المدوّنة

العودة الى القائمة

جيمس روسن من مؤسسة الدوحة للأفلام يتحدث إلينا عن الأفلام القصيرة

25 أكتوبر 2010 — المهرجان السينمائي

إحدى الأمور التي يوفرها أي مهرجان سينمائي على الأقل لمهووس أفلام مثلي هي فرصة اختبار هذا النوع المُهمَل من الأفلام: الأفلام القصيرة. وبينما نادراً ما تتمكن الأفلام القصيرة من شقّ طريقها إلى دور السينما المحلية أو القنوات التلفزيونية الكبرى، يعتبر المهرجان الطريقة المثلى لإبراز هذه الأعمال الفنية الصغيرة والمميزة. وبفضل مسابقة كاملة مخصصة فقط للأفلام العربية القصيرة، يبدو مهرجان الدوحة ترايبكا السينمائي فرصة رائعةً لانطلاقها ورواجها.

"Missing", Siwar Zirkly / Syria / 2009

لنبدأ بفيلمي “فيلم” و “مفقود”. إنهما مثالان رائعان للأفلام القصيرة كوسيلة للتجريب. ومع أنه لم ينغمس في البنية الثلاثية للأفلام الطويلة، يقدم “فيلم” سلسلة من الصور موضوعها السيرك أمام خلفية باريسية- تسانده موسيقى بيانو مؤججة للحنين ومجموعة من الصور المركبة التي تجعل تجربة المشاهدة للجمهور أشبه بالحالمة الهادئة. فيلم “مفقود” أيضاً يتفلّت من الأعراف والمألوف، فيلاحق سلسلة من مشاهدي التلفزيون في الشرق الأوسط، تربطهم الأمور التي يشاهدونها. وبعد أن يوحّد جمهوراً من المنطقة، يصبح البرنامج التلفزيوني بمثابة الشخصية الرئيسية، أما المشاهدوين فيصبحون بمثابة فريق الممثلين المساند.

وإذا كنتَ تبحث عن أنواع أكثر تقليديةً، هناك موضوعان تعالجهما مجموعة الأفلام القصيرة في المهرجان، من المؤكد أنهما سيعجبان كل جمهور الدوحة: كرة القدم (ننتظر 2 ديسمبر متضرعين!) والعائلة (لا تنسوا يوم العائلة في 29 أوكتوبر!). فيلم “يد الرب” (غادز هاند)، والعنوان بحد ذاته إشارة إلى أسطورة كرة القدم مارادونا، يروي قصة أرجنتينيّ في لوكسمبورغ يواجه متاعباً لدى دخوله إلى بار رياضي إيطالي. ومن خلال تصوير مشواره من مشاجرة في البار إلى الزنزانة، يُظهر فيلم “يد الرب” قدرة كرة القدم على توحيد كما على تفرقة مشجعي هذه الرياضة. أما فيلم “ثلاث ساعات” التي تجري أحداثه في العراق عام 2007، فهو نموذج للتأثر العاطفي الذي يمكن أن تختبره في فيلم سينمائي من 15 دقيقة. إنه يروي القصة الحقيقية والمأساوية لمباراة كرة قدم بين مجموعة من الأطفال يتم قطعها بوحشية بسبب العنف الطائفي.

أما بالنسبة للأفلام العائلية، يروي كل من الفيلمين “أحبك يا شانزيليزيه” و “فياسكو” قصة امرأتين تحاول عائلاتهما المحافظتان إقحامهما في زيجات مدبّرة رغماً عنهما. يعالج فيلم “أحبك يا شانزيليزيه” الموضوع بتعاطف وتفهم، عبر تصوير الخط الرفيع الفاصل ما بين الكوميديا والمأساة، حيث تقع الشخصية الرئيسية سارة في صراع ما بين استقلالها وواجبها تجاه عائلتها ومجتمعها. أما “فياسكو” فسوف يغرق الجمهور في الضحك، حين يصوّر نورة وشريكها في السكن داني، الشاذ جنسياً، وهما يحاولان إقناع والدها بأنها تعيش نمط حياةٍ سليم في الولايات المتحدة.

"Once", Nayla Al Khaja / United Arab Emirates / 2009

بدورهما، يتناول الفيلمان “العامود الخامس” و“مرة” موضوع الأولاد المزعجين: يروي فيلم “العامود الخامس” قصة الصبي “هراغ” الذي يسرق مسدس والده ويذهب في رحلة اكتشاف للذات حول بيروت، بينما يصور فيلم “مرة” الحب الأبوي الذي يستنزف كل طاقاته، حين ترتب ابنته لقاءً مع شاب، من دون موافقته.

"Solo", Laila Samy / Egypt / 2009

أما فيلم “وحيدة” (سولو)، فهو فيلم قصير مثير للشهية، حول فتاة مدمنة على الشوكولاته وتعاني من رهاب التواجد في الأمكنة المفتوحة، تستيقظ ذات يوم لتكتشف أنه لم يعد يوجد لديها شوكولاته في البيت. وكما أن الفيلم سيجعلك الفيلم ممزقاً بين الخوف الذي يشلّ الانسان والنهم المرضي، فإنك لن تتمكن من النظر إلى “أم أند أمز سينما” بنفس الطريقة مرة أخرى.

لذا تذكر، يمكنك مشاهدة كل الأفلام القصيرة في جولتي عرض في مجمع سيتي سنتر يومي الأربعاء 27 والسبت 30 أوكتوبر، ولا تنسى، حين تقوم باختيار أفلام تشاهدها في مهرجان الدوحة ترايبكا السينمائي لهذا العام، لا تركّز فقط على الأفلام الروائية الطويلة!

blog comments powered by Disqus