المدوّنة

العودة الى القائمة

أهل السينما: علي حمود

12 يوليو 2011

علي حمود هو صانع أفلام، ومونتير ومخرج فني. ولد في لبنان عام 1972 ونشأ في الكويت. درس فنون الاتصال في جامعة ألاباما في بورمينغهام (أميركا)، وأنجز العديد من المشاريع في شيكاغو، إيلينوي. ما زال يعمل منذ العام 2001، مخرجاً بالقطعة للعديد من المحطات التلفزيونية والمشاريع الوثائقية. في العام 2008، عمل منتجاً وعارض أفلام لمشروع سينما آرينا ، كما تولّى الاخراج الفني لمهرجان بيروت الوثائقي الدولي حتى العام 2009. حضر العديد من المهرجانات السينمائية للأفلام الوثائقية، منها مهرجان أمستردام السينمائي الدولي للأفلام الوثائقية)، دكيومانتامدريد، ودوك ليبزيغ، حيث شارك في العديد من الندوات، والأسواق السينمائية وعروض الأفلام.

في العام 2009، أنجز علي فيلمه القصير الأول ‘عن أولئك الذين رحلوا‘، الذي عرض للمرة الأولى في مهرجان دكيودايز ومهرجان دبي السينمائي الدولي في العام ذاته. علي أيضاً كان مونتير الفيلم الوثائقي ‘فيلم الليلة…’ وكان منسقاً في الفيلم الذي حاز على جوائز ‘ناطحات سحاب: خارج نافذتي‘، الذي أخرجته كاترينا سيزاك ولقي تأييداً من المجلس السينمائي الوطني في كنده.

حالياً، يخوض علي مرحلة البحث والتطوير من فيلمه الوثائقي التالي.

*مؤسسة الدوحة للأفلام*؛ عم يتحدث فيلمك القصير الأول ‘عن أولئك الذين رحلوا‘؟
علي: فيلمي يدور حول المارة الذين قُتلوا أثناء سلسلة الاغتيالات السياسية التي حصلت في لبنان منذ العام 2005. في هذا الفيلم، أردت أن أبقى بعيداً عن أسلوب المراسلة التلفزيونية التي نقلت خبر مقتلهم. الفيلم هو عبارة عن زيارة لبعض الأماكن من خلال بعض الأصوات التي تقصّ اللحظات الأخيرة في حياة أحبائها، بينما تتوالى المشاهد المتعلقة بالذكرايات، لا الأحداث المأساوية نفسها.

مؤسسة الدوحة للأفلام: أنت مخرج ومونتير في الوقت ذاته. هل يساعدك المونتاج على تصوّر مشاهدك أثناء التصوير؟
علي: أنا مؤمن بنظرية أن المونتير الجيد يمكن أن يكون مخرجاً جيداً. فبإمكان المونتير الذي يعمل على تقطيع أعمال الآخرين أن يتعلم أية مشاهد تساعد على ابتكار صور ذات معنى. إذا أصبح المونتير مخرجاً، فسيتعامل مع المشاهد، دون وعي، وكأنها توضع على التايم لاين.

مؤسسة الدوحة للأفلام: إلى أي درجة يكتسب تواصل المخرج مع المونتير أهمية، قبل الذهاب إلى التصوير؟ وهل تنصح بأن يمنتج المخرجون أفلامهم؟
علي: إن دور المونتير يأتي في مرحلة ما بعد الانتاج، بعد أن يتم الانتهاء من التصوير. حينها يجلس المخرج مع المونتير ويبدآن المنتجة. في معظم الأحيان، يفضل المخرج العمل مع مونتير عمل معه سابقاً، أو يتشاركان الرؤى ذاتها. لكني أعتقد أن الاستعانة بمونتير آخر هو أمر أكثر صحية لأنه يسمح لك برؤية الفيلم من زاوية مختلفة.

مؤسسة الدوحة للأفلام: تهانينا على تلقيلك منحة تمويلية من مؤسسة الدوحة للأفلام. هل تخبرنا المزيد عن هذا المشروع الجديد؟
علي: شكراً! ‘أسفلت’ هو فيلم وثائقي عن أسفار وحياة سائقي الشاحنات الكبيرة الذي يمضون معظم أوقاتهم على طرقات العالم العربي السريعة. يتابع هذا الفيلم حياتهم اليومية، منذ تحميلهم البضائع وحتى السفر عبر الحدود. ويتطرق أيضاً إلى ثقافاتهم، وحياتهم الاجتماعية، وما إذا كان غيابهم المستمر يؤثّر على علاقاتهم الأسرية وروابطهم العائلية.

مؤسسة الدوحة للأفلام: من أين ولدت فكرة هذا الفيلم؟وما هي الرسالة التي ترغب بإيصالها؟
علي: لطالما أحببت الأفلام المصورة على الطرقات. فالرحلة تتيح لنا الاطلاع على الكثير من التفاصيل. أنا أحب السفر واكتشاف أمور جديدة حول حياة الأشخاص، وكيف يتمكنون من التغلب على الصعوبات. ومن خلال الشخصيات الرئيسية، أريد توثيق المسائل السياسية على الحدود والحياة الاجتماعية لهؤلاء السائقين، بينما ألقي الضوء أيضاً على الأفكار الخاطئة التي تحيط بثقافة سائقي الشاحنات.

مؤسسة الدوحة للأفلام: من هو الجمهور المهتم بالأفلام الوثائقية؟ وعدا عن المهرجانات، كيف يمكن للناس أن يشاهدوا هذه الأفلام؟
علي: الأشخاص الذين يحضرون مهرجانات الأفلام الوثائقية هو طلاب بأغلبهم، وصحافيين، ومحبي السفر، والسينمائيين. لسوء الحظ، هناك عدد محدود من الأفلام الوثائقية التي تصل إلى الشاشة الفضية، لذا فالمهرجانات هي دائماً الفرصة الأفضل كي يراها الناس. توزيع الأفلام أمر ضروري لإيصال بعض الأفلام إلى التلفزيون والانترنت، لأن ذلك سوف ينشئ عادة المشاهدة لدى جمهور الشرق الأوسط.

مؤسسة الدوحة للأفلام: هناك جدل لا ينتهي حول الأفلام الوثائقية، حيث يقول فريق إنها لا يمكن أن تتحلى بالموضوعية. ما رأيك؟
علي: إن قوة الأفلام الوثائقية تأتي من حقيقة أنها واقعية لا خيالية. وهي ليست موضوعية لأن الصناعة السينمائية الوثائقية تشرك شخصية الفيلم في عملية اتخاذ القرارات. لذلك، مهما تخيلنا أنها حيادية أو متوازنة، فهي متمسكة بالذاتية.

مؤسسة الدوحة للأفلام: أنت بلوغر ناشط يكتب الكثير من الآراء الرائعة بخصوص السينما. هل هناك موضوع معين يأسرك في السينما ولماذا؟
علي: على مر السنوات، ابتلعت الكثير من المجلات السينمائية، وجمعت المئات منها. فقررت أن يكون لي موقع خاص، حيث يمكنني أن أكتب حول الأفلام والمخرجين الذين أحبهم، وكان التدوين أفضل طريقة للقيام بذلك. إني أكتب بالعربية كي أتيح للناس أن يحيطوا علماً بالأفلام التي لا تتاح لهم رؤيتها. أعترف أني لا أقوم بالتدوين كثيراً مؤخراً بسبب انشغالي، لكن بإمكانكم زيارة مدونتي والتعليق http://cinemasoclose.blogspot.com و http://butterflyproduction.blogspot.com .

مؤسسة الدوحة للأفلام: ما هو فيلمك الروائي أو الوثائقي المفضل ولماذا؟
علي: ‘أبوكاليبس ناو’، و”‘دايز أوف هافن’()”:http://www.imdb.com/title/tt0077405/ و ‘ستوكر’. أما بالنسبة للأفلام الوثائقية، أختار ‘سان سولاي’, للمخرج كريس ماركر، وفيلم ‘سايلزمان’ للمخرج مايزلز، و”‘غريزلي مان’()”:http://www.imdb.com/title/tt0427312/ للمخرج ورنر هرزوغ.

مؤسسة الدوحة للأفلام: ما هي النصائح التي تقدمها لمن يريدون الانضمام إلى عالم السينما الوثائقية؟
علي: شاهدوا أفلاماً كثيرة، دونوا ملاحظات، واسألوا أنفسكم ما هي المواضيع والمقاربات البصرية التي تفضلونها.

مؤسسة الدوحة للأفلام: كيف ترى مستقبل الأفلام الوثائقية في ضوء ما يحصل من ثورات في الشرق الأوسط؟
علي: لا تزال الأفلام الوثائقية تواجه الصعوبات القديمة الجديدة، وهي لا تتطور في ما يخص المشاهدة، كما يجب. نحن بحاجة لقنوات كالأر تي وساندانس، مستعدة لعرض السينما البديلة والأفلام الوثائقية والقصيرة بدون أية قيود وبلغتها الأصلية، لأن الدبلجة تقتل روح الفيلم.

مؤسسة الدوحة للأفلام: هل ترى أملاً في مستقبل السينما في المنطقة؟
علي: يمكن أن يكون هناك أمل إذا كان هناك تسويق وتوزيع أفضل للأفلام العربية.

blog comments powered by Disqus