المدوّنة

العودة الى القائمة

يعرض الآن في الدوحة!: يوم مناسب لموت قاسٍ

14 فبراير 2013

بقلم ألكسندر وود

ترجمة عروبة حسين

روسيا الأم في هذا الفيلم هي ذلك المكان البارد والعدو الذي يحمي أكثر المجرمين وحشيةً ممن تحوّلوا إلى سياسيين، بينما يندسّ في ظلمات هذا المجتمع بموسكو عميل الاستخبارات المركزية الأميركية الشاب جاك ماكلاين (جاي كورتني) للعمل على منع سرقة أسلحة نووية.
في تلك الأثناء، يتلقّى جون ماكلاين (بروس ويليس) في أمريكا، أنباءً أن ابنه جاك متورّط في بعض المتاعب في الخارج، فيسرع لركوب أول طائرة لإنقاذ ابنه المجحد هذا. لكن الأب وابنه لا يدركان أن علاقتهما سوف تتوطّد وسط سيل الرصاص، ومطاردات السيارات والمهام التي عليهم تنفيذها في تشرنوبيل.

لا بد من الملاحظة أن أحداث هذا الجزء المكمّل لسلسلة أفلام داي هارد تجري في مشهد مختلف تماماً؛ مشهد يشمل مستوىً أقل من القيود الاجتماية، والمزيد من الأسلحة الأوتوماتيكية وعدد لا يحصى من المعارك مع طوافات مي-24 الروسية. وللتوكيد على تغيير موقع الأحداث، يتم اللجوء إلى أسلوب سينمائي جديد فيه تركيز حاد على الاضاءة والألوان الفاقعة، لإضافة طابع جديد كامل على هذه السلسلة. وبالفعل سترون في هذا الفيلم إضاءة واقعية جداً تعكس أوضاع العالم الحقيقي، مما يدفعنا للاستنتاج أن هذه السلسلة فريدة من نوعها من الناحية الجمالية.

بفضل هذه التقنية في الاضاءة، سيتمكن عشّاق الأكشن من رؤية أفضل لمشاهد التفجيرات وتبادل إطلاق النيران. الميزة التي سيجدها المشاهد هو أن رمادية المشهد في موسكو ترافق الطابع التدميري لجون ماكلاين. ثم هناك التصوير بالكاميرا المحمولة الذي يضيف عاملاً بصرياً يعكس ابتعاد الفيلم عن أسلوب الجزء السابق عش حراً أو موت شجاعاً ويبتكر أسلوباً خاصاً به. نرى في أواخر الفيلم مثالاً آخر على الأسلوب الجديد في التصوير، حين نجد الكاميرا ما بين الشخصيات و أعمدة الدخان، مما يزيد من ظلمة المشهد ويخلق تقنية عزل رائعة للصورة.

لا بد لنا من احترام هذه المحاولة لابتكار أسلوب بصري جديد، حتى من قبل عشاق فيلم “داي هارد“، لأن الجزء ما قبل الأخير في هذه السلسلة بدا كارتونياً وأقل مصداقية من الجزء الأخير. إحدى نقاط القوة التي يتمتع بها فيلم جون مور ، هو عدم سعيه لأن يبدو واقعياً تماماً، والاضاءة الحادة تدفع الجمهور لإدراك هذه الحقيقة. فالكثير من مشاهد الأكشن البطيئة ومطاردات السيارات كانت تحمل في طياتها لواء سلسلة “داي هارد” بشكل واضح، لكن في بعض الأحيان، كان هناك حاجة لمستوى أكشن أعلى. لكن ليس باليد حيلة، ستتم مقارنة أي فيلم جديد بالفيلم الأصلي الذي لا يمكن إنكار تفوقه، وتصعب مجاراته إن لم تكن مستحيلة.

ولا بد من الملاحظة أن عشاق فيلم “داي هارد“، قد يحبون أو يعجبون أو يكرهون الفيلم؛ لكن لا يمكن إنكار صيت هذه السلسلة التي ما زالت مستمرة منذ 25 عاماً. هذا الصيت أصبح بمثابة الأسطورة بالنسبة لعشق أفلام الأكشن، وبالنسبة إليهم لا يمكن منافسة أول جزء من السلسلة. نرى في فيلم “يوم مناسب لموت قاس” بعض المشاهد التي تذكرنا بالجزء الأول. ففي أواخر الفيلم نرى جون ماكلاين معلقاً بشاحنة مربوطة بطوّافة، ثم يتم رميه عبر نافذة. يذكرنا هذا المشهد بالجزء الأول حيث يضطر جون للقفز عبر نافذة، حافي القدمين، ثم يعمد إلى إزالة قطع الزجاج من رجليه. أما العنصران اللذان نفتقدهما في هذا الفيلم هما أولاً العبارات الشهيرة لماكلاين والتي تكرّرت وأصبحت جزءاً من أسطورة السلسلة، وأيضاً لا نسمع دين مارتن يقول عبارته الشهيرة فلتثلج!.

بالتأكيد، الجزء الأول “داي هارد” يمكن أن يصنف بسهولة على أنه أفضل أفلام الأكشن على الاطلاق، مما يصعب تقييم كل الأفلام التي أتت بعده، لأنه ليس هناك من سلسلة أفلام ترقى إلى مستوى السلسلة التي عرّفتنا على بطولات جون ماكلاين. وإذا كان ثمة من يرغب برؤية الفارق الواضح في مستوى الأكشن ما بين كل الأفلام، شاهدوا هذا المقطع المدهش عن الأفلام. في الختام، إن لم تكن لكم أية مشاريع في عيد العشاق، توجهوا إلى السينما وشاهدوا الفيلم.

blog comments powered by Disqus