المدوّنة

العودة الى القائمة

يعرض الآن في الدوحة: ذا ديسندنتس (الأحفاد)

29 يناير 2012

بقلم برهان وزير، قسم الاعلام الجديد، مؤسسة الدوحة للأفلام

يعرض الآن في الدوحة: ذا ديسندنتس (الأحفاد)
الفيلم: ذا ديسندنتس (الأحفاد)
إخراج: ألكسندر باين
بطولة: جورج كلوني، أمارا ميلر، شايلين وودلي
مدة العرض: 115 دقيقة

لا يوجد ما يغري المشاهد بعد مشاهدته فيلم “الأحفاد” على الذهاب في عطلة إلى جزر هاواي. ففي أول فيلم أخرجه ألكسندر باين بعد آخر أفلامه التي نالت أوسكاراً عام 2004 “سايدوايز“، لا نرى شطآناً مشمسة، وسماء زرقاء، ولا رياضات مائية، بل غيوماً كثيفة وأمواجاً عاتية. غالباً ما تمطر وتضطر الشخصيات إلى الهرولة بشباشبها للاحتماء من المطر. أما في البيت، فيجلس جورج كلوني برأسه الذي اشتعل شيباً بسبب القلق، ليلاً، للعمل على بعض الأوراق القانونية. في هذا الفيلم لا نرى أثراً لفاكهة الغوافة، أما الأناناس فمنقرض. باختصار، هذا الفيلم بعيد كل البعد عن الحلم الذي غنى له ألفيس بريسلي ذات مرة “بارادايز هاواين ستايل”.

جورج كلوني في الفيلم هو مات كينغ، والد لطفلة متهورة عمرها عشر سنوات اسمها سكوتي (أمارا ميلر)، وأختها التي لا تختلف عنها شيئاً في شخصيتها الثورية ألكسندرا (شايلين وودلي). أما عائلة كينغ، وأعني بذلك، العائلة الكبيرة التي تشمل الأقارب والخالات والعمّات، الذين يتوزعون على جزر مختلفة، فتستعد لبيع جزء كبير من أرض تمتلكها منذ عقود، إلى من يريدون بناء منتجع سياحي لقاء ملايين. لكن مات لديها انشغالات أخرى. زوجته التي تعرضت لحادثة مركب، تقبع في الكوما، دون أمل في الشفاء، بحسب إفادة الطبيب. وعلى مات أن يطلع بناته الشقيات على هذا الخبر، وأن يتولى دور الأم والأب في تربيتهما.

وهذا الدور ليس بجديد على كلوني الذي في مراحل عديدة من حياته الفنية، لعب أدوار المتعصّب المضلَّل كما في فيلم (“الرجال الذين يحدقون في الماعز”)، والموظف المجرّد من الانسانية (“آب إن ذي إير”)، والمغرورو الأنيق كما في فيلم (“أو برذر، وير آرت ذو”). أما في هذا الفيلم، فهو مقيّد. لا يمكننا أن تخيّل كلوني الذي مثّل في فيلم “أوشنز إيلفنز“، في شخصية أخرى ليست شديدة الاهتمام بنفسها ولطيفة وفاتنة. في المقابل، حين تسأله ابنته عن الطعام الذي يحب تناوله في المطعم، يشير لها بأن “أطلبي لي أي شيء”. وفي هذا الفيلم، لا نراه في أغلب الأحيان مرتدياً أكثر من تي شيرت، وسراويل قصيرة وشباشب. ومع ذلك، بعد أن تقترب العاصفة من عائلته، يحاول مات احتواء الوضع، مبعداً قبيلة عائلة كينغ عن الخطر المحدق. الجدير ذكره أن أداء كلوني بارع، بعيد عن التمثيل المسرحي.

ويذكرنا فيلم “الأحفاد” بسلسلة من الأفلام التي تضيء على الرجال في زمن الأزمات، والتي بدأت مع ماثيو برودريك وحالة التشظي والفوضى في فيلم “إيلكشن” (الانتخابات). في هذا الفيلم، ظهر قلق منتصف العمر الذي شعر فيه برودريك، والذي عبّر عنه في حقده على صبي مجتهد، صاحب إنجازات في المدرسة الثانوية، في شكل مبالغة كوميدية أدت بالشخصية إلى الوقوع في الخطيئة. وفي فيلم “سايدوايز“، برهن لنا بول جياماتي أن الرجال يكفون عن العيش حين يعتنقون هوسهم بنهم كبير. أما في فيلم “الأحفاد“، فلا يسعى كلوني إلى قلب حياته: إنه يريد أن يعوّض غيابه السابق. حين يعلم بخيانة زوجته، ويسافر مع ابنته البكر لمواجهة عشيقها – تاجر العقارات براين سبير – لا يوجه له أي تهديد، وينأى بمعاملته له عن العنف أو الاساءة. ويدور هذا المشهد بهدوء في مطبخ منزل سبير المخصص لقضاء العطلات على إحدى الجزر. كما يوافق على عدم إعلام زوجة تاجر العقارات بخيانة زوجها.

في النهاية، يضع الموت حداً لهذه المسألة. بعد وفاة زوجته، ترمي العائلة رمادها في البحر. وفي اللحظة الأكثر هدوءاً وسلاماً، يذهب مات لتناول الآيس كريم ومشاهدة التلفاز مع بناته. هذا المشهد الذي يستمر نحو 90 ثانيةً، شبه صامت، ويتضمن عائلة كينغ وهي جالسة أمام جهاز التلفزيون. وللمرة الأولى، على ما يبدو، تتبدّد رداءة الطقس العاصف.

للترجمة العربية اضغط على

The Descendants - Trailer

إعلان فيلم الأحفاد

blog comments powered by Disqus