المدوّنة

العودة الى القائمة

يعرض الآن في الدوحة: آنا كارينينا

06 ديسمبر 2012

بقلم كمام المعاضيد

يبدأ عرض الفيلم المقتبس عن الرواية الكلاسيكية للأديب الروسي الشهير ليو تولستوي آنا كارينينا في صالات الدوحة هذا الأسبوع، يشارك فيه فريق كامل من الممثلين الذين سبق لهم وأن ترشحوا لجوائز أوسكار. تبدأ القصة في العام 1874، حين تلتقي آنا (كيرا نايتلي) التابعة للطبقة الأرستقراطية، الكونت فرونسكي (آرون تايلور- جونسون) في حفل راقص مهيب. تبدأ بينهما قصة حب تدفع بآنا لأن تقع في حيرة ما بين حبيبها وزوجها كارينين (جود لو)، حيث عليها أن تختار ما بين الحب والواجب. في الوقت ذاته، يلقي الفيلم الضوء على كونستانتين لوفين (دومنول غليسون) أحد الارستقراطيين أصحاب الأراضي، الذي يرغب بحب الأميرة الشابة إيكاترينا “كيتي” (أليشا فيكاندر)؛ لكنها ستكون رحلة مليئة بالخطايا، والعفاف والشغف ومشاعر الحب النقية.

لا يخفى علينا أن هذا الفيلم مصنوع بأسلوب مسرحي، لا سيما وأن المخرج جو رايت (من أعماله: أتونمنت ، كبرياء وتحامل) واجه تحدي إخراج هذه الرواية الروسية الكلاسيكية إلى الحياة بطريقة مختلفة كلياً. فنجد أن معظم مشاهد الفيلم تتم على خشبة مسرح، تتغيّر بتغيّر المشاهد. أما سرعة إيقاع تغيّر المسرح فتبدو رمزيةً نوعاً ما، وكأنها تمثّل الطريقة التي تدفعنا العادات والتقاليد الاجتماعية بها إلى أن نكون ممثلين وممثلات، نعيش وننفذ فصول سيناريو مكتوب لنا مسبقاً. في بادىء الأمر، ستشعر بالغرابة كون الفيلم مصنوع بهذه الطريقة، لكن حالما تسمح لنغمة المسرح أن تغوص بك في أعماق القصة، ستشعر بالمتعة. تدفعك طريقة التعبير السينمائي هذه إلى التركيز على الروتين الاجتماعي، وستثير فضولك رؤية آنا وهي تخرق هذا الايقاع. كما لا يخفى علينا أن استخدام المسرح في هذا الفيلم، يعكس صورة روسيا. الجانب المضيء وكثير الألوان يرمز إلى المجتمع الروسي البرّاق وثقافته، أما الجانب المظلم من الكواليس فيرمز إلى ثغرات هذه الأمة.

ويساهم الممثلون في إضفاء المزيد من الحياة على قصة الفيلم، فتعود كيرا نايتلي للعمل مجدداً مع جو رايت بعد فيملي “أتونمنت” و“كبرياء وتحامل“، لتقدم لنا أداءً مميزاً آخر؛ أداءً يبرز جوهر شخصية آنا المضطربة. وتذهب بك روعة هذا الأداء إلى التساؤل عم كنت ستفعله لو كانت لك مثل ظروفها؟ أيضاً جود لو يبرع في دور كارينين، وزير ورجل رزين، يحترم العادات والقوانين. نراه رجلاً هادئاً، يعبّر عن عواطفه من خلال تعابير وجهه ولغة الجسد.

يرافق هذه المشاهد المسرحية وأداء الممثلين ويزيد من حدّتها موسيقى قصد بها المؤلف داريو ماريانيلي (في فور فنديتا ، “أتونمنت” و“كبرياء وتحامل”) أن يسحر بها المشاهد عبر إضافة نكهة روسية تشعرك بتوقف الزمن، لا سيما حين يرقص على أنغامها سوياً، آنا وفرونسكي. أما بالنسبة للأزياء، فهي معبّرة جداً عن المجتمع الروسي في ذلك الوقت، فنرى أمام أعيننا التاريخ الروسي وقد عاد للحياة مجدداً في فيلم هوليوودي بديع.

وعلى الرغم من أن القصة خيالية، نشعر برنّة صدق تجاه المواضيع المطروحة من نفاق، وحب، وتقاليد اجتماعية وخيانة. نلاحظ أيضاً تصاعد شرارة الثورة في خلفية الأحداث، حيث أنها تجري قبل 40 عاماً من انطلاق الثورة الروسية ونهاية الأرستقراطية. بشكل عام، إنه عمل سينمائي ممتاز ولا يجب أن تفوتكم مشاهدته.

للترجمة العربية اضغط على

Anna Karenina - Trailer

إعلان فيلم آنا كارينينا

blog comments powered by Disqus