المدوّنة

العودة الى القائمة

يعرض الآن في الدوحة: ألعاب الجوع

22 مارس 2012

بقلم ريم صالح، الاعلام الجديد، مؤسسة الدوحة للأفلام

الفيلم: ألعاب الجوع
إخراج: غاري روس
بطولة: جنيفر لورنس، جوش هتشرسون وليام همسوورث
مدة العرض: 142 دقيقة

“ألعاب الجوع” هو فيلم مقتبس من الجزء الأول لرواية بنفس العنوان مؤلفة من ثلاثة أجزاء للكاتبة سوزان كولينز، تجري قصته في وقت غير محدد في المستقبل، ما بعد نهاية الزمان، حيث يسود السلام والأمان. غير أن أسعار الطعام غالية جداً. أما سكان الكابيتول، وهي مدينة الأغنياء وأصحاب السلطة، فلديهم تقليد سنوي، يقومون بموجبه باقتراع أسماء شاب وفتاة تتراوح أعمارهما ما بين 12 و18 من كل محافظة من المحافظات الـ12، لكي يتقاتلا حتى الموت. وتنقل وقائع هذا القتال على شاشة التلفزيون مباشرةً. من ناحية أخرى، تقدم كاتنس أفردين (جنيفر لورنس) على التطوع بدلاً من شقيقتها الصغرى، كي تقود هذه المعركة الشرسة بدلاً منها.

كاتنيس التي تبلغ من العمر 16 عاماً، تأتي من المحافظة الفقيرة رقم 12، وهي منطقة مشهورة بإنتاج الفحم الطبيعي. إنها تملك روحاً ثوريةً وهي المعيلة الوحيدة لأمها وأختها الصغرى. كاتنيس أيضاً بارعة في بيع البضائع بطريقة غير قانونية في السوق السوداء مع صديقها غايل (ليام همسوورث).

تظهر “ألعاب الجوع” في الفيلم على أنها “شيء يربطنا جميعاً بعضنا ببعض“، من قبل مؤلف هذا البرنامج الدامي المباشر على الهواء. المحافظات الأشد فقراً تطالب بالطعام من الحكومة؛ يتم اختيار أسمائهم في سحب بالقرعة. إنه كفاح يومي للتمكن من الاستمرار.

يتم نقل البطليْن الذين تقع عليهما القرعة في محافظة رقم 12، كاتنيس وبيتا (جوش هتشرسون) إلى الكابيتول، حيث تجتمع عناصر التكنولوجيا والمال. وكالجلاديْن، يتم استقبالهما استقبال النجوم وتقدم لهما المآدب والملابس الفاخرة، قبل أن يتم إرسالهما إلى الموت في الحلبة المفتوحة.

يتعرفان إلى مدربهما المخمور وهو فائز سابق، هايمتش (وودي هاريلسون)، فيقوم بدوره بشرح طبيعة اللعبة. في المقام الأول، عليهما إرضاء الجمهور من أجل الحصول على مزيد من الرعاة الذين سيزودونهما بالهدايا والطعام وأدوات ضرورية، بينما يتقاتلان.

تدرك كاتنيس أنها مجرّد أداةٍ لتسلية الأغنياء الذين يعيشون في الكابيتول. وقد مكنتها شجاعتها في الحلول مكان أختها من كسب المزيد من النقاط، غير أنه عليها أن تبذل المزيد من الجهد للحفاظ عليها من خلال استغلال موهبتها كي تجتذب اهتمام الرأي العام لصالحها، بينما يتوقع الجمهور مقتلها.

الجدير ذكره أن هذا الفيلم يمثّل لعبة التلاعب الاعلامي في زمننا الحالي، وإشارة إلى أن المتلقون هم فعلياً في خدمة القوى الشريرة. تذكرت نعوم تشومسكي، الذي كشف مخططات وسائل الاعلام الجماهيرية عبر دراسة ألفها تحت عنوان “صناعة الخوف“، من أجل الوصول إلى السلطة والسيطرة الكاملة.

التلاعب الاعلامي ليس أمراً جديداً على هوليوود، فهناك كثير من الأفلام حاولت تناوله، بدءاً من “هزّ الكلب” (واغ ذا دوغ) عام 1984 إلى “ذا ترومان شو“، كلها إشارات بطرق مختلفة إلى سلطة الاعلام وقدرته على تغيير وجهات نظر الناس حيال الحرب. لكنها ربما تكون المرة الأولى التي يتم فيها تناول التلاعب عبر شخصيات أصغر سناً.

وقد أثبتت الممثلة جنيفر لورنس التي كانت ترشحت لأوسكار، مرة أخرى، روعة حضورها. من ناحية أخرى، نرى أن الفيلم يفتقد لتفاصيل لو وُجدت لكان أوصلته إلى درجة الكمال. بعض الأزياء ذات الطابع المستقبلي، غير مناسبة، كما أن تطوير جانب علاقة الفتاة التي تشبه والدها بين ليني كرافيتز وكاتنيس غير مكتمل. هذا الفيلم يحتمل أن فيه إشارات للثورات التي تحصل في الشرق الأوسط. وكما قال أحدهم في الفيلم الأمل هو “الشيء الوحيد الذي بإمكانه الانتصار على الخوف”.

للترجمة العربية اضغط على

The Hunger Games - Trailer

إعلان فيلم ألعاب الجوع

blog comments powered by Disqus