المدوّنة

العودة الى القائمة

يعرض الآن في الدوحة: جون كارتر

11 مارس 2012

بقلم بن روبنسون، مؤسسة الدوحة للأفلام

إخراج: أندرو ستانتون
بطولة” تايلور كيتش، ويلام دافو، مارك سترونغ
المدة: 132 دقيقة

بدأت عجلة الأفلام الضخمة الناجحة بالتحرك في هوليوود بعد موسم شتاء هادئ. ويبدو فيلم “جون كارتر” وكأنه طبق مفضلات على مأدبة السينما للعام 2012، والتي تتضمن أيضاً “المنتقمون“، “رجل العنكبوت المذهل“، و“ذا دارك نايت رايزس”. كما أن شركة ديزني لم تدخر أموالاً لفيلمها الملحمي الأخير ذو الأبعاد الثلاثية – فأعطت المخرج أندرو ستانتون (مخرج أفلام “وول-إي” و“العثور على نيمو”) ميزانيةً قدرها 250 مليون دولار ليلعب بها؛ فولدت سلسلة جديدة من أقدم ما ظهر في مدرسة الخيال العلمي. ظهر البطل جون كارتر عام 1912، وصار نموذجاً في سينما الخيال العلمي على مدى دهر كامل؟ فهناك العديد من أفلامنا المفضلة، ومنها “حرب النجوم” و“أفاتار“، اقتبست كثيراً من روايات “جون كارتر” للكاتب رايس بورو. لذا، إن شعرتم بأن هذا الفيلم مستعمل قليلاً، صرتم تعلمون السبب.

بطلنا جون كارتر (الذي يلعب دوره النجم الصاعد تايلور كيتش، الذي سنراه قريباً في فيلم “السفينة الحربية” (باتل شيب)“، هو جندي متمرّد من الغرب الأميركي القديم. نراه يتحوّل بسرعة إلى بطل يستمرّ في الهرب من محاولات القبض عليه، متفوقاً بذكائه على أعدائه. وبعد محاولة هرب مثيرة من السجن، يصادف كارتر مركبة فضائية قديمة تحمله إلى أراضي المعارك العنيفة على كوكب المريخ، مباشرةً إلى خضم حرب أهلية. وكما في فيلم “أفاتار“، تبدأ مغامرة كارتر حين يتواجه مع المخلوقات الفضائية – الثاركس (ويقودهم ويلام دافو بصوت غريب وشكل مصمم عبر الكمبيوتر)، الذين يواجهون خطر تدمير كوكبهم من قبل قوى شريرة. تلك المشاهد على كوكب المريخ، أو كما يدعوه قاطنوه “بارسوم” ممتعة جداً، لا سيما أن بطلنا يواجه عملية التأقلم مع التغيير في الجاذبية، ومحاولة التفوق على شعب الثاركس.

وبعد بداية فاترة، يدرك الثاركس أن جون كارتر لا يشكّل خطراً عليهم – يجيد استخدام السيف والقتال، ويمكنه القفز لمسافات طويلة من دون استخدام الترامبولين. أما في مكان آخر على كوكب المريخ، فهناك قبيلتان في حرب – الزودانغانز (يقودهم دومينيك وست) والهيليومايتس، ويقودهم شارن هيندز – للحصول على السيادة. ومن المؤكد أنه علينا تقبّل أمر واحد حين نشاهد فيلم خيال علمي أو فانتازيا، وهو الاستخدام الالزامي للأسامي السخيفة. لا يمكننا فعل شيء حيال ذلك.

وكما هي الحال في كل الأساطير، دائماً هناك الأميرة الفاتنة الموجودة كي يُغرم بها البطل – الجريئة ديجا توريس، التي تلعب دورها بذكورية أنيقة الممثلة لين كولينز. ولزيادة الأمور سوءاً، هناك شخصية ماتاي شانغ (مارك سترونغ) الذي يتسبّب بالكثير من الازعاج في محاولته إفراغ الكوكب من الطاقة.

هل تاه تركيزكم أو ليس بعد؟ على الرغم من أنه يبدو فيلماً معقداً، فهو يسير على وتيرة متناسقة ومناسبة، كما يتضمن مشاهد معارك حابسة للأنفاس. لسوء الحظ، علينا الانتظار لمدة ساعة تقريباً حتى تبدأ المواد الجيدة بالظهور، مما قد يتسبّب بخروج قسم من المشاهدين الصغار من قاعة السينما (لا سيما أولئك الذين لا يملكون تركيزاً قوياً ودائمو النظر إلى هواتف البلاكبيري). كما أني شعرت بخيبة أمل بعد أن أدركت أن التصاميم في الفيلم مقتبسة من أفلام “ستارغايت“، و“عودة الجدي“، و“رعاة بقر ومخلوقات فضائية”.

أما ملاحظتي التالية، فقد لا يكون صناع الفيلم مسؤولين عنها. فالمشاهد ثلاثية الأبعاد قاتمة بشكل ملحوظ، بسبب استخدام إضاءة لا تناسب النظارات المخصصة للأبعاد الثلاثية. كان ذلك مزعجاً بشدة، حيث أني شعرت تقريباً طوال الوقت أني كنت أشاهد الفيلم عبر طبقة كثيفة من الضباب.

على الرغم من هذه الملاحظات، خرجت من فيلم “جون كارتر“، غير شاعر بخيبة الأمل التي شعرت بها العام الماضي حين شاهدت فيلميْ “ساكر بانش“، و“الفانوس الأخضر“، التي تشعرك بذات الشعور الذي يتولّد لديك بعد تناول وجبة الهابي ميل في مطعم ماكدونالدز.

من المؤسف جداً أن الفيلم لم يأتِ بجديد، وكل ما دار فيه كنا شاهدناه مسبقاً في أفلام أخرى، على الرغم من أن قصة “جون كارتر” أصلية وغير مقلدة، وهي ما منحت أفلام “حرب النجوم” و“أفاتار” الحياة والنجاح. يتضمن هذا الفيلم الكثير من المتعة، وبغض النظر عن تقنية الأبعاد الثلاثية التعيسة فيه، أعتقد أنني كنت سأنجرف معه حتى النهاية.

للترجمة العربية اضغط على

John Carter - Trailer

إعلان فيلم جون كارتر

blog comments powered by Disqus