المدوّنة

العودة الى القائمة

أهل السينما: بيتر وبر

05 يونيو 2011

بيتر وبر مخرج سينمائي بريطاني ناجح ومشهور عالمياً، يملك خبرةً تفوق 25 عاماً في مجاله، وقد عمل أيضاً في مجال التلفزيون والسينما في جميع أنحاء العالم، وأنجز أعمالاً وثائقية، وإعلانات وأفلاماً. من أبرز أعماله التي طالت وعالجت العديد من المواضيع المختلفة، نذكر ‘ذا زيبرا مان’ (رجل الحمار الوحشي)، ‘ذا تامبتايشن أوف فرانز شوبرت’ (إغواء فرانز شوبرت)، و‘أندر غراوند’ (تحت الأرض)، بالاضافة إلى ‘من أونلي’ (للرجال فقط)، ‘ذا ستراتفورد وايفز’ (زوجات سترادفورد) و‘هنيبال رايزينغ’ (ظهور هنيبعل). أما فيلمه الأول ‘الفتاة ذات القرط اللؤلؤي’ الذي مثّل فيه أدوار البطولة كل من سكارليت جوهانسون وكولن فرث، ففاز بالعديد من الجوائز من ضمنها ترشحه لثلاث جوائز أوسكار، وجائزتيْ غولدن غلوب، و10 جوائز بافتا، بالاضافة إلى ترشيحات أخرى.

وقد عمل أيضاً بيتر وبر إلى جانب منظمي احتفالات قطر باليوم الوطني للمساعدة في إخراج لأفلام ترويجية بهذه المناسبة، من ضمنها إخراج فيلم ‘جاسم‘، حول مؤسس دولة قطر، كما عمل مؤخراً مع المتحف: أو المتحف العربي للفن المعاصر ومتحف قطر الوطني.

مؤسسة الدوحة للأفلام: ما الذي دفعك لأن تصبح صانع أفلام؟
بيتر: حين كنت في الخامسة عشرة من عمري، شاهدت فيلم ‘بييرو لو فو’ (بييرو المجنون) للمخرج جان لوك غودار، الذي طيّر عقلي المراهق. وبدءاً من هذه اللحظة، لم يعد يبدو لي شيئاً كما كان. جعلني أفهم بأن هناك عقلاً مدبّراً ذكياً وراء الكاميرا يدير كل شيء، وجعلني أدرك أن السينما قد تكون أكثر من مجرد تسلية أو تمضية وقت.

مؤسسة الدوحة للأفلام: كيف بدأت مسيرتك المهنية، وما هي الصعوبات التي واجهتك في السنوات الأولى؟
بيتر: انتسبت إلى برنامج للخريجين بجامعة بريستول لمدة عام، ثم بدأت العمل كمونتير في التلفزيون في بريطانيا بعد ذلك. أما الصعوبات فلا تنتهي أبداً – الانتقال من المونتاج إلى الاخراج، ثم من الاخراج التلفزيوني إلى الاخراج السينمائي؛ وكل هذا كان يحمل معه صعوبات جمة. إن النجاح بأي نوع من الأفلام أمر صعب، لا سيما أنه لا خريطة محددة لطريق النجاح، ولا بنية مهنية واضحة. يجب أن تحب ما تقوم به.

مؤسسة الدوحة للأفلام: صنعت الكثير من الأفلام الوثائقية التي نالت جوائز والعديد من الأفلام الروائية التي ترشحت لنيل جوائز مرموقة – هل تميل إلى النوعيْن أو تفضل أحدهما على الآخر؟
بيتر: أحب النوعيْن. أحب طريقة التحكم بابتكار عالمك الخاص حين تصنع الأفلام الروائية، على الرغم من أن التصوير في استوديو أحياناً قد يكون مملاً. الأفلام الوثائقية رائعة لكونها تدفعك إلى الانغماس في عوالم ساحرة، ما إذا كانت أعماق غابات الأمازون أو تجارب الفيرميلاب النووية عالية التقنية. لكن هذا يشعرك بالاحباط أحياناً حين يكون عليك التفاعل حيال العالم الحقيقي بدلاً من التحكم به، كما تفعل في حالة الأفلام الروائية.

مؤسسة الدوحة للأفلام: جذب فيلم “الفتاة ذات القرط اللؤلؤي” انتباه الجماهير في جميع أنحاء العالم، بعد أن فاز بالعديد من الجوائز وترشح لثلاثة أوسكارات. أخبرنا ما قصة هذا الفيلم، وما الذي أدى إلى نجاحه المبهر؟
بيتر: تعال إلى عرض الفيلم وسأقول لك القصة كاملة! تم طرح الفكرة المقتبسة عن الكتاب الذي حقق مبيعات هائلة، من قبل المنتج أندي باترسون. الاختيار الأول وقع على مايك نيووال لإخراجه وعلى كايت هادسون ورالف فيين لتمثيل أدوار البطولة، لكن تداعت هذه الصيغة، وكنت في المكان والوقت المناسبيْن.

Peter Webber on Set.

مؤسسة الدوحة للأفلام: هل ستقوم بإخراج أي فيلم روائي قريباً، وإن كان الجواب نعم، أخبرنا القليل عنه.
بيتر: أنا أعمل حالياً على العديد من المشاريع، منها عمليْن عربييْن، لكن من المبكر الحديث عنهما، لكني ٍسأعلمكم بأي جديد!

مؤسسة الدوحة للأفلام: كنت في إطار تنفيذ العديد من الأعمال الرائعة في المنطقة مؤخراً. إن لم أكن مخطئاً، بدأ كل شيء مع فيلم “جاسم” الرائع. كيف بدأ كل ذلك؟
بيتر: تلقيت اتصالاً مفاجئاً من منظمي احتفالات يوم قطر الوطني الذين شاهدوا فيلم ‘الفتاة ذات القرط اللؤلؤي‘، ودعوني إلى صناعة فيلم من 20 دقيقة حول مؤسس دولة قطر، الشيخ جاسم بن محمد آل ثاني، والذي عرض في مهرجان الدوحة ترايبكا الأول عام 2009. أحبوا عملي، فدعوني إلى المكوث وصناعة المزيد من الأفلام لهم ومساعدتهم في الادارة الابداعية لليوم الوطني، وهو الأمر الذي ما زلت أقوم به منذ عاميْن. والنتيجة كانت صناعة ثلاثة أفلام قصيرة تم عرضها على شاشات ضخمة في منقطة الكورنيش كجزء من الاحتفالات بيوم قطر الوطني.

مؤسسة الدوحة للأفلام: ما هي الأعمال الأخرى التي أنجزتها في قطر، وهل تجد التصوير فيها صعباً؟
بيتر: يصعب التصوير في بيئة قطر، بسبب الطقس الحار وغياب البنية السينمائية فيها. لكن الأمور تتغير بسرعة مع العمل الذي تقوم به مؤسسة الدوحة للأفلام. مؤخراً أعمل مع متحف قطر الوطني، والذي سيعرض مواداً سمعية وبصرية رائعة حين يتم افتتاحه بعد سنوات من الآن.

مؤسسة الدوحة للأفلام: أخبرنا عن أكثر من يلفت انتباهك في المنقطة كإنسان وكصانع أفلام؟
بيتر: هناك أصوات جديدة ترتفع في المنطقة، والعديد من القصص لإخبارها، لا سيما مع التغييرات السياسية التي يبشّر بها الربيع العربي. لقد بدأت المنطقة بإيجاد صوتها. هذا واقع ليس فقط في عالم السينما، إنما أيضاً في عالم الفن – يكفي أن تلقي نظرة على العرض الأخير في المتحف: المتحف العربي للفن المعاصر، لتشهد مدى حداثة الصوت الذي يتم نسجه بينما نحن نتحدث الآن. إنها فترة مثيرة للاهتمام كي يتواجد الشخص في هذه المنطقة.

مؤسسة الدوحة للأفلام: كيف ترى مستقبل الصناعة السينمائية في الشرق الأوسط؟
بيتر: إن اكتشاف الأصوات الجديدة، وإيجاد قاعدة جديدة من جمهور الشباب الذي يريد أكثر من مجرد مشاهدة الأفلام الهوليوودية، يحقق مستقبلاً واعداً للسينما. وأرى أن نظرة العالم لهذه المنطقة ستتغيّر وسيتم كسر كل الصور والأفكار النمطية المأخوذة عنها، في المستقبل غير البعيد.

مؤسسة الدوحة للأفلام: حضر العديد من طلاب الاخراج السينمائي بمؤسسة الدوحة للأفلام تصوير أفلامك في قطر، وتحدثوا عن الحيوية الفائقة لفريق التصوير، والدقة في عملك. ما هي النصيحة التي تقدمها لصناع الأفلام الشباب حينما يحضرون لتصوير أعمالهم؟
بيتر: حضروا جيداً لما ستقومون به، ضعوا خطة، وكونوا على درجة من الطواعية تمكنكم من رمي كل الخطط في سلة المهملات إذا حصل تغيير في ظروف معينة، لأن ذلك يحصل دائماً خلال التصوير. استخدام الفريق المناسب هام جداً، كما أن الأطباع قد تكون بقدر أهمية المواهب أحياناً.

مؤسسة الدوحة للأفلام: ما الذي تعنيه لك صناعة الأفلام؟
بيتر: تعني لي أن أعيش حياتي دون أن أضطر إلى العمل في وظيفة حقيقية أو تقليدية. وهذه نعمة كبيرة.

مؤسسة الدوحة للأفلام: ما هي نصيحتك لصناع الأفلام الشباب الذين يرغبون بالسير على خطاك؟
بيتر: قوموا بما عليكم عمله لأنكم مضطرون إلى ذلك. إذا لم يكن حب هذا المجال يشتعل في داخلكم ويحرقكم، انسوا الأمر. إذا أردتم الشهرة، ادخلوا مجال تلفزيون الواقع. إذا أردتم المال، ادخلوا مجال العقارات.

مؤسسة الدوحة للأفلام: ما هو فيلمك المفضل ولماذا؟
بيتر: فيلمي المفضل الحالي هو فيلم مدته دقيقتيْن قام به أحد أصدقائي على جهاز حاسوبه، ولكن بالنسبة للأفلام التي يشاهدها الجميع… بعد أن شاهدت العرض الأول لفيلم “شجرة الحياة“، خلال مهرجان كان السينمائي الشهر الماضي، أمر بحالة حب للمخرج تيرينس مالك.

للترجمة العربية اضغط على

Girl With A Pearl Earring - Trailer

إعلان فيلم الفتاة ذات القرط اللؤلؤي

blog comments powered by Disqus