فيدا رزق هي مؤسسة موقع أفلامنا المختص بالتمويل الجماعي لأفلام المبدعين من منطقة الشرق الأوسط.

كتبت فيدا في مدونتنا عن وضع العالم العربي من قضية التعاون الخلاّق، وعن التحديات، كما شاركتنا كل تطلعاتها بخصوص موقع “أفلامنا“، الذي يتقع في دبي.

Vida Rizq, Principal Founder Aflamnah

ما الذي ستغيّره اليوم؟

بقلم فيدا رزق- مؤسسة موقع – أفلامنا

لا يخفى على أحد بأن الانترنت يغيّر سير الأمور كل يوم. لقد قلّص المسافات وبالتالي بات العالم كالقرية الصغيرة، وبدّل الطرق التي نتواصل بها مع بعضنا البعض، كما غيّر وجوه السياسات، ووضع بين أيدينا قاعدة هائلة من المعلومات، تضع- وكما يُقال بالعامية- المكتبة البريطانية بكل بهائها، بجيبها الصغير.

لكن الأهم، هو أن الانترنت عزّز قدرات الأفراد، لا سيما في مجال الابداع. باتت الفرص كثيرة أمام إنشاء المحتوى، ومشاركته، ومشاهدته، والتعليق عليه، وتحسينه، وتغييره، وتسويقه، ومنتجته وتوزيعه – كل ذلك ممكن القيام به من موقعك أمام شاشة الكمبيوتر.
واليوم، لا بد من الاشارة إلى أن صنّاع الأفلام هم روّاد هذه الثورة التكنولوجية. فهل تعلم أن 10% من الأفلام التي تم عرضها في مهرجان كان السينمائي، استفادت بطريقة أو بأخرى من مواقع التمويل الجماعي الالكترونية؟ وترتفع النسبة إلى 17% من الأفلام التي عرضت في مهرجان ساندانس السينمائي، حيث استثمر أصحابها الوقت والجهود محاولين جمع المبالغ الضرورية لبدء أو استكمال مشاريعهم عبر مواقع التمويل الجماعي في دولهم.

تلك إحصائيات مذهلة، دفعتنا في المقر الرئيسي لموقع “أفلامنا“، إلى الادراك أنه بإمكاننا الاستفادة من نفوذ الانترنت، لتأمين مصادر يستفيد منها صناع الأفلام، من حيث التمويل الضروري، لإحياء أفكارهم وتحويلها إلى أفلام.

لقد استفاق العالم العربي مرة أخرى إلى أهمية الثقافة في المجتمع، وأهمية امتلاك قصصه الخاصة به ومشاركتها مع العالم أجمع. لا تقتصر هذه القصص على الأفلام التي نصنعها، بل الطريقة التي نتبعها لصناعتها: مصدر الأفكار،رحلة تحويل الحلم إلى حقيقة، والفريق الذي نعمل معه والسبب. نحن بحاجة لدعم الموجود حالياً في المجال السينمائي، وابتكار مهن جديدة وأبطال جدد.

انتشر الحديث مؤخراً عن فرص جديدة متاحة لصناع الأفلام، من ناحية التمويل، مما أدى إلى تطوّر إيجابي.

في موقع “أفلامنا“، ما زلنا نعتقد بأن الطريق طويلة أمامنا؛ فالنتائج المذهلة لا تحدث بسهولة وسرعة. يجب علينا أن نتعلم، ونحدد بعض المعايير، ونتعلم كيفية تقبّل النقد البنّاء، وتقدير مكانتنا في الاطار العالمي، وأن ندرك أن القصص ذات الأهمية الأكبر هي تلك التي تلقى أصداءً أيجابية في جميع أنحاء العالم. هذا بالضبط ما سيدفع العالم للاحتفاء بنجاحاتنا.

من هنا نشعر بأهمية دور التمويل الجماعي، ونتمنى أن يتم تقدير موقع “أفلامنا” بفضل قدرته على التغيير، وليس بفضل عدد الأفلام التي يتمكن من تمويلها. “أفلامنا” موجود لمساعدة الناس على التصويت بواسطة محافظهم، ودعم الأفكار الرائعة، واستخدام قدرة الانترنت على نشر الأخبار والتغيير وتحقيق الأحلام.

اليوم، تتوفر الأدوات، والشباب يدرك جيداً قوة الاعلام الاجتماعي. آن الأوان لاستخدام المعرفة في مجال الافكار الخلاقة من أجل الاستحصال على الدعم المادي لتنفيذها. يجب أن يكون لصانع الأفلام وفريق عمله، جيش من المشجعين، يساعدهم على نشر الخبر، والتحدث عن فكرة مشروعهم، والمشاركة فيه ودعمه مادياً.

مساعدة الآخرين أمر مذهل، والمذهل أيضاً هو بذل ما نستطيع في سبيل المساعدة. الفكرة هي تعاون الجماعة على تحقيق الانجازات. آن الأوان للقيام وترك التراخي والمشاركة في صناعة كل شيء، فلقد انتهى وقت مشاهدة كل ما يحدث أمامك، وأنت جالس دون حراك.