت بالمخرج فيليب فوكون على الفور، وخضعت لتجارب أداء، ثم لم أسمع خبراً منهم إلا بعد مرور ستة أشهر. ذات يوم تلقيت مكالمة هاتفية من فوكون نفسه، يخبرني فيها عن قبولي لأداء الشخصية في الفيلم. شعرت بسعادة غامرة.

مؤسسة الدوحة للأفلام: كيف تحضرت لأداء هذا الدور الصعب الذي بدوت فيه شديد الجاذبية؟
عزوز: كان علي أن أتقمس شخصية ذات صوت هادئ وطريقة آسرة في الكلام الذي يبدو وأنه يخرج كأغنية تسمعها على الراديو. في الحقيقة تسبب ذلك في خلافات مستمرة مع فريق هندسة الصوت الذي كان يطلب مني التكلم بطريقة أقوى وأكثر شدة، لكني كنت أكرر لهم أن هذا مستحيل لأنه لا يناسب الشخصية.

مؤسسة الدوحة للأفلام: كيف تصف العمل مع فيليب فوكون؟
عزوز: فيليب يعطيك حرية الخروج باقتراحات جديدة وهذا أمر رائع. إنه يسمح للمثل أن يعبر عن نفسه بحرية. لست بحاجة سوى إلى أن أنظر إليه حتى أفهم ما يريد أن يقول. إنه يعرف كيف يتوجه إلي ويحتويني، إنه كالنحات الذي يصقل الأشياء. صوته هادئ وهو حساس جداً. أتمنى لكل الممثلين والممثلات العمل مع مخرج بهذا التواضع، وأسلوبه صادق جداً.

مؤسسة الدوحة للأفلام: أنت قلق على وضع الممثلين العرب في هوليوود، وتعمل حالياً على فيلم حول هذا الموضوع.أخبرنا المزيد عن هذا الفيلم، هل تروي فيه قصتك؟
عزوز: أنا أكثر أهلاً للحديث في هذه القضية من وجهة النظر الفرنسية، لأن إقامتي في فرنسا، أقحمتني في هذه المشكلة المستمرة فيها، وهو وضع الممثل ذو الأصول العربية في إطار تمثيل الأدوار العربية.
في أميركا تخطوا المشكلة، لأنهم عرفوا كيفية استخدام الهجرة كنقطة قوة لا ضعف. أما بالنسبة للفيلم، فأنا حالياً أعمل على تصوير فيلم اسمه “أنا هوليوود“، وهو يروي قصة مهاجر شاب يعيش في الضواحي ويحلم بالوصول إلى هوليوود. وفي الفيلم نتابع صعوده من الضواحي الفرنسية، إلى باريس ومن ثم هوليوود. من الواضح أن الفيلم مستوحىً من حياتي. بعض مقاطعه تحمل نقداً لاذعاً للسينما الفرنسية. أعتقد أن ذلك سيغضب عدداً لا بأس به من الناس، لكن السينما قادرة على خدمة القضايا أيضاً.

مؤسسة الدوحة للأفلام: متى تبدؤون التصوير؟ وهل ستستدعون المزيد من الممثلين العرب؟
عزوز: وقعت عقد الفيلم “أنا هوليوود”. التصوير قد يبدأ في نهاية هذا العام كحد أقصى. واضح أن هناك مجال لاستدعاء الكثير من الممثلين في الجانب الفرنسي، ولا سيما في الجانب الأميركي، حيث سيتم تصوير 80% منه. لا تهم جنسية الممثل، طالما هو ممثل. يمكن أن يكون قد أتى من كوكب المريخ، هذا ليس بالأمر الهام.

مؤسسة الدوحة للأفلام: ما الذي يشكل لك مصدر وحي في مهنتك، من كتاب وممثلين؟
عزوز: أحب أفلام بول توماس. إنه المخرج المفضل بالنسبة لي في العالم. رؤيته جامحة، وهي تجمع إتقانه التقني بقدرته على التخطيط والاخراج. وهذا يثير إعجابي حقاً. أحد أفلامه المفضلة لدي “ستكون دماءً“، حي يظهر دانييل داي لويس وكأنه يعطي دروساً في التمثيل في كل ثانية من الفيلم. انغماسه في الشخصية تام، وينسيني أني في حضرة ممثل.
يثير إعجابي أيضاً الممثل دنزيل واشنطن، إنه يبقى أكبر مصدر للوحي، وليس بوسعي أن أتجاهل روبرت دنيرو وآل باتشينو. التقيت بآل باتشينو أثناء عرض فيلم التفكّك” في فئة العناوين الرسمية، والتقين بروبرت دنيرو في كان، حيث كنت أشاهد فيلم “لا سورس دي فام” وأنا جالس إلى جنبه. إنهم الأشخاص الأكثر تواضعاَ لكنهم الأكثر تواضعاً.

blog comments powered by Disqus