المدوّنة

العودة الى القائمة

يعرض الآن في الدوحة: أجساد دافئة

07 فبراير 2013

بقلم ألكسندر وود

ترجمة عروبة حسين

يطالعنا نوع جديد من أفلام الزومبي في “أجساد دافئة”. فالزومبي مصوّر دائماً على أنها مخلوقات تفتقر إلى العقل، تجوب المناطق بحثاً عن لحوم البشر. لكن فكرة الزومبي المهذب والجذاب ذو المظهر الشبابي الساحر الذي يمتلك مجموعة مثيرة جداً من الاسطوانات القديمة، تختلف كثيراً عن آكلي البشر الذين لا يعرفون غير الأنين وإصدار أصواتهم المخيفة أثناء جولاتهم، كما نرى في معظم الأفلام. وهكذا ندرك أن الفيلم هو صورة جديدة لأجواء ما بعد الآفات الكبرى التي تضرب الأرض، بطله زومبي يتمتع بمظهر مثير. ومن خلال قلب مفهوم المخلوق الشرير الذي يعيش على أكل أدمغة البشر، يقدّم المخرج جوناثان ليفاين عملاً محبباً عن عالم الأموات الأحياء، لم يتطرأ له عدد كبير من المخرجين في الأفلام.

يبدأ الفيلم مع “آر” (نيكولاس هولت) وهو يمارس روتينه المعتاد بالتجوال والتهام البشر. يرافقنا صوت تعليقه طوال مدة الفيلم عبر القصة، وهو يخبرنا قصصاً مضحكة عن حياة الزومبي. لا شك أنه أمر جديد وبالتالي مسلّ أن نشاهد مخلوق زومبي ذو تفكير عميق قادر على التفكير والتحليل. وعلى الرغم من فيلم أرض الموت للمخرج جورج روميرو، سيجد محبي هذا النوع من الأفلام صعوبة في تحديد فيلم آخر يحاول تصوير نفسية هذا النوع من المخلوقات الشريرة.

يمزج المخرج ما بين القصة المروية على لسان “آر” وسلسلة من مشاهد عن أحداث ماضية، واضعاً الجمهور في الصورة الكاملة للعالم الذي لم تشهده يوماً مكافحة مخلوقات الزومبي. هذه المشاهد توضح دوافع هذا العالم السفلي الذي يعيش فيه آر وباقي مخلوقات الزومبي. في أحد تعليقاته، يقول آر إنه من الرائع أن تعود الأشياء كما كانت قبل حدوث الطاعون المميت، حيث كان بمقدور الناس التواصل. وفي المشاهد التي تصوّر الماضي، نرى الناس على هواتفهم الجوالة وهو يقضون أوقاتهم في اللعب على أجهزتهم، تاريكن جانباً موضوع التواصل الانساني. وهذا يصوّر لنا ما يحدث اليوم من الاستخدام المفرض للتكنولوجيا. هذه الملاحظة الواقعية والمضحكة آثارها واضحة في الفيلم الذي يلمح إلى أن تلك الحياة التي تعتمد بشكل كلي على الآلة وأنظمة الكمبيوتر قد تؤدي إلى دمارنا. نرى أيضاً مجموعة من المشاهد التي تصوّر الماضي، بينما يقوم آر بتناول دماغ بيري (دايف فرانكو) فتنتقل إليه أفكاره وذكرياته، مما يجعل الزومبي قادراً على الكلام والتحدث بلغة البشر.

وفي العالم الذي باتت مخلوقات الزومبي تملؤه، ينجح الزومبي البطل بإنقاذ حبيبته جولي (تيريزا بالمر) وتنشأ بينهما علاقة، حيث ينجح بجذبها عبر مجموعة اسطواناته الموسيقية القديمة، مما سينعكس إيجاباً على حياة مخلوقات الزومبي والعرق البشري. قد يظن البعض أن قصة العلاقة بين مخلوق زومبي وبشرية صعبة التصديق، لكن قصة الفيلم جميلة وممكنة التصديق من الناحية البصرية، تدعمها أغنية رائعة. ويضيف الأرشيف الموسيقي الذي يملكه آر وموسيقى أخرى لمسة فكاهية مميزة، فمثلاً، تشغّل جولي وصديقتها نورا (أنالاي تيبتون) أغنية “بريتي وومن” لروي أوربينسون، وهما تحاولان تغيير مظهر آر لكي يصبح أشبه بالبشر الطبيعيين.

من الناحية البصرية، الفيلم جيد ولا ينحرف كثيراً عن التقاليد المعتادة في التصوير السينمائي. نجد أيضاً استخداماً متكرراً للغرافيتي مما يضيف عنصراً بصرياً آخر قد يجتذب المشاهدين ومحبي هذا الفن. وهناك أيضاً بعض المشاهد التي تتبع فيها الكاميرا حركة الشخصيات وسرعتها مما يضيف عنصراً فكاهياً آخر على الفيلم.

قصة الفيلم مسلية، يغرق فيها المشاهد في تلك العلاقة الغريبة التي تنشأ ما بين مخلوق زومبي وفتاة آدمية. وهكذا تصبح العلاقة ما بين آر وجولي تتأرجح ما بين الرومانسية والفكاهة. ومع اقتراب عيد العشاق، قد يكون الفيلم خياراً بديلاً عن الفيلم الرومانسي الكوميدي الذي يمكن أن تكون قد خططت أو لم تخطط له.

video#1

blog comments powered by Disqus