المدوّنة

العودة الى القائمة

يعرض الآن في الدوحة! : منزل آمن

23 فبراير 2012

بقلم برهان وزير، قسم الاعلام الجديد، مؤسسة الدوحة للأفلام

الفيلم: منزل آمن
إخراج: دانيال إسبينوزا
بطولة: دنزل واشنطن، راين راينولدز، فيرا فارميغا، براندن غليسون
مدة العرض: 115 دقيقة.

أمضى دنزل واشنطن الذي بلغ 57 عاماً في ديسمبر الماضي، عدداً من سنواته المهنية متنقلاً بين مشاهد التفجيرات وتبادل إطلاق النيران. أما فيلم “منزل آمن” فهو يشبه أفلامه الأخرى كـ “أنستوبيبل” (غير قابل للتوقف)، “كتاب إيلاي” و “اختطاف بلهام 1، 2، 3”. قد يعتقد عدد من أصدقائه أن هذا التخبط سببه أزمة مهنية. لكنه لا يزال يتمتّع باللياقة. ففي فيلمه “منزل آمن“، يلعب واشنطن دور توبين فروست عنصر سابق في وكالة الاستخبارات الأميركية. يقفز فوق أسطح المباني، ويتسابق من المدن إلى الضواحي بسيارته رباعية الدفع. يركض، يركل ويتصدّى لأي عدد من رجال العصابات. من المتعب مشاهدته يقوم بكل ذلك.

“منزل آمن” الذي أخرجه السويدي دانييل إسبينوزا ، هو آخر عمل له يضاف إلى قائمة أفلام التشويق والإثارة والمؤامرة، كأفلام مثل “وانتد” (مطلوب)، “شوتر” (القناص)، “فارس ونهار”- وقد يشكّل بديلاً ممتعاً عن الاجتماع الخارجي التقليدي للمصرفيين. تبدأ أحداث القصة، بسلسلة من المطاردات العنيفة والمثيرة، في كيب تاون حيث مات ويستون (رايان رينولدز)، مكلّف بحماية منزل آمن. نلتقي بفروست للمرة الأولى، حين يكون بعهدة عناصر في وكالة الاستخبارات الأميركية، يحاولون انتزاع معلومات منه من خلال التعذيب بالإغراق.ويبدو أن العاملين في الفيلم أغفلوا استشارة ضحايا لهذه الطريقة من التعذيب، فبدا واشنطن طيلة عملية التعذيب محافظاً على رباطة جأشه.

وابتداءً من هذا المشهد، تتسارع أحداث الفيلم، بعد تسلل مجموعة من المرتزقة المدججين بالسلاح إلى المبنى، بحثاً عن فروست. يقضي مسؤولون في الاستخبارات الأمريكية في هذا الاعتداء، فيما ينجو ويستون محاولاً نقل فروست إلى مكان آمن آخر. ننتقل في جولة سريعة في كيب تاون حيث يفقد ويستون أثر فروست خلال عملية تبادل لإطلاق النار في مباراة لكرة القدم، لنجده لاحقاً غارقاً في معركة بالأسلحة النارية في مدينة صفيح، متخلفة عمرانياً. لا يتسن للمشاهد التأمل في قطار الأنفاق البراق في مدينة كايب تاون. هناك بالطبع سبب لكل هذه التمارين الرياضية. فويستون، يخفي رقاقة تحت جلده تحتوي على أسماء عناصر فاسدة في الموساد، ووكالة الاستخبارات الأميركية والاستخبارات البريطانية، وهو يخطّط لبيع المعلومات لمن يدفع السعر الأعلى.

وإن كان كل ذلك يبدو كالمقبلات لفيلم جديد في سلسلة أفلام جايسون بورن، فالجدير ذكره أن المصوّر أوليفر وود كان قد عمل على الثلاثية التي كان بطلها الممثل مات دايمون. وفي هذا الفيلم، استخدم وود وإسبينوزا في هذا العمل كاميرات عدة تتمايل بين طلقات النيران، تصور مشاهد القتال عن قرب، لتبتعد وتصوّر المطاردات عن بعد. لا تأتي النتيجة فيلماً عشوائياً: فقد تميّز توقيت مشاهد الأكشن بالتشنّج، وبدا التسلسل الزمني لمشاهد القتال المأخوذة من مختلف الزوايا مدروساً ومتماسكاً. الفيلم الذي يبدو وكأن عاصفةً من الألوان هبّت عليه، رائع من الناحية البصرية.

وبعيداً عن الاستراحات البسيطة من المشاهد السريعة والعنيفة، لم يكن لدى واشنطن فرصةً كبيرة لتقديم آداء عميق. يتضح لنا لاحقاً أنه نجا ذات مرة، من عملية تفجير طائرة، نفّذتها وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية، ما أدى إلى مقتل زوجته وأولاده. ويحوله موت عائلته إلى عميل سري شرير. ثم ننتقل بسرعة من مأساة فروست إلى مشهد قتال بالأيدي. في المقابل، بدا رايان رينولدز كلاعب مبتدئ أمام زميله الممثل المخضرم واشنطن. سيطرت على انفعالاته طوال الفيلم ملامح القلق، ليس إلا. ولاشكّ أن عدداً لا يستهان به من المواهب شارك في إنجاز “منزل آمن“؛ لكن بعد ظهور شريط الأسماء في نهاية الفيلم، لاحظت القائمة الطويلة لأسماء ممثلي الخدع السينمائية (الدوبلير) ومصمميها. في النهاية، لم يكن الممثلون أكثر من ديكورات مسرحية، تم استخدامهم لكي يبدوا مصابين بطلقات نارية، مطعونين أو مخنوقين.

للترجمة العربية اضغط على

Safe House - Trailer

إعلان فيلم منزل آمن

blog comments powered by Disqus