المدوّنة

العودة الى القائمة

أهل السينما: برناديت حديب

22 مايو 2011

برناديت حديب هي أستاذة التعبير الجسدي بجامعة القديس يوسف في بيروت، لبنان. وهي أيضاً ممثلة وأم. بدأت مهنة التمثيل منذ عشرين عاماً بعد أن أتمت دراستها في التمثيل والاخراج المسرحي في الجامعة اللبنانية. مثّلت في 16 مسرحية، و17 مسلسل تلفزيوني، وخمسة أفلام، منها دور ضخم في فيلم ‘لما حكيت مريم’ ، الذي أخرجه أسد فولدكار، ونالت عليه خمس جوائز . كما نالت جوائز عديدة من مهرجانات مسرحية على أعمالها كـ ‘تريو’ و‘أرخبيل‘، اللتيْن أخرجهما عصام بو خالد، و‘جنينة الصنايع‘، من إخراج روجيه عساف، بالاضافة إلى نيلها العديد من الجوائز التكريمية لمسيرتها التمثيلية من قبل وزارة الثقافة في لبنان، ونقابة الممثلين في لبنان، والجامعة اللبنانية الأميركية في بيروت.

مؤسسة الدوحة للأفلام: كيف بدأتي مسيرتك الفنية؟
برناديت: حين كنت في المدرسة كنت في فرقة رقص فهد العبدالله، وكنت أشارك في العديد من النشاطات المسرحية، لا سيما في مرحلة الدراسة الثانوية. وحين أصبحت في الجامعة بدأت التمثيل ثم طلب مني أستاذي روجيه عساف التمثيل في بعض مشاريعه. هكذا مبدئياً بدأ كل شيء!

مؤسسة الدوحة للأفلام: أخبرينا عن بعض المشاريع التي عملتي عليها، لم اخترتها، وما هي المفضلة عندك؟
برناديت: كنت لا أزال في الجامعة حين مثّلت مع الممثل السوري والنجم العربي دريد لحام في “العصفور الصغير” و“صانع المطر”. وقد ساهمت مشاركتي البطولة مع اسم بارز كاسم دريد في صناعة اسم لي في المنطقة. ‘لما حكيت مريم’ هو الفيلم الذي مثلت فيه الدور الضخم الأول لي في السينما، وقد استمتعت به كثيراً، لكن حبي الأول والأخير هو المسرح. أحبه لأنني حين أكون على خشبة المسرح لا أكون تلك الانسانة التي تسمّع سطوراً قد حفظتها كالببغاء: في المسرح باستطاعتي أن أكون أكثر إبداعاً، وأن أتدخل في أصغر التفاصيل، بدءاً من النص المسرحي إلى الاضاءة.

Bernadette (Right) with Syrian superstar Dureid Laham.

مؤسسة الدوحة للأفلام: كيف يختلف التمثيل للتلفزيون والسينما عن المسرح؟
برناديت: المسرح بالنسبة لي هو بيتي. سمّها نرجسية، لكني أحب حين يأتي الناس لمشاهدة مسرحية، إنهم يأتون لمشاهدتي أنا برناديت؛ لزيارتي في بيتي، بدلاً من أن أكون على شاشاتهم في حين لا يشاهدون، بل يتحدثون أو يأكلون. إنهم يأتون إلى المسرح، متأنقين، لأنهم يحترمونني ويحترمون عملي. في المسرح هناك المزيد من الحميمية والتقدير.
وكلما زادت الخبرة، كلما أصبح العمل في التلفزيون والسينما أكثر حرفة منه إلى الاحساس. في السينما تتعلم التقنية، يمكنك أن تخطئ وتعيد المشهد، بإمكانك الاتصال وطلب إجازة مرضية. لكن في المسرح تتغير الأحاسيس كل يوم – إنه ليس الأمر ذاته. لا يمكنك أن تخطئ، تنسى أو ألا تأتي لأي سبب من الأسباب.

Bernadette on stage.

مؤسسة الدوحة للأفلام: ما هي أبرز المشاكل التي تواجهينها كممثلة في الشرق الأوسط؟
برناديت: في لبنان ليست لدينا نقابة متمكّنة – إنها أشبه بمكتب ليس بإمكانه فعل الكثير لحماية الممثلين . وهذه ليست مشكلتهم؛ السبب هو أنه ليس لدينا قانون أصلاً. من دون قانون، ليس بإمكان النقابة أن تفعل الكثير لحماية حقوقنا من المنتجين، والمخرجين أو أي أحد آخر يخرقها. مصر وسوريا لديهما أقوى قوانين ونقابات في المنطقة. بكلمات أخرى، ليس لدينا ضمان صحي، لذا لا نشعر بالأمان. نشعر دائماً بقلق حيال ما يمكن أن يحدث لنا وكيف سنتمكن من الاستمرار. نحن بحاجة للعمل في وظائف أخرى للحصول على ضمان صحي، وأمان واستقرار. من ناحية أخرة، في لبنان، يتم اختيار الممثلين وفقاً للعلاقات الشخصية، بغض النظر عن موهبة الممثل. وهذا يرغمنا على العمل مع ممثلين آخرين غير جيدين ويتقاضون أجوراً ضعيفة، لأنهم غير مكلفون. هناك العديد من الأشخاص المستعدين لفعل ذلك لأن كل ما يهمهم هو المثول أمام الكاميرا – قد يقومون بالتمثيل مجاناً – في الوقت الذي عانى فيه آخرون سنوات عديدة وهم يعملون على تطوير أنفسهم والدراسة. لذا يمكنني القول، نعم، ليس ذلك عادلاً.

مؤسسة الدوحة للأفلام: أنت تخوضين في العديد من الأعمال الانسانية. أخبرينا المزيد عن ذلك.
برناديت: هذا صحيح، لكننا لا نفعل ذلك من أجلنا. هؤلاء الأشخاص يستحقون كل الوقت والعناية التي يمكننا تأمينها لهم. عملت لأربع سنوات مع أشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة والأيتام، ونظمت العديد من ورشات العمل لأطفال التوحد وشاركتهم الأشياء التي نحبها. أنا وزوجي نختار أعمالنا بعناية فائقة، لكن حين يطلب منا أمور كهذه، ننفذها مباشرة بكامل إرادتنا ورغبتنا.

مؤسسة الدوحة للأفلام: هل تعملين حالياً على مشروع معيّن، أخبرينا عنه؟
برناديت: أعمل حالياً على مسلسل تلفزيوني اسمه ‘الهرب‘، من إخراج ميلاد أبي رعد وتأليف كلوديا مارشيليان. كما أني أشارك في مسلسل آخر اسمه ‘فاروق’ مع الممثل والمخرج السوري حاتم علي. أما بالنسبة للأفلام فسأقوم بدور ضيفة في فيلم جديد للمخرج جان كلود قدسي.

مؤسسة الدوحة للأفلام: هل لديك أية مشاريع مستقبلية؟
برناديت: نعم – أولادي! أن أحميهم وأعلمهم كي يكبروا ويتعلموا. كما إني بحاجة وأريد أن أعمل باستمرار على نفسي. أما بالنسبة لعملي كممثلة، سنقوم عام 2012 بمسرحية اسمها ‘بنفسجي’ في باريس بمسرح لو تارماك.

مؤسسة الدوحة للأفلام: أنت متزوجة من الممثل والمخرج عصام بو خالد. كيف تجدين العمل مع زوجك؟
برناديت: العمل معه صعب جداً! إنه متطلب جداً ولديه الكثير من الأفكار. إنه شخص يركز على البصريات، والصورة بالنسبة له تأتي في الدرجة الأولى، من مخيلته الخصبة، لذا فهو يتوقع الأفضل من أية ممثلة، لنه يرغب بالتأكد من أن تطبيق كل صوره ورؤاه. لذا نعم، إنه صعب جداً كممثلة وزوجة. مهما كانت ظروف المنزل ومهما حاولت إخفاءها، لا بد أن يظهر ذلك في عملك في مرحلة ما. لطالما قررت ألا أعمل معه مجدداً، لكن حين نرى النتائج، أشعر بالرغبة أن أفعل المزيد من ذلك. هو دائماً يظهر أفضل ما عند الممثل. إنه يستغرق وقتاً طويلاً في اختيار ممثليه لأن عليهم أن يلهموا في داخله الشخصيات. لا شيء عشوائي بالنسبة إليه. دائماً أقول له إنه عليه أن ينتج المزيد من الأعمال، لكنه يجاوب بأنه إن لم تكن لديه رغبة ملحة وشغف بالمشروع، ودافع قوي، إذاً فالأمر لا يستحق العناء.

Bernadette with her husband, a director and actor Issam Bu Khaled.

مؤسسة الدوحة للأفلام: هل بإمكانك إخبارنا كيف توازنين بين عملك كأم وكممثلة؟
برناديت: لا يمكنني القول إني أجيد الموازنة، لكن حسنة ذلك هو أنني لا أعمل باستمرار لأني أختار أدواري بعناية. كما أنهم معتادون علي حين أعمل: يعلمون أنه ليس باستطاعتهم رؤيتي كثيراً، وقد أصبح ذلك جزءاً من إيقاع حياتي. لكن عائلتي وأصدقائي يدعمونني بشكل كبير، ويتواجدون بقربهم حين أكون مشغولة.

مؤسسة الدوحة للأفلام: ما الذي يلهمك كممثلة وهل لديك أمل بأن تصل الممثلات العربيات إلى المحافل الدولية؟
برناديت: إن الأدوار التي ألعبها هي أكثر ما يلهمني لبناء كل شيء من حولها. أرى الكثير من الشغف والحب للعمل الذي أقوم به – وإذا لم أتمكن من رؤية ذلك، لا أعمل. ما يهمني كثيراً أيضاً هم الأشخاص الذين أعمل معهم وأجواء العمل، بدلاً من الناتج العام. العلاقات الانسانية التي ننشأها، والأمور التي يمكننا مشاركتها مع هؤلاء الناس، والأخرى التي يمكننا أن نأخذها من بعضنا البعض كالخبرة والمعرفة، هذا هو الأهم بالنسبة لي. أما بالنسبة للعالمية، بات الأمر سهلاً مع وجود اليوتيوب والانترنت، والاتصالات المفتوحة في العالم، وسيصبح الأمر أفضل مع الوقت أنا متأكدة. لكن في نظري، يجب أن نركز على إبراز الممثل في المنطقة أولاً: نركز على إبراز الفنان في المنطقة العربية قبل التركيز على الساحة الدولية. كم يعلم اللبنانيون عن الممثلين في الامارات؟ من السعودية؟ يجب أن نعمل على إبراز الممثلين ضمن منطقتنا، والترويج لهم فيها، قبل التوجه نحو العالمية.

مؤسسة الدوحة للأفلام: ما الذي تقولينه لأولئك الذين يخططون لأن يصبحوا ممثلين؟
برناديت: لطالما قلت وكررت إنه قبل البدء بمهنة التمثيل، يجب أن يأخذ الشخص لحظة تفكير ويقرر ما إذا كان هذا ما يريده حقاً. إذا كان هناك شيء آخر يحبه بقدر ما يحب التمثيل، فإن عليه اختيار هذا الأمر الآخر. لأن التمثيل يجب أن يكون المحرك الأقوى له، أكثر من أي شيء آخر في حياته. إذا كان التمثيل أكثر ما يحبه، وكل ما هو قادر على تصور نفسه وهو يمارسه، إذاً نعم: ادرسوا التمثيل، شاركوا في الورشات، اقرؤوا الكثير من الكتب، اشتغلوا على أجسادكم وأصواتكم. إنه عمل صعب ومتطلب جداً. أصغر خطأ يمكن أن يكون مكلفاً جداً. حافظوا على احترامكم لأنفسكم واعرفوا حدودكم.

Image#2

مؤسسة الدوحة للأفلام: ما هو فيلمك المفضل؟ ولماذا؟
برناديت: إنه فيلم ‘تيتوس’ مع أنطوني هوبكينز، لأن فيه الكثير من الخيال، والتمثيل الرائع، والمشاهد الممتازة. بإمكاني مشاهدته كل يوم وأن أتعلم منه أشياء جديدة. التمثيل الذي فيه يشكل لي تحد كبير؛ يجب أن أعترف أني أشعر بالغيرة! باختصار، إنه يلهمني كثيراً.

blog comments powered by Disqus