المدوّنة

العودة الى القائمة

من برلين: الجزء الثالث

13 فبراير 2013

Al Intithar | The Waiting | Das Warten

بقلم كليم أفتاب، مهرجان برلين السينمائي الدولي 2013

ترجمة عروبة حسين

يخبرنا المخرج الايطالي ذو الخمسون عاماً ماريو ريتزي أنه أراد “إلقاء الضوء على فكرة البيت لأنطوني شديد الذي كتب أنه في الثقافة العربية، والاسلامية بشكل عام، البيت هو الهوية التي لا تخبو أبداً”. ويضيف: “المشاعر والتفاعلات البشارية والأحداث اليومية البسيطة في البيت يمكن أيضاً أن تبرّر الثورات التي تحدث اليوم في المجتمع العربي ككل”.

وتجري أحداث فيله الجديد “الانتظار” في مخيّم الزعتري بالأردن الذي يستضيف لاجئين سوريين هربوا منذ أشهر عدة (تم افتتاح المخيّم في 28 يوليو 2012). ويشرح قائلاً: “البطلة هي إخلاص، أرملة سورية لديها ثلاثة أطفال، يشاركها في البطولة لاجئة أخرى تقرّر الرحيل من المخيّم دائم التوسّع والعودة إلى سوريا”.

ويكمل: “أنا أتابع المستجدات منذ ثلاث سنوات عبر تويتر والأخبار وكتب تحكي كيفية تأقلم الناس على حياة وظروف جديدة، لذلك أردت التركيز على أحلام الشعب السوري وكيف يتأقلمون على الواقع الجديد في حياتهم. وكان المخيّم الخيار الأبرز للتحدث عن كل ذلك”.

ذاع صيت ريتزي كفنان أكثر منه كمخرج، وهو يمتلك تاريخاً طويلاً من العمل في الشرق الأوسط. نال عام 2005 جائزة أفضل فنان في بيينالي الشارقة السابع عن تركيب الفيديو الذي صمّمه تحت عنوان “آوت أوف بلايس”. كما اختير فيلمه القصير “إمبرمننت” الذي يتحدث عن طبيب فلسطيني في السادسة والتسعين من عمره، عاش حالة اللجوء مرتين، إحداها عام 1948 والأخرى عام 1967، للمشاركة في مسابقة الأفلام القصيرة في مهرجان برلين السينمائي عام 2008.

ولكي يتمكن من صناعة هذا الفيلم، عاش ريتزي في مخيّم الزعتري مدة سبعة أسابيع، من أجل إلقاء نظرة على حياة اللاجئين عن كثب. ويقول معلقاً: “كان من الضروري بالنسبة إلي أن أختار قصةً واحدة للتركيز عليها”. ويضيف: “أردت أن أختار بطلاً واحداً لفيلمي، تعكس نفسيّته “الحالة الطبيعية” التي تحتاج لإيجادها في ظلّ هذه الظروف الصعبة. اليأس لن ينفعك أبداً حين تعيش في مخيّم. في البداية لم أفكر أن يكون البطل امرأة أرملة، لكن حين التقيت إخلاص، أعجبني إصرارها وطاقتها على المحافظة على لحمة العائلة برغم الصعوبات اليومية.”

ويكمل: “كان من الضروري أن تكون امرأة، ليس لأن 75 أو 80% من سكّان المخيّم هم من النساء والأطفال. فالنساء يلعبن دوراً أساسياً في سير الحياة في المخيّم، على الرغم من الخلفية الاسلامية المحافظة للعائلات اللاجئة التي تتحدّر من المناطق الريفية بمعظمها كدرعا وحمص. أنا متأكد أن العلاقات الطيبة بين اللاجئين سببها النساء اللواتي يتفاوضن ويداوين كل الخلافات الحاصلة، ويجدن حلولاً حتى في حالة ضيق ذات اليد، وشحّ الغذاء، والملابس والبطانيات. قصدت إثبات فكرة أساسية من خلال اختياري لأنثى كبطلة لفيلمي”.

هذا الفيلم هو الجزء الأول ضمن ثلاثية “بيت” التي تعكس بروز خيال مدني جديد في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وتركّز على إمكانية تداخل قصص أحداث الثورة بقصص الأحداث اليومية البسيطة في حياة أشخاص مجهولين. كما انتهى التصوير من الجزء الثاني “بلاتفورم” لهذه الثلاثية في ماليزيا عام 2012، أما الجزء الثالث “بيت” فسيكون على الأرجح فيلماً متوسط الطول، وسيتم تصويره في تونس، ومصر، والبحرين وسوريا.

blog comments powered by Disqus