المدوّنة

العودة الى القائمة

نقد سينمائي: مكتب التعديل

17 مارس 2011

بقلم ريم صالح، من قسم الاعلام الجديد بمؤسسة الدوحة للأفلام

الفيلم: مكتب التعديل

ديفيد موريس الذي يلعب دوره مات دايمون، هو ديبلوماسي شاب على وشك أن يفوز بمقعد في مجلس الشيوخ الأميركي. بعد فضيحة تهدد فرصه بالفوز، يتعرف على راقصة الباليه الغامضة إيليز سيلاس (تلعب دورها إميلي بلانت) بعد أن تسمعه يكلم نفسه بحدة في حمام الرجال، قبل خطاب هام له. وبعد إسدائها له نصيحة، تلهمه لأن يخرج عن نص الخطاب ويكون صادقاً، تصبح هي هوسه، فيكافح لإيجادها، معارضاً بذلك رغبة مكتب التعديل الذي يبدو أنه يمتلك خططاً مختلفة لهما.

للترجمة العربية اضغط على

The Adjustment Bureau - Trailer

المقطع الاعلاني لمكتب التعديل

يبدو المقطع الاعلاني مربكاً، ويجعلك تتساءل: هل هذه سلسلة أخرى لفيلم بورن؟ فيه نكهة لنظرية المؤامرة لكن من مصدر آخر: هناك من يتأكد بأن الأشياء تحدث وفقاً للخطة. لكن خطة من؟ وعلى أي أساس؟ هذه أسئلة تراودك خلال مشاهدتك للفيلم. وبينما يديره “عاملون اجتماعيون” يعرفون بـ “الملائكة” أيضاً، يرأس فعلياً “مكتب التعديل” “رئيساً” يحدد معالم حياتنا حسب خططه. هذا الفيلم يطرح السؤال القديم ما إذا كنا مخيرين أو مسيرين.

ويبدو “المصير والارادة الحرة” الموضوعان الأساسيان في هذا الفيلم، حتى أنهما جوهر الدعاية الترويجية له على موقعه، فيقودانك إلى جدالين اجتماعيين ضخمين. الأول، وهو يأخذك أيضاً إلى صفحتهم على موقع فايسبوك، فيطرح سؤالاً: “ما الذي شكّل حياتك؟ أتظن أنه القدر أو الارادة الحرة؟ أخبرنا بإجابتك، وسيصوت لك العالم ويخبرك ما إذا كان يوافقك الرأي”. والثاني الذي يدعى “مشروع تعديل الحياة”“:http://www.theadjustmentbureau.com/yourlifeadjusted/ ، يوجد جدولاً زمنياً يعرض صوراً متنوعة حملها أفراد من “الفانز“، حيث تمت إضافة “مكتب التعديل” لما يبدو أنه “اللحظات التي غيرت الحياة”. يمكنك أيضاً إعداد فيديو خاص بك وإضافته ليراه أصدقاؤك وأهلك.

الفيلم هو كوميديا رومانسية حديثة تغيب عنها الأزهار والغناء تحت المطر، بل الرومانسية هي في مكافحة القدر نفسه والأحداث الخارقة، مما يضيف نوعاً من الاثارة على الظروف غير العادية. وقد أضاف مات دايمون حساً واقعياً على الدور، فجعله يبدو أكثر حقيقةً. بالمجمل، إنه فيلم ممتع للرجال الذين يحبون مشاهد الحركة – فهي كثيرة في الفيلم – والأمر سيان بالنسبة لعشاق الكوميديا الرومانسية.

blog comments powered by Disqus