بقلم جايمس روسن، قسم الإعلام الجديد، مؤسسة الدوحة للأفلام

الفيلم: “كونتراباند” (التهريب)
إخراج: بالتاسار كورماكور
بطولة: مارك والبرغ، جيوفاني ريبيسي، بن فوستر
مدة العرض: 110 دقائق

لا شكّ في أن الفيلم الذي يُفتتح بمشهد يظهر فيه مارك ولبرغ المتقاعد حديثاً من حياة الجرائم الدولية والعمليات المشبوهة، والذي يعمل في شركة أسسها بنفسه لتركيب أجهزة الانذار، يدفعنا إلى التخمين بأنه لن يمضي الدقائق المائة المتبقية في ضبط كاميرات المراقبة، أو تقديم النصائح بشأن النوعية الأنسب لأقفال الحديقة المنزلية. وأنتم على حق، فالفيلم تضمن قليلاً من المفاجآت التي جعلته مسلياً لكن سريع النسيان، وقد بدأ عرضه في الدوحة هذا الأسبوع.

يعيش “كريس فاراداي” (مارك ولبرغ) حياةً هادئة، تاركاً وراءه عالم تهريب المخدرات والسيارات والعملات الذي كان غارقاً فيه، بعد قراره ببدء حياة جديدة، إنشاء شركته الخاصة والاستقرار مع زوجته الجميلة كايت (كايت باكينسال) وابنيْه. ولسوء حظ عائلة فاراداي، يتورّط أندي شقيق كايت الأصغر، بسبب عملية تهريب فاشلة، ما يرتّب على كريس دفع تعويض مالي لزعيم عصابة التهريب “تيم بريجز” (جيوفاني ريبيسي)، العازم على استرداد ماله مهما بلغ الثمن. ولسداد دين “أندي“، وإنقاذ عائلته من الموت المحتّم الذي يحوم فوق رؤوسهم، يجد “كريس” نفسه مضطراً لتنفيذ عملية أخيرة. وما هو أفضل من باناما؟ حيث تنتظره عشرة ملايين دولار مزوّرة لنقلها إلى أميركا على متن سفينة شحن دولية. يجمع “كريس” فريق عمل متنوّع، ويغادر مؤتمناً صديقه القريب “سيباستيان” (بن فوستر) على عائلته.

وبينما يجول كريس في أميركا الوسطى، يغرق في مستنقع الأحداث التي لا تتراجع هوليوود عن تقديمها في كل الأفلام التي تتناول موضوع “المهمة الأخيرة”. ومن رئيس عصابة الجريمة (دييغو لونا)، إلى قوات الشرطة المحلية، كل الأحداث التي تجرى جنوبي قناة باناما تبدو ممتعة، إن كنتم من محبي هذه النوعية من الأفلام، إلاّ أنها ستبدو مملة ومكرّرة بالنسبة لمن يبحثون عن مزيد من الأكشن والاثارة.

لعّل أفضل مشاهد الفيلم، تلك التي جمعت الممثلين الرائعين المحيطين بـ “والبرغ” والذين بقي معظمهم في أميركا. يحاول “جيوفاني ريبيسي“، (المعروف بتجسيده دور شقيق “فيبي” في مسلسل “فراندز”) الحصول على جزء من كعكة الصفقة بأي ثمن، إلى جانب عزمه على رعاية ابنته وحمايتها من مخاطر مهنته. أمّا “بن فوستر” (الجدير بالثناء والمتابعة، و الذي يستحق أن يلعب أدواراً أكبر)، فقد تجلّى أداؤه في ازدواجية شخصية “سيباستيان” الذي يكافح عقدة دفينة بسبب صديقه المتزوج من امرأة جميلة ويعيش حياةً سعيدة. هذه الحبكات الفرعية التي يتكوّن منها الفيلم تدفعكم لتمني لو أن النص اقتطع شخصيى ولبرغ المزدوجة وركّز أكثر على تفاصيل طبيعة العلاقة التي تربطه بالمحيطين به، لكن هذه هي هوليوود في النهاية.

تصدّر “كونتراباند” شباك التذاكر في الولايات المتحدة الأميركية، وأتوقع له الاستمرار في تحقيق إيرادات مرتفعة حول العالم. وذلك يعود إلى أن شهر يناير تقلّ فيه الاصدارات السينمائية، بعد نوفبمر وديسمبر، شهري المهرجانات والجوائز. فقط لا تتوقعوا أن يعلق شيء من الفيلم في ذاكرتكم بعد الخروج من العرض.