المدوّنة

العودة الى القائمة

نقد سينمائي: لما ضحكت موناليزا

13 ديسمبر 2012

بقلم ريم شداد في مهرجان دبي السينمائي الدولي

الفيلم: لما ضحكت موناليزا
العام: 2012
إخراج: فادي حداد
بطولة: تهاني سليم، شادي خلف، هيفاء الآغا، نديرة عمران
مدة العرض: 95 دقيقة

صدر فيلم “لما ضحكت موناليزا” في عمان منذ أشهر عدة فاحتدم حوله النقاش (وهو أمر نادر في مجتمع أردني متشائم بالفطرة). لهذا السبب كان الفيلم خياراً طبيعياً ضمن قائمة الأفلام التي أردت مشاهدتها في المهرجان. وكوني أردنية، قد يظن البعض أن “شهادتي ستكون مجروحة” في نقد الفيلم الذي يمثل المملكة في المهرجان، لكن التصفيق الحاد الذي لقيه الفيلم، بعد العرض، من الجمهور متنوع الثقافات، برهن أنه من أنجح أفلام المهرجان.

“لما ضحكت موناليزا” فيلم كوميديا رومانسية اجتماعية للمخرج الأردني المقيم في دبي فادي حدّاد، ساهمت في إنتاجه ورشة الفيلم الروائي الطويل في الهيئة الملكية الأردنية للأفلام. يدور الفيلم حول سيدة اسمها موناليزا (اسم على مسمّى) ولدت في عالم من التعاسة والفتنة، في قصة واقعية تعكس تماماً واقع مجتمعات الطبقة العاملة في الأردن. تعيش موناليزا مع أختها العانس، عفاف، التي تقوم بدورها الممثلة القديرة هيفاء الآغا، مثقلةً بهموم تجاربها خلال فترة شبابها.

وبسبب تعرضها للإستفزاز مراراً في صباها لعدم قدرتها على الإبتسام، ترزح بطلتنا الثلاثينية تحت وطأة التزامتها الأسرية ورضاها عن نفسها وعالم الاحلام؛ حيث النجمات المثيرات وحوريات سينما “الأبيض والأسود” المصرية يغزلن شبكة ساحرة من قصص الحب والغرام والشوق والنهايات السعيدة. تعيش موناليزا هذه الأجواء حتى تقع في براثن الواقع المحبط للقطاع الحكومي الأردني الذي يصدمها، فتجد نفسها بين ذراعي حمدي، خادم رئيس عملها الجديد.

يتغلب تصوير المخرج حداد للقيود الإجتماعية العربية والتطلعات والتابوهات على العوائق السينمائية التي تواجه الدراما الإجتماعية، والتي عادةً ما تجعلها تبدو مؤلمة بشكل مبالغ فيه، أو مملة أو حتى مجترّة مراراً وتكراراً. وبدلاً من ذلك، يأخذنا المخرج ببراعة إلى الدوامة الخانقة لأحياء عمان بسكانها الفضوليين، مضيفاً مزيجاً متوازناً من الإحباط والجمال. يعكس هذا الفيلم الذي برهن عن نضوج عالٍ ولقي أصداء كثيرة في المنطقة، عطش موناليزا للاستقلال والحب، مبتكراً قصة مؤثرة وصادقة جداً.

الفيلم رقيق في رسالته، يتمكن بسهولة من أخذنا مباشرة إلى قلب مشاكل ونقاشات شعبية واقعية جداً، ويعود من جديد برشاقة إلى سحر وجمال المملك الهاشمية. إلى جانب تصويره البارع للطبقات العاملة المتدنيّة، نجد أن الشاب الذي يسبّب كل هذا التضارب في عواطف موناليزا، شخصية مصرية رائعة وخفيفة الظل. هذه الشخصية تضفي الاثارة على الفيلم وتنقذه من الوقوع في الملل، في المشاهد التي يوشك فيها تصرف موناليزا وقلة نضوجها وملامحها المتصلّبة على الابطاء من وتيرة النص البارع.

أداء قوي للمثلة تهاني سليم (موناليزا) والطفل فادي سليم (عصفور)، وسهى نجار (ردينة) وبالتأكيد الأسطورة نادرة عمران (نايفة) في هذا الفيلم الذي سيزيد بالتأكيد وبجدارة من رصيد فادي السينمائي. على أمل أن يساعده في إيجاد من يتبنى له عملاً آخر يضيء فيه مجدداً على الرومانسية والكوميديا الأردنية.

للترجمة العربية اضغط على

When Monaliza Smiled - Trailer

إعلان فيلم لما ضحكت موناليزا

blog comments powered by Disqus