المدوّنة

العودة الى القائمة

أهل السينما: ساشا برونواسر و بيتر فان هوف

28 فبراير 2012

بيتر فان هوف هو مؤسس “سينما دي بالي“، قسم السينما المستقلة في المركز الثقافي السياسي “دي بالي” في قلب أمستردام. وهو أحد مؤسسي منظمة “ستيشتنغ دي فيلم بنك” (مؤسسة فيلم بنك)، التي تُعنى بتشجيع السينما التجريبية الهولندية التي اندمجت مؤخراً مع “ذا آي فيلم إنستيتيوت”. يتولى فان هوف مهمة برمجة الأفلام القصيرة، كونه أحد المبرمجين في مهرجان روتردام السينمائي الدولي.

ساشا برونواسر هي كاتبة متخصصة بتاريخ الفن. ناقدة فنية مستقلة، تمارس مهنتها منذ العام 1998 في الصحيفة الهولندية اليومية “دي فولكسكرانت“، في قسم الفنون المعاصرة. كما أنها تتعاون مع عدد من المجلات، الكتب، والكتيبات. انضمت في العام 2005 إلى فريق برمجة الأفلام القصيرة لمهرجان روتردام السينمائي الدولي.

مؤسسة الدوحة للأفلام: إنها المرة الأولى التي نشهد فيها مشاركة عربية في مهرجان روتردام ، ما هي أهمية هذه المشاركة؟

أردنا أن نتعرف على تفاصيل ما جرى خلف عدسات كاميرات الأخبار: مثل مشاهد الفيديو التي استخدمها صانعو الأفلام لنقل مشاعر الشعوب العربية في وقت معيّن. لأن أمراً واحداً بات واضحاً من خلال ما قدمته لنا الأفلام وما تم تصويره كجزء من برنامج “باور كات ميدل إيست“، أن الأمور لم تأت بشكل مفاجئ، ولم تكن نتيجة حراك مصدره موقعي فايسبوك وتويتر. فالثورات لا تتطور فصولها نتيجة شعار لا يتعدى الـ140 حرفاً. فهناك تحضيرات أخرى سبقت هذه الثورات، وسيكون لها تداعيات لاحقة أيضاً.

مؤسسة الدوحة للأفلام: كيف تلخصان المشاركة العربية في مهرجان روتردام لهذا العام؟

ينقسم برنامج “باور كات ميدل إيست” إلى قسمين: “الأعمال المصرية“، و“النسخة المتنقلة من مهرجان دمشق للفنون البصرية”.
يتضمن قسم الأعمال المصرية فيلمين روائيين، 12 فيلماً قصيراً ومحاضرة بعنوان “قراءة المشهد العربي”. أمّا قسم الأعمال السورية، فيتضمن فيلمين روائيين، 24 فيلماً قصيراً ، وعرض فيديو مصور للفنانة لين قديح، وجلسة نقاش ختامية بعنوان “الطريق إلى دمشق”.

مؤسسة الدوحة للأفلام: كيف تمكنتما من تطوير موضوعات هذه المشاركة؟

تزامن انطلاق مهرجان روتردام السينمائي الدولي مع مناسبة مرور عام على اندلاع الثورات التي انتقلت من تونس إلى مصر، وكان لا بدّ من ضمّ هذا الحدث إلى محتوى برنامج المهرجان. قررنا عدم تضمين البرنامج كل المنطقة التي لا تزال في طور التغيير. فالأوضاع تختلف بين دولة وأخرى. بدلاً من ذلك، قررنا التركيز على بلدين: مصر وسوريا. مصر التي كانت تتخبط بوضع معقّد سبق الثورة، وسوريا التي لا تزال في خضم عملية التغيير، حيث تبدو حصيلة ما يجري اليوم غير واضحة. أما الموضوع الثالث، فقد اخترنا تناول دور وتأثير الصورة المتحركة على هذه الأحداث، والتي كان لها الأثر الأكبر على ما جرى وعلى ما يجري حالياً، وهي في صلب مهرجاننا أيضاً.

مؤسسة الدوحة للأفلام: كيف تعرفتما على الأفلام المشاركة؟

بالنسبة للجزء المخصص بالأفلام السورية، اعتمدنا على برنامج مهرجان دمشق للفنون البصرية والذي ألغي عرضه للعام 2012 لأسباب واضحة. وقد عمل القيمان على المهرجان شارلوت بانك ودلفين ليكاس إلى نقل برنامجهما كما هو إلى مهرجان روتردام.
أما في ما خصّ الأفلام المصرية، فقد جرى البحث عن طريق المؤسسات والأشخاص الذين كنا على تواصل مسبق معهم في منطقة الشرق الأوسط، واستعنّا أيضاً بالفنانة المصرية هالة الكوسي، وبأحد القيمين الهولنديين على المهرجان، الذي كان يعمل ويقيم في القاهرة وبيروت (نات مولر). ومن هنا سارت الأمور مع صانعي الأفلام الذين دعوناهم لنعرف المزيد عن أعمالهم.

مؤسسة الدوحة للأفلام: كيف تصفان لنا ردود فعل الجمهور على هذه الأفلام؟

لم يكن لدينا جمهور هائل من حيث العدد، إنما جمهور مهتم ومتابع جداً. تنوعت الردود، لتبرز عاطفية جداً من الزوار الذين لديهم جذور عربية.

مؤسسة الدوحة للأفلام:انطلاقاً مما تضمنه برنامج “باور كات ميدل إيست“، ما هي توقعاتكما لعملية تطور الأفلام العربية خلال السنوات القليلة المقبلة؟

إن انقسام آراء وطموح صانعي الأفلام هو أمر مثير للغاية. جزء منهم مقتنع بأن التواصل مع التطورات الثورية هو الخيار الوحيد المتاح حالياً، في حين اختار بعضهم التعامل مع الموضوع من منطلق فنى بحت رافضاً الدخول بمتاهات السياسة. وهؤلاء يعتقدون بأن تجارب صناعة الأفلام المستقلة هي شكل من أشكال التحرّر بحد ذاته.

مؤسسة الدوحة للأفلام: ما الذي تفتقر إليه السينما العربية؟

في أغلب الدول، تكاد تكون الفرصة معدومة أمام فناني الفيديو أو صانعي الافلام لإبراز عملهم للجمهور المحلي. كما تكمن المشكلة في ضآلة عدد مهرجانات المنطقة التي تعرض للأفلام التجريبية القصيرة.

مؤسسة الدوحة للأفلام: من هي المواهب المكتشفة في “باور كات“؟

برزت ضمن البرنامج مفاجآت كثيرة، تضمنتها أعمال صانعي أفلام شباب موهوبين من مختلف الدول، كأعمال الناشط السياسي الذي قدمه متولي أو رزق أو أعمال أكثر تقليدية من حيث الأسلوب، إنما تمّ تنفيذها بشكل متقن ورائع جداً من قبل صانعي أفلام يافعين كسؤداد كعدان أو دينا حمزة. وهناك مفاجآت ممتعة من حيث نوعية العمل كـ “أبواب الخوف” لأحمد خالد.

مؤسسة الدوحة للأفلام: كيف دخلتما مجال برمجة الأفلام؟

ساشا برونواسر: في الأصل، أنا متخصصة بتاريخ الفن، وبما أنني ناقدة فنية للصحيفة الهولندية اليومية (دي فولكسكرانت)، كنت أكتب عن فن الفيديو والأفلام. وبعد تنظيم عدد من المعارض ومهرجانين صغيرين، دعتني إدارة مهرجان روتردام للانضمام إلى فريق البرمجة في العام 2005.

بيتر فان هوف: بدأت مهنتي كمبرمج لـ“سينما سكات في أمستردام”. ثم أنجزت قسماً خاصاً بالسينما في مركز بالي الثقافي السياسي. كما شرعت بتأسيس منظمة صغيرة بعنوان “دي فيلم بنك” لتوزيع الأفلام الهولندية القصيرة. ومنذ العام 2005، أنا على رأس قسم الأفلام القصيرة في مهرجان روتردام السينمائي الدولي.

مؤسسة الدوحة للأفلام: هل سيستمر مهرجان روتردام السينمائي بعرض برنامج الأفلام العربية في دوراته للأعوام القادمة؟

يقرّر مهرجان روتردام السينمائي الدولي موضوعاته في كل عام بحسب التطورات الفنية التي تشغل الساحة العالمية. لكن وفقاً للاتصالات والعلاقات التي أقمناها، نتوقع أن تشهد مساهمة الأفلام العربية تزايداً مستمراً.

blog comments powered by Disqus