المدوّنة

العودة الى القائمة

مدونة - محمد فهد كمال

13 ديسمبر 2010 — المهرجان السينمائي

ورشات الكوميديا في دبي:

اليوم الأول:

لم تكن الرحلة على متن الطائرة إلى دبي سيئة، مع أن الهبوط كان الأسوأ في حياتي. ركبت سيارة تاكسي لم يكن سائقها يتكلم الانكليزية وحاولت أن أشرح له أين يقع الفندق الذي سأنزل فيه. أثار ذلك أعصابي، فتولى بلال الموضوع وتحدث مع السائق بلكنة غريبة.

وصلت إلى ورشة العمل في الوقت المحدّد وتعرفت على بعض الممثلين الكوميديين المحليين هنا في دبي. المدهش أنه يوجد عدد لا بأس به من الكوميديين في البلد. بدأت الورشة بأن عرّف كل واحد عن نفسه، وبعدها بعض التمارين لكسر الجليد، خاصة بالارتجال.

انضممت إلى مجموعة مؤلفة من خمسة أشخاص، وقام كل فرد بأداء لا تتعدى مدته الثلاث دقائق، وتلقّى بعدها تعليقات الآخرين. كان مفيداً تلقّي الاقتراحات والنصائح من الممثلين الكوميديين الآخرين، خصوصاً من شعوب المنطقة. أجريت بعض التعديلات على المواد التي كنت حضرتها، وفقاً للتعليقات التي وردتني من مجموعتي.

بعد ذلك، حصلنا على استراحة قصيرة تناولنا فيها وجبةً صحية خفيفة، مكونة من التشيبس والكوك. ثم شاهدنا بعض الأفلام لتحليل إلى أية أنواع كوميدية تنتمي. كما تعلمت بشكل موجز عن السكيتشات الكوميدية وكيفية تأليفها وكتابتها. لم نتطرق بشكل مفصّل إلى السكيتشات، لكني آمل أن نتعلم المزيد عنها في نهاية رحلتنا.

أيام في الأردن خلال “مهرجان عمان للكوميديا الواقفة” :

اليوم الأول:

وصلت إلى المطار قبل ساعة من موعد بدء البروفة. لم يكن لدي الوقت الكافي للذهاب إلى الفندق وبعد ذلك إلى البروفة، فطلبت من السائق أن يأخذني مباشرةً إلى مركز حسين الثقافي حيث كانت تجري البروفات. تفاجأ السائق بأني أريد الذهاب إلى هناك، فسألني ما إذا كنت أريد الذهاب إلى مرقص أو لاحتساء الشراب. فقلت له بأني لا أحب القيام بهذه الأمور؛ فقال “إذاً لم أنت في الأردن؟”. بأية حال، وصلت إلى المكان على الوقت وتعرفت على دين عبيدالله. وكان حوالي 11 كوميدياً يؤدون بروفاتهم. جميعهم كانوا من الأردن ما عدا بلال وأنا. أدينا جميعنا عروضاً لم تتجاوز مدتها ثلاث دقائق، ونجحت في تجارب الأداء.

اليوم الثاني:

حضرنا ورشة حول الكوميديا الواقفة التي يديرها دين عبيدالله وأرون قادر. تعلّمت كيف تتم عملية تأليف النكات للكوميديا الواقفة. كما ركّز مدربانا على أهمية الجملة الأخيرة للنكتة. ثم أتيحت لي الفرصة لأداء عرض مدته ثلاث دقائق والحصول على تعليقاتهما.

تعرفت على ممثل كوميدي أردني اسمه حمزة، قام بتنظيم عرض حيّ للكوميديا الواقفة في إحدى مقاهي وسط عمان. كان الأمر مثيراً للاهتمام، واستمتعت كثيراً بأدائي في هذا الحدث غير الرسمي، لأن الأمور سارت بسلاسة ولم يكن هناك أي وقت معين نلتزم به. وبرغم من أن الجميع كان يدخن كثيراً، الأمر الذي كاد أن يقتلني، كان الأمر ممتعاً.

اليوم الثالث:
حضرت ورشة حول إدارة عمل الكوميديا، أشرف عليها جو، مدير أعمال غابرييل إيغليسياس. وكانت عبارة عن نقاش تناول كيفية البحث عن مدير أعمال والتعامل معه. تعرفت أيضاً على ما يبحث عنه مدراء الأعمال في الممثل الكوميدي، لا سيما في هذه المنطقة. وقال لنا جو إن أكثر ما يهم الممثل الكوميدي هو قاعدته الشعبية الذي يعطي مدير الأعمال فكرة عن مدى نجاحه. كما تعرفت أيضاً على غابرييل إيغليسياس وأدوين سان خوان بعد انتهاء ورشة العمل. وقد أخبرني أدوين عن خوفه من كونه يزور الشرق الأوسط للمرة الأولى، فقلت له ألا ينظر إلى الأشخاص مباشرةً في أعينهم! لكني عدت وأخبرته بأني أمزح.

بعد ذلك تعرفت على ابراهيم خيرت، وهو ممثل كوميدي سعودي ومتعهد حفلات فاخرة. كنا نشعر بالجوع الشديد، فقررنا الذهاب إلى مول مكة لتناول الغداء، ولكننا لم نذهب لسبب لم أعد أذكره. ثم قررنا الذهاب إلى مطعم هندي فطلب ابراهيم طعاماً يكفي سبعة أشخاص.

وصلت إلى مكان الحدث قبل ساعة من انطلاقه. جلست في الكواليس مع الممثلين الكوميديين الآخرين. لسبب ما، كان بعضهم يشعر بالتوتر الشديد لأنها كانت المرة الأولى التي يقدمون فيها عروضاً في المنطقة, حاولت أن أحافظ على رباطة جأشي. حين صعدت على المسرح وأعلنت أني من قطر، جن جنون الجمهور، لأن جميعهم كانوا سعداء بفوز قطر بحق استضافة كأس العالم 2022. أخبرتهم بعض النكات حول الأردن، فضحكوا كثيراً. كما أخبرتهم نكات أحبوها كثيراً حول الأمهات والآباء. وكان الجمهور متفاعلاً، أحببته كثيراً. بعد العرض بقينا حوالي ساعة إضافية نتصور مع المعجبين ونقع لهم. تعرفت على الكثير من الأشخاص الرائعين وطلبت منهم الانضمام إلى صفحة الفايسبوك الخاصة بي. في النهاية، أجرى معي تلفزيون أم بي سي مقابلة قصيرة، سيبثونها قريباً.

للترجمة العربية اضغط على

Best of Mohammed at the October Tweetup

حول محمد
مرحبا، اسمي محمد فهد كمال. أنا شاب قطري عمري 21 عاماً يحب الوقوف ورواية النكت في الوقت ذاته. أدرس حالياً بجامعة كارنيغي ميلون، وأتخصص في إدارة الأعمال. أعرف الكثيرين من أصحاب الهوايات؛ منهم من يهوى الغناء، وآخرون يحبون مساعدة الفقراء. أنا أحب إضحاك الناس، وأفعل ذلك لأنه يشعرني بأني أستطيع أن أكون على طبيعتي على المسرح والحديث عن مواضيع تجول في خاطري.

أستخرج الأفكار من الثقافة القطرية والطريقة التي يتصرف بها الأشخاص في هذا المجتمع. بدأت منذ سنتين حين كنت لا أزال في السنة الجامعية الأولى. لطالما تعودت على الوقوف أمام زملائي من الطلاب والسخرية من أساتذتنا وتقليدهم.

ولقد تلقيت الدعم والاهتمام من جميع من هم من حولي، وهكذا أديت عدداً من عروض الكوميديا الواقفة في فعاليات عديدة للجامعة. وها أنا اليوم أتنافس في مسابقة الكوميديا الواقفة الحية وكلي أمل بأن أقدم أفضل ما لديّ.

blog comments powered by Disqus