المدوّنة

العودة الى القائمة

من برلين: الجزء الرابع

17 فبراير 2013

Film: Khutwa Khutwa (Step by Step)

بقلم كليم أفتاب، من مهرجان برلين السينمائي الدولي 2013

ترجمة عروبة حسين

أسامة محمد

قضيت وقتاً طويلاً في البحث عن أسامة محمد في مهرجان برلين السينمائي، حتى شعرت وكأني أعيد تجارب البحث في أفلام “زيرو دارك ثيرتي” و“البحث عن رجل السكر”. الرجل يمقت بوضوح الرسائل الالكترونية، ولا يمتلك هاتفاً جوالاً. لقد عرض فيلمين له في مهرجان كان السينمائي، أولهما تجربته السينمائية الأولى “نجوم النهار” عام 1988 وتحديداً في تظاهرة “أسبوعا المخرجين“، والثاني هو “صندوق الدنيا” عام 2002، في تظاهرة “نظرة ما”. ويحكي فيلم “نجوم النهار” قصة مشاكل عائلية تطرأ أثناء تحضيرات زفاف. وعلى الرغم من أنه لم يعرض أبداً في سوريا إلا أنه يعتبر من كلاسيكيات السينما الشرق أوسطية، لذلك شعرت بالحماسة تجاه إمكانية لقاء هذا الرجل المولود في اللاذقية عام 1954.

عرض مهرجان برلين فيلماً وثائقياً قصيراً نادراً لمحمد، من إنتاج العام 1978 بعنوان “خطوة خطوة”. يروي هذا الفيلم الذي بدأ تصويره عام 1977 قصة مجموعة من شباب الأرياف وظروف حياتهم القاسية. وتابع الفيلم الصعوبات التي تعترضهم في إيجاد عمل، في ظل نقص التعليم، ونهاية حياتهم في الأرياف لرغبتهم في الانتقال إلى العاصمة. الفيلم بالأبيض والأسود ورائع- تمترج فيه الصور بالمشاهد- كما أن المقابلات ومشاهد الأطفال وهم يلعبون مؤثرة جداً ورومانسية وتفيد الموضوع بشكل كبير. ينسج هذه الصور في فيلمه ليخلق مشهداً دراماً وحاداً عن الحياة في سوريا في ظل نظام الحكم القمعي. وبسبب الأحداث الحالية في سوريا، يصبح مفهوماً السبب الذي دفع بمبرمجي قسم الأفلام القصيرة إلى تنظيم عرض خاص لهذا الفيلم، لا سيما أنه وثائقي قيّم يسرد الوقائع التاريخية التي عصفت بالبلاد وأسباب حتميّة الحرب الأهلية.

اتضح أن محاولة العثور على أسامة مهمة صعبة. أول معلومة وردت إلي كانت إمكانية حضوره إلى المكتب الاعلامي الخاص بالأفلام القصيرة قبل عرض فيلمه. كان علي إبقاء هاتفي حاضراً وانتظار الاتصال الذي سيمكنني من العثور على المخرج. لم يأت الاتصال. حدث ذلك ليومين على التوالي. قيل لي إنه مشغول في منتجة فيلمه، ربما كان فيلماً روائياً جديداً له، لكن بقيت هذه مجرد تكهنات كوني لم أتمكن من لقائه.

ثم تلقيت رسالة إلكترونية من المكتب الاعلامي يخبرونني فيها أنه باستطاعتي لقاءه في السابعة مساءً أمام مدخل صالة يُعرض فيها فيلمه. للأسف، نظراً لطبيعة المهرجان كنت قد حددت موعداً لمقابلة أحد النجوم في ذلك الميعاد، في مكان آخر من المدينة. أخرنا الوقت أيضاً نصف ساعة. لكن لم تأت الرياح بما تشتهي السفن. استمرت مقابلتي طويلاً على عكس توقعاتي، فعادةً ما يدق الباب مسؤول ما ويخبرك بأن وقتك انتهى، لكن لسبب ما لم يدق الباب. وبدا لي فظاً أن أوقف المقابلة. لكن حين صارت الساعة 7:20 أخبرت الشخص الذي أقابله أنه علي التوقف والرحيل.

توجهت بسرعة إلى الجانب الآخر من المدينة، وركضت طويلاً، لكن مرة أخرى، لم يظهر المخرج. بعثت مجموعة من الرسائل إلى المكتب الاعلامي وكل الأشخاص ذوي العلاقة لكن أحداً لم يرد علي. أعتقد أن بحثي من النوع الذي يدوم سنوات وليس أياماً.

blog comments powered by Disqus