المدوّنة

العودة الى القائمة

يعرض الآن في الدوحة! : أتاك ذا بلوك (هاجم المربع السكني)

12 يناير 2012

بقلم جايمي ريوردان، قسم الاعلام الجديد، مؤسسة الدوحة للأفلام

الفيلم: أتاك ذا بلوك (هاجم المربع السكني)
إخراج: جو كورنيش
بطولة: جون بوييغا، جودي ويتاكر
العام: 2011
مدة العرض: 88 دقيقة

يقدم إلينا منتجو فيلم “شون أوف ذا ديد“، الانتاج الجديد “أتاك ذا بلوك” (هاجم المربع السكني)، وهو فيلم خيال علمي كوميدي، يضع مخلوقات فضائية عنيفة في مواجهة مع أقوى خط دفاع على وجه الأرض، مكوّن من مجموعة مراهقين من حملة السكاكين، والذين يقطنون أحد الأحياء القاسية التي تقع في جنوب مدينة لندن، ويغلب على مظهرهم الخارجي الطابع الشوارعي العدواني.

وتبدأ أحداث هذه الكوميديا البريطانية السوداء في حي فقير من المدينة، حيث نشاهد “موزيس” (جون بوييغا) وعصابته وهم يسطون على امرأة بريئة، سام (جودي ويتاكر) تحت تهديد السكين. لا يخفى أن هؤلاء المراهقين هم أسوأ كابوس يعيشه الحي، لا سيما وأنهم يتعرضون لضحايا ضعفاء، لكنهم سرعان ما يصبحون ضحية مخلوقات فضائية تتساقط من السماء على أشكال وحوش على هيئة كلاب سوداء شرسة. وعلى حد تعبير أحد أعضاء هذه الزمرة: “سوادهم يفوق سواد بشرة ابنة عمي فيمي”.

استوحى الكاتب والمخرج “جو كورنيش” قصته من تجربته الشخصية في حادثة سطو في حي بريكستون بلندن. وقد أغنى الكاتب فيلمه بتفهمه طبيعة المراهقين المحرومين، مما ساهم في تأليف شخصيات هذه القصة، الذين وإن صدف أن قابلوا شخصيات فيلم “ذا غونيز” الذي أنتج عام 1985، لكانوا أشبعوهم ضرباً، سرقوا دراجاتهم، واستولوا على ألواح الشوكولاتة التي بحوزتهم. أما استخدام لغة الشارع، فقد وُظف بقصد استقطاب الجمهور، وبرز ذلك جلياً حين وردت عبارة “أريد العودة إلى المنزل، وإغلاق باب الغرفة ولعب الفيفا”. والمقصود هنا استمالة جمهور المدمنين على لعبة البلاي ستايشن. بعد ذلك، ننسى سريعاً أن “موزيس” وعصابته قد يقدمون على بيع جداتهم مقابل بعض الفكّة، لو لم يُستهدفوا من قبل وحوش القادمة من الفضاء الخارجي.

لا شكّ في أن “كورنيش” أراد صناعة فيلم يحاكي الوعي الاجتماعي، مصوراً أحداثه في منطقة بائسة من بريطانيا، الأمر الذي أضاء على مجتمع لم يُعط الفئات الأقل حظاً بصيص أمل لحياة أفضل. ومن الجدير ذكره، أن هذا الفيلم عُرض في بريطانيا قبل اندلاع أعمال الشغب في لندن بأشهر قليلة، ما بدا وكأنه رسالة استياء تعبّر عما يختلج في نفوس شبان لندن. وعلى الرغم من أن أعمال الشغب لم ترفع راية العدالة، إلا أنها شكلت نذيراً للسياسيين والمجتمع على حد سواء، بوجود مشاكل عميقة متأصلة في بعض فئات المجتمع البريطاني.

شكّل فيلم “أتاك ذي بلوك” (هاجم المربع السكني)، ومن دون قصد، رسالة اجتماعية إصلاحية غنيّة بالمواقف الكوميدية. كثيرةٌ هي الإيحاءات التي ذكرتنا بأفلام الخيال العلمي للمراهقين، مركزةً بشكل مباشر على فيلمي “غريملينز” و “كريترز“، لكن الفارق يكمن في السلوك البريء لأطفال الأفلام الأميركية، على خلاف هذا الفيلم الذي يصوّر لنا “إرهابيين صغار” وهم يصرخون “اقتلوهم، اقتلوهم حالاً”.

صُبغ الفيلم بصدقية لافتة نتيجة الاستعانة بممثلين عديمي الخبرة، تم اكتشاف موهبتهم من مدارسهم أو من خلال تجارب الأداء التي خضعوا لها عبر موقع الإنترنت، ما عزّز نسبة الأداء العفوي الممزوج بقلة الخبرة (وظهروا كطلاّب طردوا من المدرسة نتيجة شغبهم المتواصل). أمّا “جودي ويتاكر” فلعبت ببراعة شخصية الممرضة ذات الراتب المتواضع، والتي كانت أولى ضحايا العصابة، قبل انضمام العصابة إليها لمواجهة المخلوقات الغازية. من جهته، أضاف نيك فروست الفكاهة، من خلال شخصية تاجر المخدرات الكسول الذي لا يخرج أبداً من شقته.

تصوير المخلوقات الغازية على شكل فقاعات سوداء بأسنان متوهجة، يشير إلى بساطة المؤثرات المستخدمة، ما دفعني إلى الشكّ بأن السبب ربما يعود لتخصيص ميزانية ضعيفة في هذا المجال. إلا أنني أصر على وضع الفيلم في خانة الأفلام الكوميدية التي تهدف إلى إضحاك المشاهد على مدى 88 دقيقة. فيلم “أتاك ذا بلوك” (هاجم المربع السكني)، سيعشقه المراهقون، وكل الراشدين الذين لم يعيشوا فترة شبابهم بشكل ممتع. قد تفوتك بعض المشاهد الكوميدية إن لم تكن ملماً ببعض المفردات البريطانية الشعبية التي وردت في الفيلم، على عكس فيلم “شون أوف ذا ديد” الذي كان موجهاً لجمهور أوسع. إلا أنه من المؤكد أن الفيلم سينال إعجابكم إن كنتم من محبي هذه النوعية من الأفلام، إن استطعتم بالطبع فهم بعض المصطلحات البريطانية الشعبية.

للترجمة العربية اضغط على

Attack The Block - Trailer

إعلان فيلم أتاك ذا بلوك

blog comments powered by Disqus