المدوّنة

العودة الى القائمة

لقاء مع بريجيت وماريان لاكومب

28 أكتوبر 2010 — المهرجان السينمائي

لقاء مع بريجيت وماريان لاكومب

ضيفتنا صاحبة مدونة “أربعة أولاد، وعشرون حقيبة، وكلب صيد” كيرستي رايس

//http://shamozal.blogspot.com

نظمت الأختان بريجيت وماريان لاكومب ورشةً في معرضهما البارحة. فلقد كانت بريجيت تتجول وتسافر لتصوير روّاد وصاعدين في عالم السينما العربية، أما ماريان فكانت تعد وثائقياً في هذه الأثناء، تضمن إجراء مقابلات مع ممثلين ومخرجين حول ما تعنيه السينما بالنسبة إليهم.

وفي طريقي لمشاهدة المعرض، اعترضني بعض من أعمال بريجيت السابقة، صورُ تذكرت أني رأيتها على أغلفة مجلات ومجلدات صادفتها على طاولات مراكز عامة مختلفة. لقد داهمني الوقت ولقد زرت المعرض مرتين حتى الآن ولكن لا أستطيع أن أمنع نفسي من البقاء لفترة إضافية حتى ألقي نظرة جديدة عن قرب. دنيس هوبر ترتدي قبعة رعاة البقر، جوليا روبرتس أيام شبابها، وحتى ستيفن سبيلبرغ أيام شبابه. إن ذلك أشبه بحصة عن التاريخ الحديث للسينما.

حين دخلت للمشاركة في ورشة العمل، كانت بريجيت وماريان جالستين جنباً إلى جنب خلف مكتب، إلا أنه بدا من الصعب اكتشاف أنهما أختان للوهلة الأولى. كانت بريجيت ترتدي نظارةً سوداء بالغة الجدية، وكانت منكبةً على تدوين بعض الملاحظات على دفترها. يبدو مظهرها لامبالياً. فهي لا تضع أي مسحةٍ من مساحيق التجميل، كما أن لباسها الأسود بدا من النوع المريح، وشعرها هو ذلك الشعر الرائع الرمادي الأبيض. إنها تشبه الصور المعروضة. بالأسود والأبيض.

أما ماريان، فحجمها ضئيل، وعيناها واسعتان وابتسامتها دافئة مرحّبة. إنها تنظر إلى جميع من في القاعة، تنظر في عينيهم، مبتسمة.

حين بدأت المحادثة، صرّحت بريجيت أنها ترغب بتبادل الأحاديث مع الحاضرين وألا يقتصر الأمر على مجرد حديث تتوجه به إلينا، لكنتها جميلة، رقيقة وفرنسية. في البداية، أراد بعض المصورين الحديث عن تقنيات التصوير الفوتوغرافي والاضاءة، لكن الحديث اتجه بشكل سريع ليتناول الأشخاص الذين ظهروا في صور المعرض. ما الذي قلتيه لهم لكي تحصلي على هذه النظرات التي التقطتها عدستك؟

قالت بريجيت “لا أحب التواجد بين عدد كبير من الأشخاص”. وأضافت “لا أحب الضجيج. إني فعلاً لا أتفوه بالكثير”. وكانت ماريان تبتسم إلى جنبها، لكن لاحقاً، ناقضت تعليق أختها ممازحة “بلى أنتٍ تتكلمين، تقولين أشياء رائعة”. وللحال بدتا أختان في نظري، فهناك لغة غير محكية بينهما. وتعالت ضحكة مكتومة بين الحضور.

وتحدثت بريجيت بنبرة فرنسية مترفعة قائلة “حين خاطبتني مؤسسة الدوحة للأفلام في البداية حول هذا المعرض، أرادوا إنجاز هذا النوع من المعارض التوثيقية التي ترونها اليوم بكثرة“، وأردفت بحزم “لم أستطع القبول!”. توقفت للحظات قصيرة ثم قالت أمراً أثر في صميم قلبي “ثم فكرت بالموضوع لفترة وأدركت بأن ماريان موجودة، وأن ماريان قادرة على تنفيذ ذلك، وإذا قبلت سأكون جد مرتاحة، فهي الشخص الوحيد الذي أستطيع العمل معه على هذا المشروع”. نظرت إليها ماريان مبتسمة.

بعد ذلك، سألهما أحدهم ما إذا كان المعرض سينجح لو لم يتعاونا سويةً. وقبل أن تجيب بريجيت، قفزت ماريان وأجابت بحزم “لا“، وأضافت “لم يكن المشروع لينجح من دون بريجيت”. ثم سألتهما إذا كانتا تتشاجران ككل الأخوات، فأجابتا على الفور “نعم”! فضحك الحاضرون. وأضافت ماريان بأن ما يميّز وجود مقاطع الفيديو في المعرض هو “المصداقية” التي منحتها لمعرض بريجيت. “كنت أقول لهم، استمعوا لأنفسكم وأنتم تتكلمون، استمعوا لما تقولونه لي”. ثم ضحكت الأختان.

بعد انتهاء الورشة، تسنى لي الحديث مع بريجيت على انفراد. لقد كانت مذهلة. فلقد روت لي قصة وصولها إلى كان عام 1975، والفرص التي أٌتيحت لها. لم يكن في ذلك الوقت عدد المصورين كبيراً، وبالأخص النساء. ثم سألتها من أين استمدت ثقتها الكبيرة في نفسها في السن الصغير الذي بدأت فيه مهنة التصوير؟ فأجابت بأنها غير أكيدة، وربما كانت صغيرة وبلهاء.

أخبرت بريجيت عن بناتي الاثنين، وكيف تحلمان بأن تدخلا مجال التصوير الفوتوغرافي وصناعة الأفلام، فابتسمت وبدت وكأن فكرة طرأت في رأسها. فقالت “لقد تركت المدرسة في سن صغيرة، لا بد وأن الأمر أرعب والدي آنذاك ولكنهما أحباني وأشعراني بأني محبوبة. حينها شعرت أن بإمكاني تحقيق أي شيء. إذا كنتي تريدين إعطاء أي شيء لبناتكٍ، فليكن هو الحب، إحبيهما”.

blog comments powered by Disqus