المدوّنة

العودة الى القائمة

أولى تغطياتنا من برلين

10 فبراير 2013

© Michaël Crotto / Mercredi Films

بقلم كليم أفتاب، مهرجان برلين السينمائي 2013

ترجمة عروبة حسين

“العمل الابداعي ليس أن تقوم بكتابة نص سينمائي، الابداع يبدأ وراء الكاميرا، في هذا المكان تُصنع القصة”“. –- مهدي بن عطية

“لماذا أنا عربي؟“، سؤال يراود الكاتب والمخرج التونسي مهدي بن عطية (44 عاماً) في فيلمه “لم أمت”. تجري أحداث الفيلم في باريس، حيث كان يعيش عطية منذ كان عمره 18 عاماً، حيث تتوالى الأحداث الدرامية في حياة الطالب الموهوب ذو العشرين ربيعاً ياسين الذي يحاول أن يوطّد علاقته مع المدرّس الفرنسي ريتشارد. ثم ينقلب كل شيء رأساً على عقب حين يموت ريتشارد فتتقمس روحه جسد ياسين. هنا تبدأ قصة عطية الذي يبحث في لغز كيفية تأقلم رجل في الخمسين من عمره إذا استيقظ يوماً ووجد نفسه في جسد عربي.

يشرح المخرج في مهرجان برلين السينمائي أن “ياسين (مهدي دهبي) هو على الأرجح من الجيل الثالث للمهاجرين”. ويضيف: “قد يكون والده ولد في فرنسا، لأن ارتباطه بثقافته الأصلية ضعيفة، بل إنه لا يعرف الكثير عن ثقافة العرب والمسلمين، فقد عاش كل حياته بحسب تقاليد الثقافة الغربية والفرنسية، لكن بسبب وجهه – ليس المعنى سيئاً بالضرورة- فهو مختلف، لذلك تتطوّر عنده هذه العقدة “لماذا أنا عربي؟” هل سأكون عربياً طوال حياتي؟ والمحزن الجواب هو نعم!”.

Mehdi Ben Attia

فيلم بارع يشبه أفلام التشويق، تلك التي لا يدرك فيها البطل تلك الحقيقة. تضيف أنغام موسيقى هيرمن أجواءً من الغموض، والتشويق وتلقي الضوء على أزمة الهوية، فلا عجب أن كل النقد السينمائي الذي كتب في الفيلم شبّهه بأفلام المخرج الكبير البريطاني ألفرد هيتشكوك. يعلّق عطيّة “يا له من إطراء” بكل تواضع. ويضيف: “فكرت كثيراً بطريقة هيتشكوك ودايفيد لينش في رواية القصة. في أحد المشاهد قصدت فيها أن أكرّم فيلم “بلو فلفت” حيث يختبئ في الخزانة ليراقب ما يجري، طريقة المونتاج هي ذاتها”.

دخل عطية السينما من خلال رغبته في الكتابة. حاول كتابة القصص الخيالية وحاول العمل في مجال الصحافة قبل أن يكتشف خريج كلية الاقتصاد أن حب حياته هو تأليف النصوص السينمائية. تم إنتاج العديد مما كتبه، ثم أثبت جدارته في الاخراج. يقول: “أعتقد أن الكتابة الحقيقية للفيلم هي خلف الكاميرا”. ويضيف: “العمل الابداعي ليس أن تقوم بكتابة نص سينمائي، الابداع يبدأ وراء الكاميرا، في هذا المكان تُصنع القصة”.

في جعبة عطية نصّان سينمائيان ينتظران بدأ التصوير في تونس، لكنه لا يعلم إن كانت الحال الأمنية بعد الثورة تسمح له ببدء التنفيذ. وعن موطنه يقول: “لاحظت أن مشية الناس تغيّرت”. أما عن شعوره بانتمائه العربي يقول: “لا أعرف إن كان يجدر بي أن أقول هذا، أشعر أنها لعنة على الأرجح، لكنك ستكتب ذلك”. ثم يضحك ويضيف: “إنه شيء أُعطي لك وليس بمقدورك أن تفعل شيئاً حيال ذلك”.

blog comments powered by Disqus