المدوّنة

العودة الى القائمة

يعرض الآن في الدوحة: جاك ريتشر

20 ديسمبر 2012

بقلم ألكسندر وود

رجل متشرد بلا مأوى يتجول في الشوارع، كل ما بحوزته الملابس التي يرتديها وبعض الدولارات وتدريبه العسكري العالي الذي يستخدمه لردّ الأعداء وتقويم سلوكياتهم نحو الأفضل. اسمه جاك ريتشر (توم كروز)، وهو شخص يمكنه أن يجدك في لحظات ولكنه يختفي تماماً عندما يتبعه شخص ما أو خطر محدّق. ينخرط ريتشر بالمعارك تماماً، ودائماً ما يظهر لتعديل كفة النهايات الخاسرة والتأكد من إحقاق العدالة. بار (جوزيف سيكورا) عسكري سابق وقناص، قتل خمسة أشخاص وهو محتجز الآن عند الشرطة. في فرصة أخيرة لإنقاذ نفسه من الموت، يكتب بار اسم ريتشر في مفكرة لعلمه بأنه الشخص الوحيد الذي يمكن أن ينقذه من حكم الإعدام.

يبدأ الفيلم بمشهد لرجل يصنع الرصاص ولقطات لأنحاء المدينة وشاحنة صغيرة بيضاء تدخل في موقف سيارات. العناصر البصرية محدودة بالأشخاص أو الأشياء: ممشط رصاص المسدس، قطعة نقود معدنية تدخل في عداد موقف السيارات، أقدام شخص تخرج من السيارة. يفتتح الفيلم بمقطع من الألغاز البصرية بأسلوب واضح، ليترك للمشاهد جمع معنى كل عنصر. البداية بسيطة، حيث يحدد الفيلم الإيقاع منذ البداية فيعطي المشاهد معلومات داخلية عن الهوية الحقيقية لمطلق النار. بما أن طوم كروز هو الشخصية الرئيسية في الفيلم، يصبح من يتوقع بأن يبدأ الفيلم بإطلاق الرصاص وطرح الأسئلة لاحقاً، ولكن من المدهش أن هذا الفيلم مختلف.

يلعب كروز دور البطل المتردد، حيث لا ينخرط كثيراً في مشاهد الحركة والقتال المبالغ فيها كتلك التي ظهر فيها في سلسلة أفلام ‘مهمة مستحيلة’. ولكنه يمثل دور بطل ذو شخصية رقيقة، متردد كثيراً في ممارسة العنف مظهراً أخلاق عالية وقدرة على ضبط النفس ليتحكم بتصرفاته بشكل كبير. ويظهر هذا النمط الحاد والنظيف، الذي لم يكن في الحسبان، في الفيلم من البداية إلى النهاية.

يبدو الحوار والسرد كأنهما من العقود السابقة في فترة الأفلام الأبيض والأسود حيث المغامرات التحرّية في عالم الجريمة من أجل إنقاذ امرأة في خطر. وهذا الفيلم يقدم نمط قصة كلاسيكية في عالم الجريمة ويسير بها حتى النهاية. من خلال واحد من المشاهد الأولى في المستشفى، يتمكن المشاهد من الإحساس بالمزاح واللغة الحادة والشخصية الهادئة المشابهة للمحققين في الأفلام الكلاسيكية مثل ‘الصقر المالطي’ (ذا مالتيز فالكون) أو الإقتباسات الحديثة لفيلم الجريمة مثل ‘بريك’ . قدمت رواية لي تشايلد ‘طلقة واحدة’) (ون شوت) العناصر الرئيسية في الفيلم، وبما أن الكاتب باع أكثر من 40 مليون نسخة من هذه الرواية، فيجب أن يحظى أسلوبه الأدبي بالإقبال نفسه عندما ينتقل العمل إلى الشاشة الكبيرة.

يتعاون ريتشر مع هيلين (روزاموند بايك) محامية بار، ويوجهها خلال التحقيق في حين يبقى دائماً متقدماً عليها في المعلومات. تتطور هذه العلاقة خلال الفيلم وتقدم العديد من الفواصل الطريفة التي تدعم أسلوب أفلام الجريمة الكلاسيكية الروائية، التي غالباً ما تدور حول امرأة وتقعة في مشاكل تستعين بمحقق محنك. لا تتبنى هيلين دور المرأة المثيرة اللعوب وشخصيتها خلال الفيلم ضعيفة إلى حدّ ما. في المقابل، تصبح المحامية التي تتطلع لتحقيق التغيير أطثر تعقيداً مع تطور الأحداث وتكشف التفاصيل، ويُظهر المشهد الأخير من الفيلم تحولها إلى شخصية أكثر واقعية قادرة على تحدي النظام وتأمل إنقاذ موكلها.

بشكل عام، الفيلم ليس كما تتوقع، هو مزيج من فيلم الجريمة الكلاسيكي والحركة الحديثة وروح الدعابة المسلية التي تجعل تجربة مشاهدته أمراً ممتعاً ومثيراً.

للترجمة العربية اضغط على

'Jack Reacher' Trailer

إعلان فيلم 'جاك ريتشر'

blog comments powered by Disqus