المدوّنة

العودة الى القائمة

يعرض الآن في الدوحة: منتصف الليل في باريس

05 أبريل 2012

بقلم ريم صالح، قسم الاعلام الجديد، مؤسسة الدوحة للأفلام

الفيلم: منتصف الليل في باريس
إخراج:وودي آلن
بطولة: أوين ويلسون، راشيل ماك آدامز وكاثس بايتس
مدة العرض: 94 دقيقة

لا يزال وودي آلن، وعلى الرغم من بلوغه سن الرابعة والسبعين لا يتوانى عن ممارسة عمله السينمائي بوتيرة ناشطة. فقد أبقى على معدل إخراج فيلم واحد سنوياً، وتمكن من إنجاز 46 فيلماً منذ الستينات.

وقد فاز فيلمه الأخير الذي شهد عرضه الأول في مهرجان كان “منتصف الليل في باريس“، بجائزة أوسكار لأفضل سيناريو. وفي هذا الفيلم الذي أنجزه على شرف مدينة النور وعظماء الفن في حقبة العشرينات، نشعر وكأننا مدعوون إلى زيارة دماغ وودي آلن والانجراف مع الطريقة التي يرى بها العالم.

أما القصة فتبدأ حين يزور الكاتب السينمائي الهوليوودي الشهير جيل باندر (أوين ويلسون) باريس مع خطيبته المتغطرسة إينيز (راشيل ماك آدامز)، وعائلتها الغنية والمحافظة. يجد جيل في باريس مصدر وحي يلهمه أفكار روايته الأولى والتي تدور قصتها حول متجر أنتيكا، غير أن إينيز تجد هوايته تلك مجرد أحلام يقظة رومانسية، لا سيما حين يفصح عن رغبته في ترك عمله والانتقال للعيش في باريس. هذا لأن إينيز ترغب بالعيش في ماليبو بعد الزواج. لحسن الحظ، يرافق الثنائي صديق إينيز بول، رجل شبه مثقف، يتحدث بثقة دون أية رؤى حقيقية، لكن إينيز ترى فيه الرجل الذي تحب أن يكونه خطيبها.

في إحدى الليالي، وبينما جيل يجول في شوارع باريس وإينيز في ملهى راقص برفقة بول وزوجته، وفي منتصف الليل تماماً، تتوقف فجأة سيارة كلاسيكية، ويقوم ركابها الذين يرتدون أزياء تعود إلى حقبة العشرينات، بدعوة جيل لمرافقتهم إلى حفل. ينتقل معهم جيل إلى العشرينات، وهو زمن يعني له كثيراً. لكن في الليلة الأولى، يحاول أن يفهم ما يحصل معه، لا سيما حين يتعرف إلى الأسطورة أف سكوت فيتزجارلد وزوجته زيلدا، وإرنست همينغواي الذي يوافق على إطلاع جرترود شتاين على كتاب جيل. يلتقي جيل أيضاً ببيكاسو وبونويل ودالي وآخرين كثر.

هذا النوع من الحنين مألوف جداً في أعمال آلن. إن لم يكن يلعب الدور بنفسه، فإنه يجعل الممثل الأساسي ينطق بلسان حاله، وهو ما يفعله جيل بالضبط. فالحوار يعبر تماماً عن طريقة تفكير وودي آلن.

هذا الفيلم أيضاً تحية واضحة لمدينة باريس والسينما الأوروبية. صحيح أن جيل يجد نفسه بمواجهة العالم، وأهل خطيبته الذين يصعب إرضاؤهم، وخطيبته التي لا يجد منها أي تشجيع، وشبه المثقفين والمدعين أمثال بول، لكن هذا كله في النهاية ليس إلا دائرة يسهل الخروج منها والتخلي عنها. الجدير ذكره أن وودي آلن، وخلال مسيرته الفنية، لطالما كان ضد من يدعون معرفة الكثير. لذا يقوم بتسخيفهم في هذا الفيلم.

في الوقت ذاته، نجد أن هذا الحنين الذي يشعر به جيل، يساعده على الخروج من حالة النكران التي يعيشها في علاقته. فهي تصفي ذهنه. يستدرك فجأةً أن ليس ثمة ما يجمعه بإينيز. وفي المقابل، يتشبث بكل الفصول الرائعة التي يقابلها أثناء تجربته المذهلة في باريس.

إنه الفيلم الثاني هذا العام الذي ينقلنا إلى شوارع باريس القديمة. هناك أيضاً فيلم “هيوغو” الذي أخرجه مارتن سكورسيزي والذي يمتلئ بالحنين ذاته المستمد من الفن، لكن لا يخفى أن كلا الفيلمان يسيران في اتجاه مختلف. فآلن يظهر احتراماً تجاه الأسلوب السينمائي القديم وفنانيه المفضلين، أما فيلم سكورسيزي فهو يثني على جورج ميلياس، السينمائي الفرنسي الرائد. وكلاهما يضمنان أفلامهما إشارات إلى قدرة السينما على تغيير حياتنا.

إنه فيلم ممتع جداً، يتضمن معلومات ذكية عن مثقفي الحقبات الماضية، فلقد كان تصويرهم واقعي جداً. كما أنه فكاهي بشكل كبير.

للترجمة العربية اضغط على

Midnight In Paris - Trailer

منتصف الليل في باريس

blog comments powered by Disqus