المدوّنة

العودة الى القائمة

الأفلام التقليدية والرقمية

19 سبتمبر 2012

بقلم ريم شداد

هل مات الفيلم؟!

حتى سنوات قليلة خلت، كانت المبارزة ما بين روكي بالبووا وأبولو كريد، الأشد حماوةً على الاطلاق. 15 جولة من الاستعراض المحض للمهارات القتالية والعضلات، على بكرة الفيلم. وهكذا، يقوم المخرجون لاستعراض قدراتهم العقلية على الفيلم والتكنولوجيا الرقمية، مما دفع بالسؤال: هل مات الفيلم؟ ليصبح الجدل الأكثر احتداماً في العالم. فقد واظب عمالقة هوليوود مثل بيتر جاكسون وستيفن سبيلبيرغ وكريستوفر نولن، على الاعلان بأنهم لن يتخلوا عن طريقة صناعة الأفلام بالطريقة التقليدية. لذا توجهنا إلى بعض الخبراء السينمائيين، وطلبنا منهم إبداء آرائهم حيال الثورة الرقمية، وهذه تصريحاتهم:

“بعض صناع الأفلام مثل بيلا تار ، انتقلوا إلى التصوير السينمائي الرقمي، في حين لم أتوقع ذلك أبداً. بالنسبة للبعض، هذا هو التأثير الذي يبحثون عنه، والاحساس الذي يرغبون بإيصاله، فتكون الكاميرا الرقمية مناسبة لتحقيق مرادهم. في فيلم “مايكروفون” على سبيل المثال، استخدمنا كاميرا 7 دي، مما جعله، على الأرجح، أول فيلم يتم تصويره بهذه الكاميرا، في منتصف العام 2010. شكّلت هذه الكاميرا أداةً لا يمكن استبدالها ببكرة الفيلم التقليدية… فنحن لم نكن نعرف ماذا نصوّر؛ لم يكن لدينا مخطط واضح أو اتفاق مسبق مع الفنانين. كنا بحاجة لكاميرا صغيرة، تكون حساسة في الضوء الخافت، ونقدر على استبدال عدساتها بحسب ما يلائم احتياجاتي الفنية والجمالية. لا زلت أؤمن بالكاميرا الرقمية، فأقله بالنسبة لي، هي تناسب تماماً نوعية الأفلام التي أصنعها. بصراحة، لا أستطيع التفكير بمساوئ كثيرة للتصوير الرقمي. بالنسبة لنوع عملي، ليس لهذه التكنولوجيا الحديثة سوى الايجابيات. بإمكاني أن أصوّر كمية كبيرة من المشاهد، دون أن يكلفني ذلك الكثير. وتمكننا أيضاً هذه التكنولوجيا من الارتجال بشكل أكبر، من حيث النص السينمائي ومواقع التصوير، لا سيما أننا كنا نتابع موسيقيين (في حالة فيلم مايكروفون). لم أكن سأتمكن من شراء كاميرا سينمائية مع كل معدات الاضاءة المرفقة بها. وبالنسبة للمونتاج، العملية تختلف وتصبح أقل كلفة”. - أحمد عبدالله , مخرج فيلم “مايكروفون”

“مع اقترابنا من الربع الأخير من العام 2012، من الواضح أن معظم الأفلام الضخمة للعام القادم، استخدمت الطريقة الرقمية. أذكر أنه تم تصوير أفلام مثل “ذا هوبيت“، و“باسيفيك ريم” و“ذا غريت غاتسبي” و“أوز: القوي الجبار“، بالتكنولوجيا الرقمية. وهذا يجعل من صناع الأفلام التقليديين أمثال كريس نولن و بيتي أندرسون، اللذين لا يزالان يستخدمان البكرة العادية للتصوير، يبدون بمظهر اللاضيين (أتباع الحركة الثورية التي ناهضت الثورة الصناعية التي استبدلت بدورها الأيدي العاملة بالآلات في أوائل القرن الـ19). ربما كانت الحلقة الثانية من حرب النجوم هي ما دفعت الاستديوهات إلى التنبه للطريقة الرقمية في صناعة الأفلام الضخمة. ثم حين تسبب فيلم “أفاتار” للمخرج جايمس كامرون بحمى الاقبال على شبابيك التذاكر، بدا أنه لا عودة إلى الوراء. لقد دفعت تكنولوجيا الأبعاد الثلاثية دور السينما حول العالم، لاستبدال آلة العرض القديمة، بالآلة الرقمية، مما يوفر ملايين الدولارات على الاستديوهات، من ناحية كلفة التوزيع، بعد أن أصبحت طباعة الفيلم على البكرات، أمراً غير ضروري. نظرياً، يجب أن تساعد العملية الرقمية المتكاملة في صناعة وتوزيع الأفلام، صناع الأفلام والموزعين الذين لا يملكون ميزانيات ضخمة، على الوصول إلى جمهور أكبر، بجزء بسيط من الكلفة القديمة. غير أنه علينا الانتظار كي تصل هذه الطريقة متدنية الكلفة إلى أي شخص، إضافةً إلى الاستديوهات الضخمة. في هذا الوقت، بات “اللاضيون” يجدون صعوبة متزايدة في صناعة أفلامهم المميزة “بالطريقة التقليدية”. – جايمس مارش، محرر في موقع TwitchFilm.com

20th Century Fox's Star Wars: Episode II - Attack of the Clones (2002)

“هناك الكثير من الأفلام التي استفادت من الثورة الرقمية، لكن وإن كان علي أن ألقي الضوء على واحد منها، سأسمي فيلم “أفاتار”. هذا العمل ليس مجرد فيلم بالأبعاد الثلاثية، فلقد أعاد جايمس كامرون اختراع عملية صناعة الأفلام برمتها. لقد قام باستخدام التطور في التكنولوجيا السينمائية التي كان رائدها بيتر جاكسون، في سلسلة أفلام “سيد الخواتم“، وطبقها على الفيلم بأكمله. وقد بسّط عملية إنتاج الصور بواسطة الكمبيوتر إلى درجة كان بإمكانه معها الوقوف في مركز تسجيل الصوت، حاملاً بيده جهاز كمبيوتر لوحي، ورؤية شخصية زرقاء يبلغ طولها 9 أقدام، بدلاً من الممثل الذي يلبس عدة تحريك الرسوم. كان الأمر مذهلاً”. - فرانك روز, مؤلف كتاب ‘The Art of Immersion: How the Digital Generation Is Remaking Hollywood, Madison Avenue, and the Way We Tell Stories’

ما هو رأيكم؟ هل مات الفيلم التقليدي أو أن التقنية الرقمية هي مجرد بدعة سينمائية سريعة الزوال؟ غردوا معنا بآرائكم

blog comments powered by Disqus