المدوّنة

العودة الى القائمة

أهل السينما: حاتم علي

26 فبراير 2013

حاتم علي هو مخرج سينمائي وتلفزيوني سوري من أصحاب الجوائز. مثّل وألّف الكتب وأنتج المسلسلات التلفزيونية التي تتوجه لأطياف متنوّعة من الجماهير. بدأ مشواره الفني بكتابة السيناريوهات، ثم اتضح أنه من الفنانين متعددي المواهب، لا يتوقف يوماً عن تطوير نفسه وصقل مواهبه وتوسيع رقعة مواضيعه المُعالجة. المعروف عن علي علي موهبته في إنتاج مسلسلات الدراما التاريخية والمعاصرة التي تعتبر منارةً للجماهير في أنحاء الشرق الأوسط كافةً. تسنّت لفريق التحرير بمؤسسة الدوحة للأفلام مؤخراً، فرصة التحدث إليه عن أعماله.

مؤسسة الدوحة للأفلام: أنت معروف في أعمالك السينمائية والتلفزيونية على حد سواء. أيها أصعب؟

علي: لا شك في أن السينما هي أفضل وسيلة عرض على الإطلاق. لا أتوقف عن التفكير في السينما حتى وأنا أعمل على المسلسلات. لكن نظراً لظروف الانتاج في موطني، أصبح العمل في السينما مثل حلم صعب المنال. العمل في التلفزيون هو نوع من التعويض، لا سيما حين يكون بمقدوري الاستعانة بالتكنولوجيا والتقنيات السينمائية، حيث سمح لي ذلك بممارسة ما أحب، بينما كانت تكتسب أعمالي طابعاً إخراجياً فريداً من نوعه. ربما كنت أنتظر اللحظة المناسبة التي أدخل فيها السينما من بابها الواسع عن جدارة. السينما وسيلة لطالما جذبتني وأنا سعيد بكوني قادر على المساهمة بصوتي الخاص أمام الكاميرا.

مؤسسة الدوحة للأفلام: عُرضت مسلسلاتك التاريخية الاسلامية الأخيرة في شهر رمضان. كيف عملت على التحضير لإنتاج أعمال ضخمة بهذا الحجم؟

علي: “عمر” هو مسلسل فريد من نوعه وحسّاس، ليس فقط من ناحية إنتاجه – يعتبر الانتاج الأضخم في العالم العربي – لكنه المحاولة الأولى للخوض في شخصيات كانت ممنوعة ومقدسة لدى المسلمين. إنه المسلسل الأول الذي اقترب من تقمّس هذه الشخصيات؛ لذلك، حضّرنا مطولاً لهذا المشروع من جوانب عديدة: الانتاج والتوثيق وتعاونا كذلك مع لجنة إسلامية من الشيوخ. لم يعجبني ذلك كثيراً لكن لولاه لكان علينا الانتظار 100 عام من أجل تصوير هذه الشخصيات بهذه الدقّة.

مؤسسة الدوحة للأفلام: يسيطر على أعمالك بمعظمها الطابع الثقافي والتاريخي. ما الذي يجذبك إلى هذه المواضيع؟

علي: العودة إلى التاريخ لا تعني الهروب من الواقع أو الظرف الراهن. أعتقد أن التاريخ بحد ذاته قضية شخصية، تحمل في طيّاتها الكثير من النقاش. المشاكل الأخيرة التي تحصل في العالم سببها التغاضي عن النظر إلى الماضي بعين نقدية واستخلاص العبر منه – نحن لا ننتقد قضايا اليوم لأنها تكرار لقضايا أمس.

مؤسسة الدوحة للأفلام: هل فكّرت بتوظيف موهبتك لتوثيق الأوضاع السورية الحالية؟

علي: أنا مقيم حالياً في القاهرة منذ ستة أشهر، بسبب الأوضاع الراهنة في سوريا. هناك دائماً خطورة في التعبير عن المشاعر أو معالجة قضية ما زالت تتطوّر ولم تُحسم بعد. الخطر والخوف يولّدان الارتباك الذي يمنع الرؤية الشاملة عن الفنان. والاستعجال في توثيق هذه الأحداث سينمائياً سيصطحب معه مخاطر جمّة. لكني لا أبرّر لنفسي، فأنا أعمل على فيلم عن الأحداث في سوريا. أحاول أن أعثر على التمويل اللازم للمشروع، وأخوض حالياً محادثات مع جهات مختلفة حوله، من أجل الحصول على الدعم اللازم وإجادة نقل قصص الشعب السوري دون مبالغة أو نقصان.

blog comments powered by Disqus