المدوّنة

العودة الى القائمة

وقد فاز بجائزة التوتة الذهبية...

03 مارس 2011

بقلم جايمس روسن، قسم الاعلام الجديد، مؤسسة الدوحة للأفلام

بعد أن انتهى شهر فبراير، انتهى أيضاً موسم الجوائز في هوليوود: أنتزعت السجادات الحمراء عن الأرض، وأعيد تغليف التماثيل الضخمة بورق فقاعات النايلون، وامتلأت مغاسل هوليوود ببذلات السهرات. الغولدن غلوب، جوائز بافتا، جوائز الأوسكار العظيمة، والمئات من الاحتفالات الأخرى التي ملأت أخبارها صحفنا وشاشات التلفزيون في الأسابيع الأخيرة الماضية. لكني أرغب بأن أستغل الفرصة وألقي الضوء على الجائزة الهوليوودية المفضلة لدي: جائزة التوتة الذهبية المتواضعة، أو “الرازي”.

إلى أولئك منكم الذين لم يسمعوا بهم، الرازي لديهم مهمة خاصة: إنهم يكرمون (أو يذلون) أسوأ الانتاجات السينمائية. إنه مناسبة للأفلام التي تدفعك للانكماش في مقعد صالة السينما، وتتمنى لو أنك لم تغادر البيت، وغالباً ما يكون نجمها الممثل نيكولاس كايج. بالاضافة إلى من لا يلتفت إليهم في حفلات جوائز أخرى، ولكنهم يتألقون في ليلة الرازي.

بدأ هذا التقليد عام 1981 حين نظم الجمهوري جون ويلسون سهرة عفوية في غرفة جلوسه، داعياً الاصدقاء لإعطاء جائزة لأسوء فيلم للعام. وتقول أسطورة رازي، إن جون وقف مقابل منبر مصنوع من الكارتون، وتحدث في قبضة مكنسة مصطنعاً أنها ميكروفون، وصرح بأن فيلم “لا تطفؤوا الموسيقى” هو الأسوأ للعام. لاقت السهرة نجاحاً كبيراً، وولدت مؤسسة قائمة بحد ذاتها منذ ذلك الحين.

ومع مرور السنوات، أصبح هذا الحدث أضخم، وقدمه جون كل سنة، قبل ليلة واحدة من حفل الأوسكار. وبالطبع، يختار كل الفائزين بالرازي بتجاهل جائزتهم المخجلة. كان ذلك حتى العام 1988 حين قلب الممثل بيل كوسبي، الذي كان فاز في ثلاث فئات (أسوأ فيلم، أسوأ ممثل، وأسوأ سيناريو عن الجزء السادس من فيلمه لانورد)، بمطالبته بتلقي جوائزه مباشرة على الهواء. وحين رأت شبكة فوكس فرصة لخبر رائع تبثه، صنعت جائزةً من ذهب 24 قيراط، كلفت 30 ألف دولاراً، وسلمتها له.

ومنذ ذلك الحين، اعترف عدد لا بأس به ممن يملكون روحاً رياضية بهذا الحدث. فقد تلقى مثلاً توم سيليك جائزة أسوأ ممثل ثانوي مباشرة على الهواء من شيفي تشايس، عن دور ملك أسبانيا فرديناند في الفيلم الفاشل “كريستوفر كولومبوس: الاكتشاف” عام 1993. عام 1995، ذهب المخرج الهولندي بول فيرهوفن إلى أبعد من ذلك، وحضر الحفل فعلاً لتسلم جائزة أسوأ مخرج وأسوأ فيلم، عن فيلمه المقرف عن صراع الأجيال “فتيات العرض”.

ولكن أكثر هذه الجوائز شهرةً كانت الجائزة التي تلقتها هالي باري عام 2004 وساندرا بولوك عام 2010. تلقت هالي باري جائزة أسوأ ممثلة عن دورها في فيلم “المرأة القطة“، في يد، وفي يدها الأخرى أوسكاراً عن دورها في فيلم “مونستر بول”. “شكراً، لم أتخيل في حياتي أن تتاح لي الفرصة بأن أكون هنا“، قالت بذكاء، وهي تقلد طريقة الكلمة التي ألقتها حين تلقت الأوسكار أمام سيل من التصفيق.

وحين تلقت ساندرا بولوك جائزة أسوأ ممثلة عام 2010 عن دورها في فيلم “كل شيء عن ستيف“، لم تكن تعرف أنها في اليوم التالي، ستتلقى جائزة أوسكار لأفضل ممثلة عن دورها في فيلم “الجانب الأعمى”. كلتا الحالتين، أظهرتا ممثلتان تسخران من نفسيهما (من السهل تسلم جائزة أوسكار بأسلوب راقي، وليس الأمر عينه في حالة جائزة الرازي)، ولكن أيضاً أظهرتا طبيعة هوليوود المتقلبة.

وبعد ثلاثين عاماً، تتمتع جوائز الرازي بشهرة غير مسبوقة، وقد أضافت فئة جديدة هذا العام: “أسوء تلاعب بصري بتقنية الأبعاد الثلاثة” التي فاز بها نايت شيمالان عن فيلمه “ذا لاست إيربندر” (الذي تصدّر قائمة الفائزين، بعد أن انتزع جوائز أسوأ فيلم ومخرج وسيناريو وممثل ثانوي (جوناثان راثبون). كما شهد العام 2011 بعض الجوائز تذهب لـ “سكس أند ذا سيتي 2” فنالت الممثلات الأربع الرئيسيات جوائز أسوأ ممثلة، وأسوأ فريق تمثيل، وأسوأ جزء في سلسلة. كما فاز أشتون كوتشر بجائزة أسوأ ممثل عن دوره في فيلم “كيلرز” وفيلم “عيد الحب“، وفازت جسيكا ألبا بجائزة أسوأ ممثلة ثانوية عن دورها في فيلم “الجزء المجرم فيّ“، و“ليتل فوكرز“، “ماشيت“، و“عيد الحب”.

وقد ألقى المؤسس جون ويلسون كلمة قائلاً فيها: “الأمر برمته عبارة عن تناول التسلية الوحيدة لهوليوود وقلبه على رأسها”. وفي هذا المجال الذي يأخذ نفسه بجدية فائقة، جوائز الرازي ستكون موجودة دائماً، لتذكره ببعض التواضع. تعيش الرازي!”.

blog comments powered by Disqus