المدوّنة

العودة الى القائمة

يعرض الآن في الدوحة: البؤساء

03 يناير 2013

بقلم كمام محمد المعاضيد

سيحظى جمهور الدوحة هذا الأسبوع بفرصة الإستمتاع بالرواية الفرنسية الكلاسيكية “البؤساء” عندما تعرض على الشاشة الكبيرة في فيلم سينمائي رائع. تبدأ أحداث الفيلم في عام 1815 مع إطلاق سراح المحكوم السابق جان فالجان (هيو جاكمان) بعد أن قضى 20 سنة في السجن بسبب سرقته لرغيف خبز. يرى فالجان في سراحه فرصة ثانية في الحياة، لكن القانون الفرنسي يوجب عليه أن يبقى تحت الإفراج المشروط. في المقابل، يرفض فالجان أن يبقى عبداً ويتحدى الفوارق الطبقية الإجتماعية المفروضة. تبتسم له الحياة من جديد، لكن هذا الشعور لا يدوم عندما يجده الشرطي المتغطرس جافرت (راسل كرو) ويبدأ بمطاردته. كان فالجان على وشك الإستسلام عندما تدخل فانتين (آن هاثواي) إلى حياته وتترك على سرير موتها طفلة اسمها كوزيت (إيزابيل ألين / أماندا سيفريد). يحتار فيلجان بحبه لهذه الطفلة ويعاود الهروب مرة أخرى. بعد مرور السنوات، يلتقي فالجان بجافرت وسط ثورة جديدة حيث تكون مصائرهما محددة سلفاً.

يفتتح الفيلم بالأغنية المسرحية “لوك داون” (أنظر إلى أسفل) التي تمهد للملحمة الروائية وتحضر المشاهد لبقية الفيلم. تقدم الموسيقى والصور السينمائية الأحداث الساحرة وتؤكد أهمية البيئة على الطابع الإجمالي العام للقصة. مشهد تلو آخر، يحملنا الفيلم إلى مناظر متعددة من السفن العملاقة إلى الجبال الخضراء الشاهقة والشوارع الفقيرة في فرنسا، ويقودنا أخيراً إلى متاريس الثورة. تعبر القصة عن شعور وأحاسيس الشخصيات وتوفر للجمهور فهماً أعمق لعواطف وأفكار هذه الشخصيات. يتغير لون البيئة المحيطة بالمشاهد ليعكس شعور كل شخصية، فعندما يتسلل اليأس يهيمن اللون الرمادي وعندما تعود السعادة تبرق الأضواء المبهجة.

الفيلم مستوحى من رواية نشرت في عام 1862 للأديب فيكتور هوجو . إنه تصوير لأحداث تاريخية وحالة الشعب بعد الثورة الفرنسية في عام 1789. يثور أناس تلك الحقبة مرة أخرى بعدما سئموا البرد القارس والجوع والموت تحت المطر، فقد احتاج الأمر الكثير من الوقت للنهوض والثورة. في المقابل، عندما يدرك الشعب أن ليس لديه ما يخسره، تصبح فكرة القتال والموت ثمناً منطقياً للحرية. إنه شعور نرتبط به تماماً في العالم العربي بعد اندلاع الثورات والتعامل مع نتائجها حالياً.

الثورة هي أحد الأفكار الرئيسية في الفيلم، لكنها تنصهر في فكرة الخلاص التي تعبر عنها رحلة فالجان. على المقلب الآخر، يواجه جافرت صراعاً شخصياً حيث عليه أن يقرر بين الصح والخطأ، ويقع في صراع بين الأمرين.

من حيث الأداء، يضم الفيلم ممثلين بارعين. آن هاثواي تسحر الجمهور بأدائها المؤثر في “حلمت حلماً” وتعكس ببراعة تعاسة وطبيعة شخصية فانتين. يتابع الجمهور تطورها في التمثيل عاماً بعد آخر ويعد هذا الدور ترشيحها لجائزة أوسكار.

إيزابيل ألين ودورها في كوزيت الصغيرة لا يمكن أن يفوت، بينما يعبّر هيو جاكمان وراسل كرو عن الصراع المعقد في شخصياتهما بمنتهى البراعة. يبرز الفيلم أيضاً الموهوبة هيلينا بونام كارتر في دورها مادام ثينرادييه التي تقدم أداءاً رائعاً في شخصيتها الشريرة.

لا تفوتوا هذه التحفة الفنية التي تعرض الكثير من الحزن والمأساة. رُشّح الفيلم لأربع جوائز غولدن غلوب وفاز بجائزة “فيلم العام” في جوائز معهد الفيلم الأمريكي، وسيشق بالتأكيد طريقه بقوة إلى جوائز الأوسكار.

للترجمة العربية اضغط على

'Les Misérables' Trailer

إعلان فيلم 'البؤساء'

blog comments powered by Disqus