المدوّنة

العودة الى القائمة

يعرض الآن في الدوحة: رد دون (الفجر الأحمر)

29 نوفمبر 2012

بقلم ألكسندر وود

إنه يوم عادي في أميركا. وكأي يوم، نرى فرق كرة القدم الأميركية تتواجه في الملاعب والملايين من الناس يعيشون حياتهم اليومية بسلام. صورة الحياة الهادئة هذه تبدو وكأنها نموذج مصغّر عن المعيشة هناك، والقصد منها بالطبع هو توليد شعور مزيّف بالأمان لدى المشاهد؛ شعور سيهتز حين تتعرض البلاد بأكملها إلى انقطاع في التيار الكهربائي. أي شرير قد يكون وراء هذه الخطة الشريرة وقطع جميع الأنوار؟ ليس من الصعب التكهّن في فيلم أميركي من هذا النوع. إنه اتحاد القوى ما بين كوريا الشمالية وروسيا، والذي سيبدأ بموجبه هبوط مظلي لقواتهما العسكرية بهدف اجتياح البلاد.

لحسن الحظ جد ايكهرت (كريس همسوورث) في إجازة من قوات المارينز، فيقدم على جمع عصابة من المقاتلين تطلق على نفسها اسم “وولفرينز”. تقوم هذه العصابة التي تضم شقيقه مات إيكهرت (جوش بيك) باتخاذ موقع دفاعي بينما تحاول شحذ قدراتها على مواجهة العدو وإستعادة مجد البلاد. إن كانت تبدو هذه القصة مألوفة، فلا بد أنكم شاهدتم فيلم “رد دون” الذي صدر عام 1984. تحتوي النسخة الجديدة على بعض المشاهد التي تعيد إلى ذاكرتنا الفيلم الأصلي بينما تنجح باستعادة بعض عناصر النسخة الأولى منذ 28 عاماً.

وعلى الرغم من ضآلة الفوارق ما بين هذا الفيلم وأفلام الأكشن العديدة الأخرى المعتادة، فلا بد من الاعتراف بأنه قادر على تلسية أي مشاهد يريد أن يشاهد معركة بين الخير (أميركا) والشر (روسيا، كوريا الشمالية)، أي تلك القصة القديمة قدم التاريخ. غير أن هذه المعركة تُخاض بواسطة التكنولوجيا الحديثة، و“أسلحة كهرومغناطيسية”:http://en.wikipedia.org/wiki/Electromagnetic_pulse قادرة على شل القوة الدفاعية العسكرية.

وتبدو الرسالة الكامنة في الفيلم واضحة للعيان بما أن أي قوات أجنبية لم تتمكن في السابق من اختراق الحدود الأميركية، مما يجعل من اعتداء أعداء أميركا القدماء أمراً مسليا.ً ففي هذه النسخة المجددة للفيلم، تم استبدال الكوبيين بالكوريين الشماليين (ليتماشى الفيلم مع المخاوف الراهنة من تصاعد قوة كوريا الشمالية النووية)، أما الشعور الذي كان سائداً خلال الحرب الباردة القديمة، فلا يزال ماثلاً في النسخة المجددة عبر القوات الروسية الخاصة التي تحاول إعاقة مقاومة عصابة “وولفرينز” ومحاولتها إعادة الأمل والحرية إلى أرضها.

أما بالنسبة للتصوير السينمائي فيخلو من القدرة على إظهار سحر أفلام الأكشن عالية الجودة التي شهدناها في السنوات القليلة الماضية (بورن، بوند). وبالانتقال إلى الموسيقى، لا بد من الاعتراف بأن اللحن الوحيد المؤثر هو لأغنية “أز لونغ أز آي كان سي ذا لايت” لفرقة سي سي آر التي تساهم في شحذ همم الثوار المقاومين ببعض من الروك أند روك الكلاسيكي. وبرغم أن معظم الشخصيات لا تظهر الكثير من المشاعر أو حتى الأداء الجيد، وحتى إن كنت تشاهد الفيلم لمجرد أنك تحب مشاهد الأكشن والتفجيرات ليس إلا، فيجب أن تطرح الكثير من علامات الاستفهام حولها.

وأخيراً لا بد من القول إن القصة غير قابلة للتصديق، لكن في النهاية إنه فيلم أكشن يمكن ضمه إلى قائمة الأفلام العادية التي تشاهدها وأنت تتناول البوب كورن، وليس أبداً عملاً سينمائياً استثنائياً. لذلك، إن كنت من معجبي الفيلم الأصلي، أو من هواة الهروب من الواقع عبر مشاهدة أي فيلم في السينما من وقت إلى آخر، اشتر لنفسك سلة من البوب كورن، أغلق صمامات دماغك، لا تفكر كثيراً واستمتع.

للترجمة العربية اضغط على

Red Dawn - Trailer

إعلان فيلم رد دون

blog comments powered by Disqus