المدوّنة

العودة الى القائمة

نظرة جديدة إلى الأوسكار

28 فبراير 2011

بقلم جايمس روسن، مساعد إنتاج بمؤسسة الدوحة للأفلام

بالنظر إلى حفل جوائز أوسكار هذا العام، بدا الفائزون كالأموات. وكان التوقعات تحوم حول الفائزين بالجوائز الأولى (أفضل فيلم، ومخرج، وممثل وممثلة، وإفضل ممثل وممثلة ثانويين)، ولم تبدو سوى الفائزة بجائزة أفضل ممثلة بدور ثانوي راضية بفوزها. ولزيادة الأمر سوءاً وإحراجاً لإدارة الحفل قبل ساعات قليلة من بدء الحفل، تم تسريب النتائج التي عادةً ما تكون حراستها مشدّدة، على شاشة الانترنت. كل الضيوف السريين، وحواراتهم الفكاهية، وحتى ثيابهم، خرجت ليراها العالم. كارثة في عالم الترفيه.

لكن، وفي حين كانت أحداث حفل هذا العام متوقعة، كالعادة، كانت الطريقة التي شاهده بها الناس، وناقشه وحلّله مختلفة بشكل ملحوظ. فمع البث المباشر عبر الانترنت وتوفر البث من داخل الكواليس عبر برنامج “تصريح مرور للآيباد” (بالاضافة إلى العديد من البرامج التي تسمح للمستخدم باختيار الزاوية التي يرغب بمشاهدة الحفل منها، وحتى بمشاهدة الاحتفال الذي يتلو توزيع الجوائز)، ومع جايمس فرانكو الذي كان ينشر مباشرةً على موقع تويتر مقاطع“فيديو”:http://www.whosay.com/jamesfranco/videos/14021، تم التقاطها قبل بضع ثوانٍ من بدء العرض، تحوّلت مشاهدتي لحفل الأوسكار إلى تجربةٍ هي الأولى من نوعها لي على الانترنت. بعد سنوات من تضاؤل أعداد مشاهدي هذا الحفل على شاشة التلفزيون، عثرت إدارته على طريقة لزيادتهم، بالاضافة إلى الايحاء بأنه ينفتح على جمهور جديد أقل سناً، فاختارت أصغر مقدّميْن في تاريخ حفل الأوسكار: جايمس فرانكو وآن هاثاواي.

وقد افتتح الحفل بمقطع محاكاة هزلية شهدت تظاهر فرانكو وهاثاواي بالتمثيل في كل من الأفلام المتنافسة على جائزة أفضل فيلم عبر فيلم “إنسبشن” (إذا لم تشاهدوا الفيلم أنا مستعد للتفسير). لست بحاجة لذكر أن هذا المقطع تخلله دوران صغيران لأليك بولدوين ومورغن فريمن، وكان على الأرجج أكثر 5 دقائق مسلية في السهرة. وقد عجّ موقع تويتر مباشرةً بالتعليقات التي أثنت على هذه الحركة – لكن ذلك لم يدم طويلاً.

بعد متعة المقطع الافتتاحي، حان وقت الجد: الجوائز. حين فاز فيلم “انسبشن” بجائزة أفضل تصوير سينمائي بدلاً من “ترو غريت” للمخرج روبرت ديكنز، تصاعد اللغط على موقع تويتر (مجلة إمباير البريطانية: روجر ديكنز تعرّض للسرقة!(http://twitter.com/#!/empiremagazine). ثم جاءت لحظة غريبة جداً، حين لم يبدو كرك دوغلاس البالغ من العمر 94 عاماً (اشتهر بدوره في نسخة عام 1960 لفيلم سبارتاكوس للمخرج ستانلي كوبريك) سعيداً بأداء دوره فحسب بقراءة أسامي المرشحات لأفضل ممثلة ثانوية، فأخذ يتغزل بطريقة مشينة بآن هاثاواي، التي تصغره بـ 66 عاماً. “كيرك دوغلاس — شكراً لأنك مثلت في فيلم سبارتاكوس ومساعدتك دالتون ترامبو على استعادة حياته من جديد. أترك آن هاثاواي وشأنها! تعليقات الأوسكار” على موقع تويتر Oscar winner Michael Moore.

وبعد أن تمكن دوغلاس أخيراً من تسليم الجائزة إلى ميليسا ليو عن دورها في فيلم “المقاتل“، رمت ميليسا قنبلة بتفوهها بالكلمة النابية إياها التي تبدأ بحرف “ف” (هذا تعليق عن الانترنت وليس تعليقاً خاصاً بي)، مباشرةً على الهواء ولأول مرة في تاريخ حفل الأوسكار. يا لها من صدمة، وإذا بحثتم في موقع تويتر عن كلمة قنبلة حرف الـ ف، ستجدون عدداً من التحليلات، لن آتي على ذكرها هنا.

إذاً استكمل توزيع الجوائز: أربع جوائز تقنية لفيلم “إنسبشن” (أفضل ميكس صوتي، هندسة صوت، تصوير سينمائي ومؤثرات بصرية)، جائزتان لفيلم “أليس في بلاد العجائب” (إخراج فني وتصميم ملابس – هل يمنح الفوز لملابس هي صور منتجة عبر الكمبيوتر؟)، جائزتان للتمثيل الثانوي لفيلم “المقاتل”( ميليسا ليو، وكريستيان بايل الذي كان منغمساً في هيئته اللندنية)، وناتالي بورتمن الحامل التي فازت بجائزة أفضل ممثلة، الجائزة الوحيدة لفيلم “البجعة السوداء”.

الدراما الحقيقية التي حلّت بالأفلام المرشحة، كانت ما بين “الشبكة الاجتماعية” و“خطاب الملك”. بدا خطاب الملك الخيار الأفضل، وفاز بأربع جوائز (أفضل فيلم، وإخراج، وممثل وسيناريو)، بينما فاز الشبكة الاجتماعية بثلاث جوائز هي (أفضل سيناريو مقتبس، موسيقى تصويرية ومونتاج). وقد ألقى كولن فرث خطاباً رائعاً بعد تسلمه الجائزة، مازجاً الفكاهة بالامتنان الذي عبّر عنه بشكل جميل. كانت لحظة جميلة في حفل سيطوى في غياهب النسيان بالتأكيد.

كيف ينقذ حفل جوائز الأوسكار نفسه من المشكلة الأكبر التي يعاني منها وهي أنه أصبح متوقعاً لدرجة كارثية؟ لا أعلم. لكني بالتأكيد مسرور لأن الانترنت وفّر ملتقى لنثرثر فيه ونناقش ونحلّل سوياً. لكن أرجوكم، هل يمكننا الحصول على بعض المفاجآت العام المقبل؟

بقلم جايمس روسن

blog comments powered by Disqus