المدوّنة

العودة الى القائمة

يعرض الآن في الدوحة: ذا دارك نايت رايزس

16 أغسطس 2012

بقلم أوليفر وود

الفيلم: ذا دارك نايت رايزس
إخراج: كريستوفر نولن
بطولة: كريستشن بايل، توم هاردي، آن هاثاواي، غاري أولدمان، مايكل كاين، جوزيف غوردون-لوفيت، ماريون كوتيار
النوع: أكشن، مغامرة، خيال علمي
مدة العرض: ١٦٥ دقيقة

إحدى أبرز المشاهد التي جاءت في فيلم “ذا دارك نايت” (فارس الظلام) عام 2008 كانت لعدو باتمان اللدود، الجوكر، وهو يشن اعتداءً إرهابياً على مدينة غوثام، مفجراً مستشفى. وفي هذا الجزء الذي ينتظره الجميع بفارغ الصبر، نرى الشرير باين وهو يمارس أفعالاً شريرة؛ فيقوم بتدمير نصف المدينة بكبسة زر واحدة.

هذا الفارق ما بين المشهديْن، يدل على تصعيد الأحداث.
يقدم لنا الجزء الثالث والأخير في هذه السلسلة من إخراج كريستوفر نولن، عدداً من الشخصيات يفوق الجزءين السابقيْن، كما يزيد من مدة العرض. كما أن هذا المخرج لا بد وأنه كان ينوي أن يعرض هذا الفيلم على شاشات أكبر (شاشة آيماكس) بعد أن أنجزه بشكل رائع وضمّنه الكثير من مشاهد الأكشن المثيرة، من أعماق مجاري الصرف الصحي للمدينة إلى أسطح أبراجها.

وفي هذا الفيلم أيضاً، يبدو أن الجوكر الذي لعب دوره الممثل الراحل هيث لدجر في الأجزاء السابقة كطفل أمام الشرير الضخم “باين” (توم هاردي)، إذا ما وقفا جنباً إلى جنب، كما أنه يحاول معالجة العديد من الأفكار الكبيرة. وتعكس هذه النزعة لتضخيم وزيادة حجم وخطورة الظروف، حجم ومدى التوقعات وانتظار الجمهور لصدور الفيلم بفارغ الصبر، أكثر من انتظار أي جمهور لأي فيلم آخر منذ الأزل.

هناك استثناء واحد لكل هذا التضخيم، وهو بروس واين (كريستيان بايل) نفسه. تبدأ القصة بعد أعوام ثمانية تلت الحدث الذي أرغم مدينة غوثام على الخضوع، ومرت الأعوام قاسية على الملياردير الذي اعتكف في بيته، في حالة من الضعف والوهن. لكن أفعال باين الشريرة تخرجه من عزلته بسرعة قياسية. وهكذا نراه وقد أسرع للمساعدة للمرة الأولى، أثناء عملية خطف لطائرة. ونرى في هذا الفيلم المذهل بعض الحيل الذكية التي تعلمها نولن أثناء إخراجه لفيلمه “إنسبشن”.

لكن وعلى الرغم من تسجيل باين نصراً أولياً على باتمان، لن يقنع ذلك الجمهور بعدم فاعلية باتمان. صحيح أن حجمه وقوته يبدوان غير قابلان للقهر، كما أن حيازته لخطة جهنمية أخطر من كل ما قامت به شخصية الجوكر في الأجزاء الماضية، غير أنه يفتقد لخصائص الأشرار الذين ابتكرهم نولن في الأجزاء السابقة بشكل قريب من الواقع، حيث أننا نجد أنه وفي فيلم باتمان بيغينز، تم استيحاء شخصية راس الغول التي لعبها الممثل ليام نيسون، كانت من شخصية أسامة بن لادن. ونجد أن الفيلم يحتوي على الكثير منن الحوارات المتقطعة.

لكن التركيز على باين أو حتى باتمان، يضر بالفيلم (لا سيما أن هذا الأخير الذي يغيب تقريباً عن الجزء النصفي للفيلم. يذكرنا هذا الفيلم بالملحمة الصامتة التي أنتجها فريتز لانغ “ميتروبوليس“، وهو قصة مدينة بأكملها، تحاول نقل صورة كيفية تحول الناس العاديين إلى أبطال.

يترنح الفيلم تحت ثقل شخصياته، لكن سرعان ما تعود كل الأمور إلى نصابها لتبدو أكثر منطقية، مشعلةً حرب إرادات. كل من غاري أولدمان ومايكل كاين كلاهما يلعبان على نحو يثت القصة. وهما أيضاً يلعبان دورراً في تحقيق بعض الحقائق. وعلى الرغم من أن آن هاثاواي تبدو وأنها الدخلية في المجموعة ، فإن جمالها وإثارتها يبرران مصادفتها لبعض المواقف التي تتكشف خلال الفيلم. قد نتوقع أن كريستيان بايل أن يكون على قوة مذهلة ، لكن يبدو أن الرحلة الملحمية التي قام بها وين تجعله بعيداً عن العودة إلى إمجاده السابقة. كل شخصية في الفيلم يدفع إلى تطوير القصة.

لقد تخلى الكثيرون عن مقارنة أفلام باتمان للمخرج، مع باقي أفلام الأبطال الخارقين. وفي الواقع هناك قواسم مشتركة كثيرة بينه وبين فيلم العراب وفيلم سبايدرمان العجيب. لكن المقارنة التي سيعاني منها هي مع الجزءين السابقين. فبعد ابتكار أبرع شخصية شريرة في تاريخ السينما،من الصعب ألا نفكر بأن شغف نولن تجاه هذا التضخيم الذي حصل في فيلمه، هو محاولة لملء الفراغ الذي أحدثه هيث لدجر بموته. ربما نشعر أنه غير مكتمل لكنه أضخم وأروع فيلم في أسطورة باتمان.

للترجمة العربية اضغط على

The Dark Knight Rises - Trailer

إعلان فيلم "ذا دارك نايت رايزس"

blog comments powered by Disqus